أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق المهدوي - محلك سر














المزيد.....

محلك سر


طارق المهدوي

الحوار المتمدن-العدد: 5045 - 2016 / 1 / 15 - 19:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


محلك سر...
طارق المهدوي
توجد في الأسواق عدة أدوات للتدخين مثل الشيشة والغليون والسيجار الغليظ والسجائر الورقية الرفيعة الملفوفة سابقاً بواسطة ماكينات التصنيع أو لاحقاً بواسطة أيدي المستهلكين، كما توجد عدة أنواع من التدخين النقي السادة أو المخلوط بمختلف نكهات الفواكه والأعشاب والمخدرات والكحوليات وما شابه، إلى جانب عدة درجات كثافة وتركيز للأدخنة العادية أو البلاس أو الزيرو أو اللايت أو الدايت أو الإليكترونية أو غيرها، بالإضافة إلى عدة ماركات تجارية ترفع شعارات الشركات العالمية والإقليمية والمحلية العديدة التي تنتج الأدخنة على عدة عبوات ذات أحجام متفاوتة وأشكال متباينة، ومع ذلك يدرك الساعون إلى الإقلاع عن التدخين جيداً حقيقة أن جميع ما سبق ذكره لا يخرج عن كونه تدخيناً، الأمر الذي يلزمهم في حالة جديتهم بالمقاطعة الكلية والمكافحة الجذرية للتدخين بكافة تنويعاته الفرعية المختلفة وأشباهها، حيث أن مجرد الإحلال والتبديل بين تلك التنويعات أو الانتقال إلى أشباهها ما هو إلا تحريكاً عقيماً للأقدام في مكانها بدون السير نحو أي اتجاه، وكذلك أيضاً في السياسة لا تخرج عن كونها فاشية دينية كافة الدعوات التي يوجهها أصحابها إلى مجتمعاتهم بصياغة حدية للاختيار الإجباري بين أحد بديلين، إما إيمان المجتمعات بمفاهيم وأساليب أصحاب الدعوات حول إدارة الدول وتسيير الأمور الحياتية اليومية الدنيوية وإلا اعتبار هذه المجتمعات عاصية وكافرة بالأديان من قبل أصحاب تلك الدعوات، مع كل ما يترتب على التكفير من خطوات وإجراءات عقابية وانتقامية تختلف حسب اختلاف موازين القوى والظروف الذاتية والموضوعية والمحيطة، بصرف النظر عن مدى عمق وانتشار التدين المجتمعي الفطري المتمثل في الإيمان بالله والغيب وحب الرسل والأنبياء والالتزام على أي وجه ودرجة بممارسة الشعائر الدينية، وبصرف النظر عمن تضمهم هذه المجتمعات بين صفوفها من أولياء صالحين وأبطال مصلحين وثوار نبلاء يقاومون الظلم والقهر والغش والخداع أو على الأقل يمتنعون عن ارتكابه ومسايرته، الأمر الذي يكشف للساعين نحو التقدم والتمدن والتحديث والعقلانية والعلمانية في المجتمعات المبتلية بتلك الدعوات الحدية وعلى رأسها المجتمع المصري المعاصر أهمية محاكاة الساعين نحو الإقلاع عن التدخين، عبر إدراكهم الواعي للحقيقة التي مفادها أن جميع أنواع الخلط العمدي بين الدين والدولة لا يخرج عن كونه تنويعات فرعية مختلفة للفاشية الدينية، سواء كانت صادرة تحت أسماء الإخوان المسلمين أو السلفيين أو الجهاديين أو الأزهريين أو أشياع الولاية العظمى أو كانت صادرة تحت أسماء إدارات الكنائس القبطية والمسيحية أو المعابد والمحافل اليهودية، وسواء كانت ترفع بوضوح أسمائها الدينية المباشرة أو كانت تخفيها من باب التمويه الماكر خلف سواتر أخرى كاذبة ذات أسماء غير دينية وطنية أو قومية أو اجتماعية أو حتى ليبرالية، مما يلزم التقدميين المصريين المعاصرين في حالة جديتهم بالمقاطعة الكلية والمكافحة الجذرية للفاشية الدينية بكافة تنويعاتها الفرعية المختلفة وأشباهها، حيث أن مجرد الإحلال والتبديل بين تلك التنويعات الفاشية أو الانتقال إلى أشباهها كما يفعل بعض المسئولين المصريين المراوغين مثل وزير الثقافة الحالي المرتبط بالأزهر في جعجعاته اللفظية الجوفاء ضد السلفيين، ما هو إلا تحريكاً عقيماً للأقدام في مكانها بدون السير نحو أي اتجاه أي دون مبارحة المكان ذاته فيما يصفه العسكريون الفاشيون غير الدينيين أنفسهم والذين يحكمون مصر الآن بعبارة "محلك سر"، مع ضرورة إدراك هؤلاء التقدميين المصريين جيداً في حالة جديتهم للحقيقة العلمية الثابتة والدائمة التي مفادها عدم جواز مكافحة أية فاشية حتى لو كانت دينية على أرضية أية فاشية أخرى حتى لو كانت غير دينية!!.
طارق المهدوي



#طارق_المهدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول فنون ومهارات العمل الثوري اللحظي في مصر
- كوابيس جمهورية الخوف الأولى - الجزء الثاني
- كوابيس جمهورية الخوف الأولى - الجزء الاول
- ألاعيب أزهرية مكشوفة
- رضينا بالهموم ولكنها ما رضيت بنا
- صراع الفاشيات الدينية حول الهوية المصرية
- قائمون على أمن أوطاننا أم نائمون بين أحضان أعدائنا؟
- الانزلاق الاختياري المصري في مستنقع الصراع الروسي التركي
- يا فرحة ما تمت...خطفها الغراب وطار
- معلش...شدة وتزول
- أتركوا الأطفال يفكرون خارج الصناديق لعلهم يصلحون أحوالكم الب ...
- للضرورة أحكامها اليوم في مصر...
- الأولوية لجبهة مكافحة الفاشية كضرورة عملية من أجل التصدي للك ...
- الفيسبوك وأشباهه...مواقع للتواصل الاجتماعي أم للاستدراج الأم ...
- عندما تصحو الكوابيس
- الحرس الحديدي، نازيون يحكمون مصر...
- بعض ما فعلته مؤسسات الذكاء السياسي بشعوبها...
- المناورات الخطرة المتبادلة بين الإخوان المسلمين وخصومهم...
- أينما يولي الشيوعيون المستقلون المصريون وجوههم سيجدون الموت. ...
- وظائف وأبنية حظائر السيطرة القائمة في مصر...


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق المهدوي - محلك سر