أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - أحب هذا الرجل المثير للجدل.















المزيد.....

أحب هذا الرجل المثير للجدل.


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 15:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



عندما إشتد و تصاعد الاضطهاد و العنف ضد مسيحي مصر في زمن السادات كنت أندهش .. لماذا لا يدعمهم ويتعاطف معهم المليارات من مسيحي العالم في اوروبا و أمريكا و بلاد الواق الواق .
لقد كنت ساذجا .. لسببين ..أن المسيحية (كما هي مطبقة الان ) طورت عبر الزمن خطابا .. غير متعصبا .. أو يحض علي العنف.. نستطيع أن نقول عنه أنه حلقة من تيار علماني قوى إجتاح العالم المتمدن .. وأسقط الفروق الاثنية .. و تعامل مع البشر علي أساس أنهم فصيل واحد ( لافضل لعربي علي عجمي إلا .. بالعلم و الثقافة وفائدته للانسانية)..
هذا الخطاب جعل التعاطف مع مصائب (القبط ).. يعامل بنفس الحيادية الباردة.. و المنطق الذى يجعل منه قضية مساوية للتعاطف مع مأساة (نمورالتاميل) في سريلانكا و مطاردة الحكومة الهنديه لهم .. أو الاسي لتدمير تماثيل بوذا في أفغانستان .. أو مساندة السكان الاصليين في أستراليا .. أو الانزعاج للصراعات الدموية ( للهوتو و التوتسي) من قبائل أفريقيا السوداء .
حتي أن البابا ( يوحنا بولس) عندما حاول تركي إغتياله .. لم يخرج عن التيار السائد وعفي عنه و سامحة وهو صادق لآنه إعتبره ضحية فكر وحشي يحض علي الارهاب لم يتطور بعد ((التركي محمد علي أغا الذي حاول قتل البابا السابق يوحنا بولس الثاني قبل 33 عاما، ظهرفي الفاتيكان ليضع زهورا على قبره)).
و بالتالي جاء دعم باقي التيارات المسيحية في الخارج (للقبط) خارج إطار وحدة الديانة المتعصب .. التي إستخدمتها أمريكا بعد ذلك لضرب السوفيت بالمسلمين المنحازين لابناء ملتهم في افغانستان .
السبب الثاني أن الكنائس الشرقية ( عدا روسيا و اوروبا ) .. أخذت مسارا يبعد بها .. عن الكنائس الغربية يجعلها تعيش في ( جيتوهات ) سواء في مصر أو سوريا أو العراق أو حتي اثيوبيا .. لقد رفضت منذ البداية .. أن تسلم قيادتها لكنائس روما و بيزنطة .. و ظلت علي حالها ترفض أى إندماج مع الكنائس الكاثوليكية او البروتستانية خصوصا ( الانجليكية البريطانية ) ..لقد خاضت الكنيسة القبطية صراعا علي مدى تاريخها ..إندمجت فيه العقيدة بالوطنية (حتي في حالة الجنرال يعقوب ) .. ورفضت أى تبعية رغم غلو المستعمر ومحاولات الضغط و محاولات التبشيرين لاغراء القبط بالمنافع او المخصصات .. او بالدعم .
الكنيسة القبطية .. ظلت( علي مدى تاريخها ) مصرية .. و رغم منغصات عصر السادات .. و من بعده مبارك .. ومن قبلة (اى بعد سقوط حزب الوفد).. ومع تعديل صفة القبطي من المواطنه إلي الاقلية .. لم تقدم أى تنازلات في الهوية .. وبذلك إعتبرت لدى الاخرين طائفة من الطوائف المتعددة للمسيحية التي تغطي عقيدة ثلث سكان المعمورة ، لهذا جاء تعاطفهم بقدر ما هي إنساني الطابع إلا إنه يفتقد إلي إطار وحدة العقيدة أو الدعوات الاثنية .
