قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 5045 - 2016 / 1 / 15 - 23:57
المحور:
حقوق الانسان
شارلي ايبدو..والذوق المريض.
لحرية التعبير سقفٌ يقيدها ، مهما ارتفع !! فالتحريض والتشجيع على البيدوفيليا مثلاً ،لا يقع ضمن حرية التعبير أو الكتابة الساخرة ، ولا التشجيع على التحرش الجنسي بالصغيرات يُعتبر من أُسس حرية التعبير ، لا ولا الدعوة للمتاجرة بالرقيق الأبيض هي من مقومات الحضارة ..
وبالتحديد في هكذا مطب وقعت شارلي ايبدو ، عندما "تخيل" رسامها ، ما سيكون عليه الطفل الذي هزّ مشاعر الانسانية جمعاء ، لو أنه لم يغرق .. صورة الطفل الغريق المستلقي على بطنه ، وفوقها صورته وقد تحول الى متحرش ..
حسب الرسام سيُصبح متحرشاً جنسياً ؟!! هذا مصيره ومستقبله الموعود ..لا غير ..!!
نعم .. يجبُ شجب واستنكار ، ما حدث ليلة رأس السنة في بعض المدن الالمانية ، بل ويجب الضرب بيد من حديد على أيادي اولئك المتحرشين ، معاقبتهم ومحاكمتهم محاكمة عادلة .. فهم معتدون جنسيا يستحقون عقاباً صارماً ، دون أدنى شك ..
لكن ، أن "ينكأ" الرسام جراح الانسانية وينبش قبر طفلٍ ، لم يرَ من دنياه شيئاً ، فهذا عارض لمرض خطير. مرض "الشيطنة" لكل مختلف ومغاير .
الطفل ايلان ، ولو طال به العمر ، كان لربما سيصبح عالماً ،عاملاً ، نجاراَ، حداداَ ، صانع أحذية والألاف من المهن الأخرى ، فلماذا اراد له الرسام ان يصبح متحرشاَ ومتحرشاً فقط ..؟؟
حينما تُحارب الوحش ،إحذر أن لا تتحول انت ايضاً الى وحش ...
هذا ما حصل لشارلي ايبدو ولرسامها ..!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