الإضطهاد المسيحي 2

سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 16:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الإضطهاد المسيحي 2

أتمنى لا أضطر للوقوف كثيرًا عند هذه النقطة، التي لا تستحق المزيد من الإهتمام. إلا أني أريد أن أختم ما بدأت به مقالتي الأولى حول نفس الموضوع.

فقد تعلمت من أحد قرائي شيئًا مهما؛ ألا وهو: أن لا أخلط الأوراق، وأنا قررت أن أترفع عن تفاهات الأمور، لكن لن أتسامح مع أي شكلٍ من أشكال التمييز.

ويعتقد البعض أن رابطة الدم والأخوة تربط ما بين المسيحي والمسلم فيما أن ما يربطنا بأوروبا هو الإنسانية والمصلحة المشتركة.

في المستقبل، سيكون هناك تحديات كبيرة لنا. هذه التحديات هي حول عقولنا وطريقة تفكيرنا. يجب ملأ الفراغ الفكري، لكي لا نترك عقولنا تسير في مسارات خاطئة. إن سؤال الهوية، الذي ينبغي إعادة صياغته للعربي، هو سؤال جدّ كبير.

بينما يمر علينا بعض المتعصبين لدينهم، لكن هذا شيء طبيعي لأي أقلية دينية تعيش في كنف أغلبية من دين آخر. إذ أن الحاجة لتأكيد وتثبيت الهوية يصيح أمرًا مضاعقًا. وهذا ما يحصل لبعض المسلمين في دول الغرب، وإن قوبلوا بمزيد من الرفض، فإن ذلك سيدفعهم تجاه المسجد وليس البرلمان.

وقد شاهدت عددًا من المسلمين الليبراليين، ينزاحون شيئًا فشيئًا عن المجتمع، ويلجؤون إلى الدين. إذًا لا يجب خسران هؤلاء بالعنصرية.

وكيف سيثق المسلم ببلده الأوروبي، الذي انقلب عليه يفتشه ويراقبه. ثم يأتي الإعلام ليضيف على ذلك ويحقّر المسلم أكثر، ثم تتساءلون دون تسألوا أنفسكم؛ لماذا ينمو التطرّف والإرهاب في أوروبا؟

لقد تم تشويه صورة العربي، المشوهة أصلاً. وتم تقزيمه إلى إرهابي ولا غير. أنا أستطيع تفهم مشكلة الأمن، لكن لا أستطيع أن أفهم مسألة الإعلام والمؤسسات الثقافية.

وقد رافق إعتراف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بالجالية المسلمة في بلاده ردود فعلٍ إيجابية خاصة من الجالية المسلمة التي أطلقت عليه لقب ملك الحبشة (النجاشي)، الذى آوى المسلمين أيام الرسول.

وحين أدى ترودو الصلاة مع الجالية المسلمة أشعرهم بالأمان والإحترام. وهو إذ يفعل ذلك يلقن دروسًا في التسامح والأخلاق. وأنا أعتبر ترودو ذكيًا في محاولته هذه لاستيعاب اللاجئين ثقافيًّا كما سياسيًّا.

ومن قبل ترودو، كان توني بلير، رئيس وزراء المملكة المتحدة الأسبق، قد خصص يوما في البرلمان البريطاني، للإحتفال بعيد المسلمين.

والمفروض أن الديمقراطية الأوروبية أعرق من ديمقراطيات أمريكا الشمالية. لذلك يجب أن تكثر مثل هذه المبادرات في أوروبا.

#سندس_القيسي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات