رحلة في تفسير النوم والاحلام ،،

فريد الساعاتي

الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 16:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

رحلة في تفسير النوم والاحلام ،،،

في بداية عمر المراهقة تعرفت على شابة جميلة ،، وكان املي ان أكون وحدي مع هذه الفتاة الرائعة ،،وبعد محاولات جائت عندي في البيت ،، وكم انا سعيد عندما كنت وحدي معها ،، بدأت اقبلها فوافقت وردت لي القبل ،،،ولاحظت ان الرغبة متبادلة وملتهبة،، وتعرفون اني ماكذبت خبر ،، رحت زايد ولكيته فرصة ، قبل عميقة ،، وصعدت الحماوة ،، وخلعنا كل ملابسنا ،،ربي كما خلق ،، وتطابقت اجسادنا ،،وتلاحمنا ،، واو ،،،
ولكن فجاةً سمعت احد يصيح !. صلاة صلاة،اكعد !!. عرفت انه والدي تجاهلته ،،
وضليت متمسك بهذه الشابة الرائعة حتى لاتختفي ، ولكن والدي استمر يصيح صلاة صلاة حتى اختفت حبيبتي وانا في منتصف الطريق ،
وكررّ والدي : كوم ابني كوم !. جاوبته بألم : بابا گايم !. وربك كلش گايم ،،، !

صحيت من نومي !. وماخليت كفرة اعرفه ماذكرته ، وكل الأنبياء نزلتهم !!. وسمعت والدي يصلي ويدعي " ،،،،الهم زوجني من حور العين ،،" !!. تصورا ابعدني من الحورية اللي كنت وياهه و بدأ يدعي لنفسة حورية !!.
توضيت وصليت !!.
وبعد الصلاة نمت على أمل ان التقي مرة اخرى بتلك الفتاة الجميلة ولكني مع الأسف ولخيبة ظني لم التقي فيها
ولكي أكون صريح معكم التقيت في منامي بفتيات عديدات وكان لي معهن حكايات جدا جميلة ،،

اذا أردنا ان نعرف لماذا نحلم ، علينا ان نعرف لماذا ننام . ؟
ماذا يختلف النوم عن اليقظة ؟ ، في النوم الجسم يعمل كما هو في اليقظة . في النوم نتنفس والدورة الدموية تسير وجهاز الهضم يعمل ، الشعر ينمو ، ،،، وتتحرك في نومك تنقلب يمين ويسار ،،ومخك يعمل لأنك تحلم ،، إذن ماهو الفرق ؟!

في اليقظة انت تعيش في عالمين العالم الخارجي المحيط بك الذي ترى وتسمع مايحدث حولك ، وعالم داخلي وهو مايجري في داخل الدماغ من استنتاجات لما يحدث في العالم الخارجي وردود فعل الدماغ ومنها إعطاء أوامر التكلم والحركة والاستيعاب وخزن المعلومات ودراستها وتحليلها ،، وردود فعل لما يحدث في الجسم نفسه كالالم والشعور والعواطف ،،،

في النوم انك تقطع الاتصال مع العالم الخارجي ، وتعيش مع عالمك الداخلي فقط ، اي تعيش في عالم كبير اسمه الدماغ.
عندما تكون صاحي تستقبل معلومات كل الوقت وتسجله داخل الدماغ ، انت ترى وتسمع وتحس أشياء من حولك كل الوقت والدماغ يستقبل هذه المعلومات ويخزنها ، وعند النوم يتوقف الدماغ عن استقبال المعلومات ،،،لايوجد استلام لا لصوت ولا انارة ولا صورة ولا أفلام حياتية تُسجل ،، يتوقف العالم كله بالنسبة لك ،، تعيش انت ودماغك فقط ، دماغك اللذي يبدأ بخزن المعلومات الهائلة التي استقبلها خلال اليوم ، وكذلك تنظيم وتصليح الفايلات المستلمة، والتخلص من المعلومات الهائلة المتكررة التي تعاد خزنها يوميا بدون فائده ، يعني عمل تنظيفات في الدماغ . والترتيب والتنظيف من الأوساخ المتراكمة خلال النوم يقلل من احتمال أمراض الدماغ ومنها Alzheimer
لذلك النوم مهم بالنسبة لراحة الدماغ ، يعني عندما تكون في حالة النعاس اي الرغبة في النوم معناه ان دماغك يقول لك " عمري اني تعبت ومااكدر استلم بعد معلومات ، خلي انظم المعلومات التي عندي حاليا "،

