أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شموس نجد - سارقو الفرح














المزيد.....

سارقو الفرح


شموس نجد

الحوار المتمدن-العدد: 1374 - 2005 / 11 / 10 - 10:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-1-
ورد في جريدة الحياة (1/11/2005) خبراً مفاده أن رسالة جوال (هاتف محمول) قصيرة وصلت إلى الكثيرين قبيل انصرام شهر رمضان بالصيغة التالية: " عرض أول مسرحية نسائية سعودية في مدينة الرياض تشارك فيها ممثلات سعوديات وخليجيات ومقيمات – أهكذا يختم شهر التوبة والقرآن؟ " ابرق" لإنكار المسرحية النسائية حالاً لولاة الأمر والمفتي . اتصل الآن فالمفتي يرد على الهاتف " انشر" (...) ". من الواضح أن من صاغ نص الرسالة لم يتكلف عناء شرح الأسباب الداعية للاتصال ب " ولاة الأمر" و " المفتي "، إذ ليس من ضرورة أن يذكرنا بها.
يكفي أن تكون هناك مسرحية، وهي أحد وسائل " اللهو " التي ليست لا من خصال ولا من عادات المسلمين...
يكفي أن يكون هناك نساء، وهن مصدر الفتنة والغواية وأصل الشرور والبلايا...
يكفي أن تكون هناك خروج نسائي من جدران العزلة، وما في ذلك من تطاول على سلطة الدين والعادات الذكورية...
ويكفي أن تكون هناك عناصر خليجية وعربية مقيمة تحمل بعضاً من تجارب أكثر تمرداً وشيئاً من ثقافة أكثر انفتاحاُ قد تخلخل بعض المفاهيم الراسخة عن المرأة ودورها ومكانتها، خاصة ولو قيض لتلك المسرحيات أن تتواصل وتتكرس...
المسرحية وعنوانها " وأخيراً عادوا " وكما يوحي عنوانها تتمحور حول انتزاع المرأة جزءً من حقوقها المسلوبة من قبل الرجل، وهذا مسوغ آخر لمحاولة واد المسرحية قبل ولادتها. شخصياً، أتصور أن المسرحية استبدلت بدروس عملية لكيفية تغسيل وتكفين الموتى، أو عرض مشاهد تسجيلية لبطولات المجاهدين في أفغانستان والشيشان والعراق، أو للتأكيد على فوائد الحجاب الأخلاقية والأخروية العظيمة، أو للثناء على ومدح الصحابة وصنائعهم الباهرة لما تعرضت للعواصف.

-2-
من اللافت للنظر أن توظيف تقنية الرسائل القصيرة قد بات من الوسائل الناجعة التي يستعملها أصحاب التيار الديني في تمرير أهدافهم وشحذ الدعم المعنوي اللازم لحملاتهم. عندما تقدم الدكتور آل زلفة، وهو أحد أعضاء مجلس الشورى باقتراح شجاع يطالب فيه بقيادة المرأة السعودية السيارة، تعرض الرجل إلى حرب نفسية شعواء، استخدمت فيها رسائل الجوال كأحد الأسلحة الهجومية للتنديد به وباقتراحه " الخبيث " كما يصفون. وقبلها بعام، ظهر إلى الوجود ما اصطلح على تسميته ب " القائمة الذهبية " وهي قائمة بأسماء المرشحين للمجالس البلدية في أول تجربة انتخابية ممن تم " تزكيتهم " من قبل كبار العلماء (= رجال الدين). وبالطبع فإن كل الأسماء المزكاة تنتمي شكلاً ومضموناً إلى التيار الديني، وليست المسألة متعلقة بمؤهلات المرشح وجودة برنامجه الانتخابي! وبالفعل، فقد عملت هذه القائمة كتعويذة سحرية جلبت الفوز الكاسح لهم، رغم غبار الشك الكثيف الذي حام حول عدالة ومصداقية فرز الأصوات.

