حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 12:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صمود الهبة الشعبية ضد تقاعد البرلمانيين..
رغم ما عرفته الهبة الشعبية التي خلقتها الأزمة السياسية الشائكة الناتجة عن زلة لسان وزيرة الماء المغربية ، من ردود فعل متنوعة ، وطرق تعامل مختلفة ، تراوحت ما بين التعاطي المنفعل غير المنضبط ، والارتجال المتخبط ، الذي كاد ينزلق بها إلى مهاو سحيقة ، فقد حققت الهبة انجازات كبيرة في ظرف وجيز-وإن كانت لم تصل للنتيجة الإستراتيجية المرجوة منها – أهمها النتائج ، أنها استطاعت ، عرفت ، تجربة أولى ، ذاك الزخم والحجم الكبيرين غير المسبوقين ، وتوسعت وتمددت إلى أن وصلت إلى مختلف أطياف أبناء الشعب ، الذين جعلتهم ينخرطون فيها بشكل علني ، وثاني انجاز ، أنها كشفت عدم نجاح الحكومة في شل كافة مظاهر التعبئة التلقائية الواسعة التي عرفتها الهبة ، وعرت عجزها في السيطرة عليها ومحاصرة مفاعيلها وتأثيراتها وتداعياتها ، وتخبط ومخططاتها في كسر إرادة المنتفضين ، ومنع تطورها وتواصلها ، رغم استعمالها لكل أساليب استعراض العضلات والتهديدات السلطوية ، وكل الإجراءات الجائرة والظالمة واللا إنسانية وحتى اللا أخلاقية ، التي راهنت عليها لردع المنتفضين والضغط عليهم ، والتي أعطت نتائج وردود فعل عكسية، وسعت من دائرة التضامن ، وزادت من التعاطف الشعبي معها ، ما جعل الهبة لا تبقى حبيسة إطار النخب الفوقية للجامعات والمؤسسات التعليمية ، وتتعداه لتحفر جذورها عميقاً في أوساط الجماهير الشعبية ، الشيء الذي شكل نقلة نوعية في إطار التلاحم والتكاتف بين أبناء الشعب ، والكل يعرف مدى خطورة تحول التضامن من العمل النخبوي الفوقي إلى عمل شعبي جماهيري ، وما يشكله من تحد وتمرد على القوانين والإجراءات والقرارات العنصرية الظالمة.
وكلي ثقة في نجاح هذه الهبة الشعبية ، بعد صمودها كل هذه المدة في وجه المعارضين ، وأنها ستشكل عامل ضغط قوي على المنضمات والأحزاب -التي يرغب أي منها ، في هذا المفصل التاريخي ، في أن يصطف ضد الشعب ، الكتلة الناخبة - من اجل انخراطها بشكل قوي فيها ، أو التزامها الحياد على الأقل ، ما سيعجل بتحقيق هدفها الاستراتيجي والمحدد في: "إلغاء تقاعد الوزراء والبرلمانيين" ذاك الريع الذي استساغه من انتخبهم الشعب لتمثيله أمام الحكومة ، وسن ما يكفل رقيه من التشريعات ، السلطة التي أخضعها بعض البرلمانيين -الذين لا هم لبعضهم سوى توسيع مداخيهم وايراداتهم ولو على جساب مصلحة الوطن والمواطنين- لمزاجية مصالحهم ، وسنوا من الشرائع والقوانين ما يخدم مآربهم ويمكنهم وذويهم من أموال الشعب ظلما وعدوانا ، متجاهلين كل هموم واحتياجات الشعب المسكين الذي تعيش غالبيته تحت خط الفقر.
حميد طولست [email protected]
#حميد_طولست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