النوم ينقسم الى نوم خفيف وعميق ، النوم يبدأ بالخفيف ومعناه انك تبدا بالانقطاع عن العالم الخارجي تدريجيا ،،الى ان تصل الى العميق ،، ان سرعة الدخول الى النوم العميق يعتمد على التعب و الإرهاق اللذي أصيب الدماغ والجسم، فكلما تعب الدماغ اكثر كلما زادت حاجته وسرعته الى النوم العميق ،، ولكن هناك أشياء كثيرة تعطل عن الدخول في العميق وهي الصوت والاضائة ،،القلق والخوف والمرض ،،وفي بعض الاحيان لايحصل الدماغ لعدة ليالي على النوم العميق ، وتظهر انعكاساته على الانسان ومنها التعب وعدم التركيز والحاجة المستمرة للنوم ،،

قد يكيف الدماغ نفسه في النوم على المحيط الخارجي ،،ولهذا ترى الفقراء او المتسولين ينامون في الشارع مباشرة بجانب ضجيج السيارات ،،يعني هذا المخ قد تعود على ضجيج السيارات العالي ويستطيع ان يدخل النوم العميق بالرغم من الصوت العالي ،، ولايوجد خلل في الإذن ! ، الإذن تستلم الصوت ولكن الدماغ المتعود لايستلم الصوت ويدخل في النوم العميق

وعندما يتعب الجسم يتعب الدماغ ،، فالنوم لإيفيد فقط نشاط الدماغ وإنما ترتاح فيه العضلات والمناطق التي تحمل هذا الجسم الكبير ،،ومنها القدم والركبة ،، عضلات الضهر والعمود الفقري ،،
هناك عدد من الطيور تنام بعين واحدة من اجل معرفة حدوث الاخطار ، يعني ان نصف الدماغ ينام بالتناوب ، ومنها من تنام وتقف على رجل واحدة ربما لحفظ درجة حرارة الجسم او لراحة الركبة ،،والتمساح الخبيث ينام احيانا بعين واحدة !. والإنسان ينام بين 6-9 ساعات بينما ينام الوطواط 20 ساعة والفيل ثلاث ساعات فقط !.

الأحلام هي انعكاسات اهتماماتنا في الحياة الواعية وهي افعال لا إرادية عند النوم حالها كحال التنفس والدورة الدموية وجهاز الهضم ،،، الفرق انها غير منظمة وعملها عشوائي !.!. ولكن العرض والإخراج رائع وبشكل تعتقد وكأنك تعيشه في الحقيقة ،،وقد يكون الحلم طويل ولكننا ننسى اكثر تفاصيله عندما نصحى !.

والاحلام خيال واحاسيس او بالأحرى أفلام من اخراج وسيناريو وتصوير الدماغ ،وأبطالها يجلبها من الفايلات المحفوظة على مدى السنين ،، والتي انت غالبا ماتكون نسيتها، ، ،،او كما انت تتذكر الماضي ،،او انك تتذكر الماضي وتتمنى ان تكون قد فعلته بشكل اخر ،،
وحتى عندما تكون تعبان ومرهق بشكل جدا كبير فانك لاتحلم عادة الا بعد فترة من النوم ، يعني بعد ان ارتاح المخ ونظم اكثر الفايلات المبعثرة ،،يبدأ بوضع سيناريو حلم معين

وهناك احلام اليقظة التي يتخيل فيها الانسان حصوله على أمور صعبة المنال كالثروة والجاه او الحبيب اللذي يتمناه ،،وقد يغالي الانسان في هذا ويصعب عليه التفريق بين الواقع والخيال !.

عقل الانسان رهيب بقدرته وإمكانيته ، في رأي كل شيء انت مريت به في حياتك منذ طفولتك مثلا وحتى ان تموت مسجل بشكل ما في رأسك !. احداث من الطفولة قد اثرت بك إيجابيا او سلبيا،، يعني اذا كان عمرك الان ثلاثين او خمسين سنة مثلا فتقريبا كل مامررت به وعشته منذ كان عمرك اربع او خمس سنوات موجود ومخزون في دماغك، انا اتذكر أمور عشتها منذ كان عمري خمس او ست سنوات ، ، حوادث أشخاص ،، ذكريات مؤلمة وحلوة أماكن وصور ،،، يعني خزان دماغ الانسان هو اكبر من خزان اي كومبيوتر تستعمله انت الان مهما كان حديثا !.