-3-
أيضاً، من الملاحظ كثرة استهلاك المفتي والتلويح به في مقاومة أي تغيير أو ضرب أي تحرك حتى ولو بدا رمزياً تحت أسماء ولافتات مكررة مثل محاربة المنكرات وحماية الخصوصية الدينية للبلاد. قبل حوالي عامين، احتضنت مدينة جدة منتدى اقتصادي دعي إليه أسماء لامعة في الاقتصاد والسياسة، بالإضافة إلى سيدات أعمال سعوديات. بعض الحاضرات ظهرن بلا غطاء الرأس، الأمر الذي أثار استياء واسع بين المتدينين الذين لا يرعبهم شيء قدر هلعهم من بروز خصلات شعر المرأة. وعلى ما يبدو، فقد خف البعض كالعادة إلى المفتي العام " محرضاً " إياه على التدخل وعلى إيقاف " المهزلة الأخلاقية " بعد أن تم تضخيم الموضوع وتحميله مالا يطاق ويحتمل. المفتي بدوره، إما عن سوء فهم لآية الحجاب الخاصة بزوجات النبي أو لخوفه من وصفه بالمتخاذل، هاجم النساء اللاتي تجرئن على الظهور أمام الرجال سافرات الوجه. إقحام المفتي في مثل تلك الأمور، ولو بدت تافهة ولا تستحق كل هذا الضجيج، يأتي من باب إضفاء الشرعية على مطالب المتدينين والتصديق عليها بختم رسمي ليس إلا. لا أبالغ لو قلت أن هؤلاء الذين يتذرعون بالمفتي هم في الأصل لا يثقون به ولا بباقي كبار العلماء، إذ دائماً ما يوصفون بفقهاء البلاط أو السلطة الرسمية. ولو أن المفتي – مثلاً- رفض التحدث أو رد مطالبهم لما انتهوا عند هذا الحد وقبلوا بفتواه.

-4-
ليت الأمر يتوقف عند حدود تفسيق المسارح النسائية، وتحريم الاحتفال باليوم الوطني، ورفض صور أفراح العيد مثل تعليق أدوات الزينة لما فيها من تشبه باحتفالات الكفار كما يدعون. الأخطر من هذا كله أن هناك تيار واسع يمتد عبر رقعة البلاد المترامية يتواطئا مع الإرهاب القذر والمجرمين السفلة، لدرجة أن من يجرم الأعمال الوحشية يتعرض إلى قمع ليس فقط من المعجبين بدموية تنظيم القاعدة وشبكاتها الإرهابية بل حتى من بعض مؤسسات الدولة الرسمية!! هذا ما حدث بالضبط للمعلم السعودي محمد الحربي الذي وصف منفذي تفجيرات مجمع الحمراء بالرياض بالمجرمين. أتدرون ما وقع لهذا المعلم المسكين الذي سب الإرهاب وسفاكي الدماء؟ لقد تعرض إلى تهديدات بالقتل، كسر الرصاص زجاج غرفته المدرسية، وصلت إليه خطابات تدين ما قاله، سحب إلى محكمة خارج منطقته، أدانه القاضي في دينه وأخلاقه، حتى إدارة التعليم أوقفته عن العمل، وأخيراً أودع السجن. تخيل! لقد أصبح من يهاجم الإرهاب يهان ويجر إلى المحاكم ويفصل من العمل ومن ثم يرمى في السجن. أي حال وصلنا إليها هنا؟ أشعر أحياناً وأن هناك " دولة ظل " ترعى الإرهاب وتغذيه وتحميه من أمثال المعلم الحربي. وهذا ما يفسر إلى حد كبير فتاوى رجال الدين الرسميين المحتشمة ضد ابن لادن والأعمال الإرهابية لعلمهم أن الشارع ضمنياً متضامن مع الإرهاب وأعماله حتى ولو طال البلاد وأحرقها في أتونه.
وبالعودة إلى المسرحية، فقد وصف الإعلامي السعودي حسين شبشكي بأن المتكتلين ضدها بالفئة القليلة المجهولة، وبرأيي أن هذا الكلام يحتوي على الكثير من التفاؤل والقليل من الواقعية. لا أريد أن أبدو متشائماً، ولكن من الواجب أن نسمي الأشياء بأسمائها، وألا نقلل من نفوذ المتدينين المتعاظم، ولنا في قصة المعلم محمد الحربي خير مثال.



#شموس_نجد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام بين ثبوتية النص وحركية الواقع
- عصافير الموسيقى لا تطير تحت سماء المملكة
- أما آن للسيف أن يغمد في قرابه؟
- ردود القراء: محاولة للفهم
- عبادة الأسلاف
- فتاوى الدمار الشامل
- المصادر القرآنية 4-4
- المصادر القرآنية 3-4
- المصادر القرآنية 2-4
- المصادر القرآنية 1-4
- المجهول في حياة الرسول
- الإسلام والكذب
- من كان بيته من زجاج...
- البحث عن مملكة سليمان
- أمي والمطاوعة
- كيف كرم الإسلام المرأة؟ إهداء إلى الصديقة العزيزة: رجاء محمد
- لا تبكوا على الأندلس!
- الإسلام دين الرحمة: حقيقة أم خرافة؟
- عاشق الحور
- روتانا....تتحجب!


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شموس نجد - سارقو الفرح