هذا الموقف لن نفهمه إلا إذا تأملنا بعمق مقولات أسقف روما البابا فرنسيس.
وأضاف البابا ان الكاثوليكية ((عرفت تطورات مهمة وهي اليوم ديانة حداثية وعقلانية ،حان الوقت للتخلي عن التعصب، يجب الاعتراف بان الحقيقة الدينية تتغير وتتطور.
الحقيقة ليست مطلقة او منقوشة فوق حجر. حتى الملحدين يعترفون بالإله ومن خلال أعمال الحب والمحبة يقر الملحد بالله ومن ثم بتخليص روحه، ليصبح بذلك مشاركا نشطا في فداء البشرية)).
هذا هو نتاج التطوير الحقيقي للخطاب الديني الذى زاولته أوروبا منذ عصر النهضة.. و جعلت من الفاتيكان في النهاية القبلة الروحية للانسان المعاصر .
فلنستكمل الحديث الراقي .
قال البابا: ((ان جميع الأديان صحيحة وعلى حق، لأنها كذلك في قلوب كل الذين يؤمنون بها.))
((إن الكنيسة في الماضي، كانت قاسية تجاه الحقائق التي تعتبرها خاطئة من الناحية الأخلاقية أو تدخل في باب الخطيئة، اما اليوم نحن لم نعد قضاة ، نحن بمثابة الأب المحب، لا يمكن ان ندين أطفالنا.))
لقد أحببت هذا الرجل القادم من أمريكا اللاتينية بفكرمتقدم و حس مرهف ومحبة خالصة و حسدت اوروبا علي أن الذى يقود مسيرة روحانياتها قامة إنسانية سامقة له هذا القدر من النضوج .
((ان كنيستنا كبيرة بما يكفي لتسع ذوي الميول الجنسية الغيرية والمثليين جنسيا، وللمؤيدين للحياة ومؤيدي الإجهاض ! للمحافظين والليبراليين والشيوعيين الذين هم موضع ترحيب والذين انضموا(إذا) الينا.. فنحن جميعا نحب ونعبد نفس الإله))
ما أروع كلماتك .. وعقلك المتحضر يا سيدى.
الدكتور إدوارفؤاد بورى كتب
((وانا كمان بأحب هذا الرجل اللاتيني الذى ينتمي للرهبنة اليسوعية..أو الجيزويت.
والجيزويت من يوم ظهورهم كفرع داخل الكنيسة الكاثوليكية.( ينفردون بصفات معينة) حتي أن البعض يدعونهم بالمصلحين أو بروتستانت الكاثوليك!!
الراهب اليسوعي ملزم ب14 سنة دراسة للفلسفة واللاهوت والعلوم الانسانية قبل قبول رسامته كقس أو كمجرد أخ دائم بالرهبنة.
أما الفرع اللاتيني منهم فنشأ وتأثر بما يعرف بلاهوت التحرير ، الذى هو بالتقريب تطبيقا للماركسية في العقيدة المسيحية وبالتحديد وجوب تحرير الطبقات الأدني من ذل الفقروالجهل والمرض قبل وعظهم .
هذا لايعني بالطبع أن البابا فرنسيس ينتمي للاهوت التحرير و لكن هذا الرجل -صدقا -هوتجسيد لحركة تطوروانفتاح جليل )).
علي صفحات التواصل الاجتماعي العديد من الاقوال المنسوبة للبابا فرنسيس مثيرة للجدل والتي إن صحت تكون الإستكمال الكنسي الطبيعي للدور الذى وصفة (ول ديورانت) في المجلد السادس الفصل الرابع من (قصة الحضارة ) عن(مدرسة لاهوتية ) لأبوين من أعظم اباء الكنيسة القبطية (كلمنت) و (ارجن) (( و كان كلاهما واسع الاطلاع علي الاداب الوثنية محبا لها علي طريقته الخاصة ولو ان الروح التي كانت تعمرهما سادت في ذلك الوقت لما كان لانفصال الثقافة القديمة عن المسيحية ما كان له من اثر متلف)).
من أقوال أرجن كما اوردها ديورانت (( إن من وراء المعني الحرفي لعبارات الكتاب المقدس طبقتين من المعاني أكثر منه عمقا هما المعني الخلقي و المعني الروحي لا تصل إليهما إلا الاقلية الباطنية المتعلمة فأى رجل عاقل هذا الذى يصدق أن اليوم الاول للخلق و اليوم الثاني و اليوم الثالث كانت كلها من غير شمس أو قمر أو نجوم صباحا ومساء ))،البابا فرنسيس له نفس وجهات النظر الصادمة
فآخر تصريحات، ((الكاردينال الأرجنتينى خورخى ماريا برغوليو، الذى أصبح البابا فرانسوا تؤكد أنه يسير فى اتجاه تصحيح مسار الكنيسة حيث يرى بعض المتتبعين للشأن المسيحى أنه يقوم بثورة إصلاحية على غرار ثورة مارتن لوثر الدينية))
البابا قال فى تصريح له، نقلته صحيفة "تلكسبريس" أخبار المغرب ((إننا من خلال التواضع والبحث الروحى والتأمل والصلاة، اكتسبنا فهمًا جديدًا لبعض العقائد...الكنيسة لم تعد تعتقد فى الجحيم حيث يعانى الناس، هذا المذهب يتعارض مع الحب اللّامتناهى للإله. الله ليس قاضيًا ولكنه صديق ومحب للإنسانية. الله لا يسعى إلى الإدانة، وإنما فقط إلى الاحتضان. ونحن ننظر إلى الجحيم (جهنم) كتقنية أدبية، كما فى قصة آدم وحواء.
الجحيم (جهنم) مجرد كناية عن الروح المعزولة، والتى ستتحد فى نهاية المطاف، على غرار جميع النفوس، فى محبة الله)).ما أحكمك يا سارتر في مسرحية (الجحيم هو الاخرون) وما أعظمك يا (أرجن) لقد كنت سا بقا بالف وخمسمائة عام...
بصراحة كنت قد جهزت هذا المقالة لنشره في موقع (أقباط متحدون) .. و لكنني خشيت ألا أفهم هناك بالشكل الصحيح و أسبب الحرج للمهندس عزت بولس فألاحاديث المنسوبة لرأس الكنيسة الكاثوليكية .. صادمة فعلا وقد تكون غير دقيقة النقل أو محرفة ..أو تحتاج لترجمة أفضل .. و هو ما أخشاه دائما عندما أتعامل مع ما يكتب علي صفحات التواصل الاجتماعي ، لذلك سوف أطرحها لنقاش قي مجال أوسع من المنطقة المحدوده لاقباط مصر.. متساءلا.. وليكن هذا علي .. (الحوار المتمدن) حيث لا عوارض و لاقيود في مناقشة الحقيقة.
هل نشهد ثورة و نقلة نوعية في الخطاب الديني .. تشبة ما قام به ( لوثر و كلفن) و من قبلهما ( كلمنت و ارجن ) .. أم أننا أمام أحلام لم تتحقق بعد بأن يصبح الخطاب الديني علمانيا يضم تحت مظلته كافة أنواع البشر ؟؟.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد إستكمال خارطة المستقبل، أين مصر؟
- ليلة رأس السنة في كلونيا .
- مصرفي إستقبال عام جديد .
- مأدبه سوشي من لحم تارك للصلاة.
- عندما تغرق القاهرة في مياة المجارى
- من الذى يحكم مصر الان !!
- السماء تهب و تعطي والارض تدمروتحطم
- الهجمة الثالثة لاخضاع اوروبا
- يا حلولي .. حتجوز بنت السلطان .
- حدوتة مصرية ..حزينة و مخزية .
- هل سنظل دائما نبحث عن (المخلص ).
- تأملات شخص فاضي في أجازة .
- تعددت الاقنعة .. والوحش واحد .
- مسلمون ومسيحيون .. وعنف متبادل .
- لن يفلح قوم ولوا أمرهم حثالة .
- العروبة والاسلام ( قهروفساد ).
- الغرب مش أهبل الغرب يعرف ما يريد
- عدالة (سيد قطب ) الاجتماعية
- هذه المهنة اللعينة
- الدوس بالبياده ،وا هندسا.


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - أحب هذا الرجل المثير للجدل.