ان ما نسيته او فقدت ذاكرته لايعني انه غير موجود وانتهى، ، انه موجود ولكن من الصعوبة الوصول اليه ، ولهذا انت تتذكر في بعض الأحيان أشياء نسيتها او لاعلى البال او الخاطر ، قد تاتي في منامك وقد يحورها الدماغ الى موضوع اخر انت تتعجب عليه ، ولعلاج بعض الأمراض النفسية يقومون بتنويم المريض مغناطيسيا والدخول الى اعماق دماغه لجلب ذكريات لايستطيع ان يجلبها في حاله الصحوة ، إذن المعلومات التي نتصور اننا فقدناها هي موجودة في مكان ما من دماغنا ،

اذا أردت ان تتذكر شيئا فإنك تدخل في اعماق دماغك وتبحث في الفايلات القديمة لأجل جلب الفايل المطلوب ، اذا انت لم تتذكر ذلك الشيء لايعني انه غير موجود ، إنما عندك صعوبة في العثور على الفايل المطلوب ، ولكن في يوم من الأيام وعن طريق الصدفة قد تعثر على الفايل المطلوب وتتذكر ما كنت تريد،

توجد احلام سعيدة واحلام تعيسة واحلام لا تعرف معناها ،،وتوجد احلام عميقة و احلام وانت في شيء من اليقظة اي لم يكن نومك عميقا ،

في الأحلام يتم حصولنا على الأمور الممنوعة والمحرومة جنسيا وقد يكون عندك رغبة في اللاشعور مدفونة لاتحس بها في اليقظة تتحقق في حلمك !. ،، وقد تحلم انت بوضعية جنسية غير مالوفة عندك او مع شخص غريب !. ( من فلسفة فرويد )

الاحلام تتغير في حياة الانسان ،،يعتمد كم هو عمره وماذا هي الأمور التي يفكر بها في حياته ،،
منذ سنين وانا أتمنى ان أطير !. وأحسد الطيور على ذلك ، وبدات احلم باني أطير !. والحلم يتكرر !. وبعض الاحيان وانا في الحلم اعرف ان هذا حلم ! ولكن لا اريد ان اصحى من حلمي حتى لأافقد تلك القدرة العظيمة على الطيران ، او لااريد ان اصحى من حلمي وأهوى ساقطا وانا في حالة الطيران !.

ولكن هناك كوابيس واحلام مزعجة تقتلني تخنقني ،، وفي حلمي أتمنى ان يكون هذا حلم ! في بعضها وكأن احدا يجلس على صدري ويقطع أنفاسي ، الكوابيس غالبا هي انعكاس لتجارب و معانات مؤلمة في الحياة اليومية كالقلق والخوف والكئابة النفسية ، او خروجك من صدمة معينة ،، في الكابوس قد تشعر انك مطارد او ان خطرا يلاحقك او انك تختنق ولاتستطيع ان تستيقظ ،،، ولهذا فان 80٪-;---;-----;--- من احلامنا هي سلبية
الدماغ المسكين ينتج أفلام الكوابيس لان هذا هو الموجود في المخ ، حياتك اليومية هي سينما وتمر انت بافلام يومية تخزن في مخك ،،ويعود مخك ليعرضها لك بشكل معين يختاره من حياتك او من افكارك اليومية ،،،

وفي بعض الأحيان احلم بقصص عجيبة غريبة ،، وياتوا اشخاصا لم اتوقع ان يكونوا في حلمي ،،او يأتوا اشخاصا قد اخرجتهم من حياتي وتناسيتهم وفجئتا ياتون في حلمي ،،،في بعض الاحيان تكتشف انت شيء جديد في الحلم كان قد فاتك في اليقظة ،،،!

الدماغ هو العالم الواسع الهائل اللذي يحمل أفلام وصور واحداث كل ماعشته وشاهدته في حياتك وكل ماتعلمته ،، وليس بالضرورة انك تعرف حجم او مدى المعلومات المخزونة في رأسك !. ولكن تذكر انت اذكى مما تتصور ،،

عزيزي القاريء : لقد اتيت هذا " البحث " من الفايلات الموجودة في دماغي ، وكان بودّي ان اكتب اكثر ولكن لااريدك ان تمل من القرائة ،،

#فريد_الساعاتي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات