|
عيد معمودية يسوع
نسيم عبيد عوض
الحوار المتمدن-العدد: 5047 - 2016 / 1 / 17 - 04:11
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
عيد معمودية يسوع بقلم نسيم عبيد عوض أو عيد الغطاس المعروف للمسيحيين ب "عيد الظهر الإلهى" هو ثالث الأعياد السيدية الكبرى ‘ لكونها تتعلق بالسيد المسيح ‘ وتبدأ الأعياد بعيد البشارة ثم عيد الميلاد المجيدين ‘ ويقال مجيد لأنه عيد لمجد وبمجد الله. وعيد الغطاس الذى يحتفل به كل مسيحي العالم ماعدا بعض الطوائف ‘ من الأعياد الغاية الأهمية فى الإيمان والخلاص المسيحى ‘ لإرتباطه بالعماد الذى بدأ يوحنا يقدمه لليهود التائبين(والرب يسوع غير محتاج للمعمودية أساسا لأنه عماد بالمياه للتوبة والرب لا خطية فيه تستحق التوبة ) ولكنه كما قال ليوحنا ينبغى ان نكمل كل بر‘ غطس فى الماء تحت يد يوحنا لحسابنا نحن المؤمنين به ‘ وليكن عمادنا بالماء والروح حسب وصيته الإلهية ‘ ولنبدأ بما قاله الكتاب المقدس عن الغطاس أو عيد الظهور الإلهى: يعرفنا القديس لوقا البشير بهذا الحدث الباهر والمجيد فيقول: 1- كانت معمودية يوحنا بأمر إلهى كقول الكتاب "كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا فى البرية. فجاء الى جميع الكورة المحيطة بالأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا."لو3: 2و3. 2- ويوحنا ككاهن ونبى " وكان يقول للجموع الذين خرجوا ليعتمدوا منه يا أولاد الأفاعى من اراكم ان تهربوا من الغضب الآتى.فاصنعوا اثمارا تليق بالتوبة ...والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر. فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى فى النار."لو,7-10. 2- وواضح تماما أن هذا لا يتعلق ولا يخص الرب يسوع بدليل قوله عن المسيح عندما علم انهم يفكرون بأنه المسيح‘ " اجاب يوحنا الجميع قائلا انا أعمدكم بماء ولكن يأتى من هو أقوى منى الذى لست أهلا ان احل سيور حذائه . هوسيعمدكم بالروح القدس ونار. الذى رفشه فى يده وسينقى بيدره ويجمع القمح الى مخزنه . واما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ."16و17‘ وهنا يعترف ويشهد بأنه ليس المسيح ‘ وأن المسيح سيعمد بالروح القدس ونار ‘ وأول مرة يسمع اليهود عن نار الروح القدس التى سيعمد بهاالمسيح ‘وهذا إعتراف من نبى العهد القديم عن اللاهوت‘ وفى قوله أيضا ان المسيح سيحرق التبن بنار لا تطفأ ‘ أيضا هو الله الذى ناره على الأشرار لا تطفأ. 3- وبعد شهادة المعمدان مباشر ينقلنا القديس متى البشير عن قدوم السيد المسيح ليعتمد "حينئذ جاء يسوع من الجليل الى الاردن الى يوحنا لعتمد منه. ولكن يوحنا منعه قائلا انا محتاج ان أعتمد منك وانت تأتى الي. فأجاب وقال له اسمح الآن. لانه يليق بنا ان نكمل كل بر . حينئذ سمح له." مت3: 13-15. والآباء يفسرون قول الرب " لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر" بأن الرب وهو عالم بأن مايقوم به يوحنا أمرا سماويا ‘ فعلى المعمدان أن يكمل بر الطاعة كما نفذه الرب بنفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب‘ نوال بر العماد من يد المسيح ليعطيه مجانا لكل من يؤمن ويعترف به.لأن بإعتمادنا معه نلنا بر اتضاعه والاغتسال من خطايانا. المسيح لا يعتمد لنفسه ولا يقبل ويكمل بر العماد لذاته‘ ولكن الموضوع متضمن سر تقديسه لذاته من أجلنا " ولأجلهم أقدس أنا ذاتى." يو17: 19‘ وأنا قد أعطيتهم المجد الذى أعطيتنى."يو17: 22‘ وهذا هو مدخل اللاهوت بالفداء والخلاص ونوال بر المسيح. الغطاس أى العماد بغطاس الجسد تحت الماء وهو طقس تنفذه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية‘ومصدره الرب نفسه الذى إعتمد بالغطاس كقول الكتاب " فلما أعتمد يسوع صعد للوقت من الماء."مت3: 16. وفى إعتمادنا بالتغطيس يشرح لنا كيف قال القديس بولس الرسول " أنتم الذين إعتمدتم للمسيح قد متم وقمتم معه ولبستم المسيح" الظهور الإلهى : هذا منظر سماوى رأيناه على الأرض ومن هنا تأتى أهمية هذا العيد أنه أستعلان الله للبشر ويقول الكتاب فى ذلك" فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء" وإذا السماء قد انفتحت له‘ فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه ‘ وصوت من السموات قائلا: هذا هو إبنى الحبيب الذى به سررت." مت16و17 ‘ ويفسر القديس يوحنا الإنجيلى الظهور الإلهى للثالوث القدوس كما رآه الشاهد يوحنا المعمدان فيقول"وانا لم أكن أعرفه . لكن ليظهر لاسرائيل لذلك جئت أعمد بالماء. وشهد يوحنا قائلا انى قد رأيت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه. وأنا لم اكن أعرفه . لكن الذى ارسلنى لاعمد بالماء ذاك قال لى الذى ترى الروح نازلا ومستقرا عليه فهذا هو الذى يعمد بالروح القدس. وأنا قد رأيت وشهدت ان هذا هو ابن الله . " يو1: 31-34. وهنا تفسير حقيقى وعملى لأقانيم الله كما نؤمن نحن المسيحيين بالله الآب وبكلمته وروحه القدوس‘ فقد أظهر لنا الثالوث الأقدس (الآب والإبن والروح القدس)..الآب من السموات (هذا هو ابنى الحبيب) ‘والإبن وهو صاعدا من الماء ‘ والروح القدس نازلا عليه شبه حمامة"مت 3: 17. ظهور إلهى كامل بالصوت والصورة لإعلان نزول الله لأرضنا للفداء والخلاص الموعود. كيف قدم يوحنا المعمدان يسوع المسيح للعالم: 1- " وفى الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم ." يو1: 29‘ وقال يرفع بصيغة الحاضر ولم يقل سيرفع ‘ بصيغة المستقبل لأن وجود المسيح يعنى تحقيق الخلاص الموعود والذى سيتم على الصليب ‘ وهذا مافعلة سمعان الشيخ عندما حمل الطفل يسوع على يدية "لأن عينى أبصرت خلاصك."لو2‘ والمعنى هذا هو الحمل الذى سيذبح على الصليب الذى بدمه سيفدى ويخلص كل من يؤمن به. 2- قدم يوحنا المعمدان المسيح لتلاميذه لشغفهم به فأرسل اثنين من تلاميذه للسيد المسيح يسألانه "أنت هو الآتى أم ننتظر آخر؟‘ فأجاب يسوع وقال لهم " اذهبا وأخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون وطوبى لمن يعثر في."مت11: 3و4‘ وهذا تحقيقا لكل النبوات فى العهد القديم عن المخلص. 3- قدمه لهم أنه العريس " أنى قلت لست أنا المسيح بل انى مرسل امامه من له العروس فهو العريس وأما صديق العريس الذى يقف ويسمعه فيفرح فرحا من أجل صوت العريس إذن فرحى هذا قد كمل."مت3: 28و29. وأيضا " ينبغى أن ذاك يزيد وأنى أنا أنقص."يو3: 30‘ وأيضا" قدمه أنه من فوق وهو فوق الجميع."يو3: 31. 4- قدم لنا يوحنا المعمدان حقيقة العبادة لله عندما سجد له وهو فى بطن أمه كما شهدت إليصابت بالروح القدس" حين صار صوت سلامك فى أذنى أرتكض الجنين بأبتهاج فى بطنى." لو1: 44‘ وشهادته عنه " فهذا قد جاء للشهادة ليشهد للنور."يو1: 7. وكرمه الرب يسوع وهو بعد حي عندما قال لتلاميذه" لكن ماذا خرجتم لتنظروا أنبيا نعم أقول لكم وأفضل من نبى..الحق أقول لكم لم يقم من بين المولدين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان."مت 11: 7-11. وهذه هى رسالة يوحنا المعمدان الذى اشترك مع المسيح فى تكميل البر. وكل عام وجميعكم بخير لنعيد مرة أخرى بعيد الغطاس المجيد الذى هو عيد الظهور الإلهىى أمين.
#نسيم_عبيد_عوض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شعاع نور عام جديد
-
الميلاد المجيد
-
سليمان الملك والحكيم
-
نبوات داود
-
نساء داود
-
داود الملك راعى الغنم
-
داود النبى والملك
-
لماذا موسى؟
-
موسى كليم الله
-
الخروج
-
بنى اسرائيل يستعبدون لمصر
-
يعقوب أب الآباء
-
تذكية ابراهيم الخليل
-
إيمان ساراى
-
خليل الله .. بالإيمان
-
إبراهيم رئيس الإيمان
-
الطوفان
-
الآن تؤمنون!!
-
الانسان وسقوطه
-
الخلق
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|