|
السعودية وإيران وإزدواجية العرب
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 5045 - 2016 / 1 / 15 - 23:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
متى ينتهى (الحـَـوَل) السياسى العربى ؟ لماذا يتجاهل العرب القضايا الجادة ؟ بعد أنْ قطعتْ السعودية علاقتها مع إيران تبعتها أكثر من دولة عربية. ترى السعودية أنّ من حقها تطبيق (شريعتها) وتتباكى إيران على رجل شيعى تم إعدامه. فى هذا الفصل العبثى ينبثق سؤال : لماذا لم (ينتفض) العرب ضد جرائم إيران ومن بينها : منذ حكم الشاه وإيران تحتل جزر أبوموسى وطنب الكبرى والصغرى التى ترى دولة الإمارات العربية أنها ضمن أراضيها ؟ فهل هناك فرق بين الشاه والآيات الذين يُصرون على إحتلال هذه الجزر؟ وأعتقد أنّ الآيات يُعيدون سيناريو صدام حسين الذى أعلن عقب غزو أراضى الشعب الكويتى أنّ الكويت المحافظة العراقية رقم 19، وبعد احتلال جزر دولة الامارات ، أعلن رئيس التفتيش العام فى مكتب (المرشد) أنّ البحرين هى المحافظة رقم 14 لإيران . ويتم التعتيم العروبى لتبقى النار تحت الرماد لتشتعل حينما تنطلق إرادة مُـشعلى الحرائق بين الشعوب . وكما أنّ صدام حسين أعلن أنّ صواريخه قادرة على تدمير تل أبيب ، فعل مثله أحمدى نجاد الذى اكتفى بالأقوال وبتمويل حماس والحزب اللبنانى المُعادى للشيطان والذى سرق اسم (الله) ووضعه على اسم حزبه ، فيكون (الله) هو رئيس الحزب ، ولم تنطلق رصاصة واحدة لا من إيران ولا من سوريا ولا من الحزب الذى سرق اسم (الله) ودافع العروبيون والإسلاميون عن جريمة (القتل) البشعة التى تعرّض لها السادات ، ومن بينهم الإخوانى الكبير (منتصر الزيات) الذى كتب ((إننا لو استقدمنا من أعمارنا ما استدبرنا لما قتلنا السادات دون أنْ نعتبر الاسلامبولى مخطئــًـا)) (المصرى اليوم 26/7/2008) وفى هذا الكلام ملحوظتيْن : الأولى أنّ سيادته يعترف بالاشتراك فى قتل السادات حيث صيغة الجمع ((لما قتلنا السادات)) فإذا كان هناك مُـنفذون فهناك مُـخططون . الثانية الإصرار على أنّ الاسلامبولى لم يُخطىء عندما قتل السادات . ومعنى ذلك أنّ كلامه يحمل تناقضًا داخليًا كعادة الأصوليين . ولماذا اعتبروا قاتل السادات (شهيدًا) ؟ ولماذا لم ينتفض أحد لاطلاق اسمه على أحد شوارع إيران؟ لا من العروبيين (المصريين) ولا من العرب ؟ لماذا التعتيم على شعب الأحواز العرب المسلمين السنة ؟ فى شهر إبريل سنة 1925 إحتلتْ إيران أرض الشعب الأحوازى ، واستمر الاحتلال حتى كتابة هذه السطور، أى لا فرق بين نظام الشاه ونظام الخومينى ونظام أحمدى نجاد ونظام كل الآيات فيما يتعلق بالرغبة فى التوسع واحتلال أراضى الغير بالقوة كما تفعل إسرائيل . والمسكوت عنه فى الاعلام العروبى/ الإسلامى ، أنّ الشعب الأحوازى عرب مسلمون سنة ، فلماذا يكون مصيرهم أشد بوسًا من الشعب الفلسطينى تحت الاحتلال الإسرائيلى ؟ إذْ تتم مصادرة أبسط حقوق الشعب الأحوازى ، مثل منعهم من استعمال اللغة العربية. كما تمّ إعدام عشرات المُـناضلين الأحوازيين ، مثل المناضل (زامل باوى) يوم 31يناير2008 ثم قامتْ إيران باعتقال غالبية أفراد أسرته بما فيهم والده الحاج (سالم باوى) وتعريضهم لشتى أنواع التعذيب . وفى يوم 14 فبراير2007 وبدون أية محاكمات أعدمتْ السلطات الإيرانية أربعة ناشطين أحوازيين . وفى يوم 24نوفمبر 2006 تمّ إعدام مجموعة لا تقل عن سبعة أشخاص مما أثار احتجاجات عنيفة فى مختلف دول العالم ، وبصفة خاصة فى أوروبا ، مع استمرار تجاهل الاعلام العروبى/ الإسلامى (سنى وشيعى) على هذه الجريمة الإيرانية ، خاصة أنّ إعدامهم تم بطريقة وحشية دون تمتعهم بأية حقوق قانونية أو محاكمات مدنية عادلة. كما تتبع السلطات الإيرانية أسلوب التطهير العرقى ، حيث يتم تهجير المواطنين العرب من مناطق سكناهم وتوزيعهم على مناطق إيرانية ليتم مع الزمن تشتيت العرب من أحوازهم المُـحتلة. كما يتم محاكمة كل من يتكلم اللغة العربية فى الشارع أو فى المنزل ، وهو ما أثبتته تقارير منظمات حقوق الإنسان العالمية ، كما أنّ السلطات الإيرانية أغلقتْ مكتب فضائية الجزيرة فى إبريل 2005 لأنها سلطتْ الضوء على الممارسات العنصرية ضد العرب فى الأحواز ، وأطلقتْ عليهم (عربستان) كما لا يوجد أى منهج دراسى عربى لشعب الأحواز فى كافة مراحل التعليم . كما أطلق الإيرانيون على إقليم الأحواز اسم (خوزستان الإيرانية) مما يُهدد بتحويلها إلى (دارفور) أخرى فى المنطقة ( لمزيد من التفاصيل أنظر: الخطرالإيرانى : وهم أم حقيقة؟- إعداد د. أحمد أبومطر- شركة الأمل للطباعة- القاهرة عام 2010- أكثر من صفحة ، وكذلك حديث الكاتب والناشط الأحوازى عادل السويدى فى صحيفة الأهرام 29مارس 2011 ص 7) هذه هى إيران الخومينية ، تقمع الشعب الأحوازى وتحتل بعض الدول العربية وتسعى لمزيد من التوسع وتتدخل فى الشئون الداخلية للدول المحيطة بها ، وتمارس القمع على الشعب الإيرانى نفسه الذى ينبض بداخله جنين ثورة قادمة ضد الاستبداد الذى يراه النشطاء والسياسيون الإيرانيون المعارضون أنه أبشع من استبداد نظام الشاه . فلماذا هلـــّـل الماركسيون والناصريون والعروبيون عندما وصل الخمينى إلى إيران ؟ ولماذا دعـّـمتْ مصر الخمينى وأنشأتْ معسكرات تدريب للإيرانيين فى نوفمبر1964 وإنشاء محطة إذاعة (سرية) ودعمهم بالمال والأسلحة ؟ (عبدالناصر وثورة إيران- تأليف ضابط المخابرات المصرى- فتحى الديب- مركزالأهرام للدراسات- عام 2000- من ص101- 119) ولماذا لم يـُـفكــّـر العرب فى تحرير شعب الأحواز (العربى السنى) ؟ ولماذا لم يُـفكــّـروا فى تحرير الجزر الثلاث التابعة لدولة الإمارات (العربية) فلماذا تجاهل العرب كل تلك القضايا ، و(انتفضوا) فقط بعد أنْ قطعتْ السعودية علاقتها مع إيران؟ ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بورتريه للأديب سليمان فياض
-
بورتريه للعامل (ع . س . ح)
-
إغواء يوسف بين الواقع والخرافة
-
لماذا تشويه الحضارة المصرية ؟
-
لماذا تشويه الأنبياء العبريين ؟ (2)
-
لماذا شوّه اليهود أنبياءهم ؟
-
لماذا انحاز الرب العبرى للرعاة ؟
-
الخروج من جزيرة العرب إلى العالم الخارجى
-
كيف تكون الدعوة للدين بالسلاح ؟
-
توالى انتصارات جيش محمد (4)
-
تثبيت أركان الدعوة المحمدية (3)
-
كيف انتصرت الدعوة المحمدية ؟ (2)
-
كيف انتشر الإسلام ؟
-
الآخرة فى أساطير الشعوب والديانة العبرية
-
جذور الصراع بين الرعاة والزراع
-
الولع بالدمار فى الأساطير وفى الديانة العبرية
-
جذور أسطورة الطوفان
-
التكوين الكنعانى والتكوين التوراتى
-
الأساطير بين الأديان وانتاج الشعوب
-
الديانة العبرية والموقف من مصر
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|