|
دعوة للتمرد .. ودعوة للحلم
عمرو اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1374 - 2005 / 11 / 10 - 10:19
المحور:
حقوق الانسان
إني أعترف أن هذا المقال هو دعوة تحريضية للشباب علي التمرد ولكنه التمرد السلمي .. دعوة أعترف أنني لم استطيع العمل بها في شبابي فقد كنت وللأسف مازلت لا استطيع الا أن أكون مجرد شاه في القطيع .. مهما حاولت التمرد فالقطيع هو أقوي مني ولا أستطيع منه فكاكا .. هي دعوة تحريضية للشباب أن يسأل لماذا قبل أن يقول نعم وقبل فوات الأوان.. أعترف مقدما أنها تعويض عن فشلي في التمرد وتقاعسي عن قول كلمة لماذا عندما كان يجب قولها.. هي دعوة للشباب ألا يفعل الا ماهو مقتنع به .. بعد أن يسأل ويبحث عن الاجابة .. دعوة للشباب ألا يطيع إلا عن اقتناع .. أن يناقش ويسأل ولايخجل من السؤال .. أن يناقش والديه في المنزل .. بحب واحترام .. نعم .. ولكن يجب أن يسأل لماذا ؟ وإن اضطر الي عمل ماهو غير مقنع له ارضاءا لهما .. فيجب أن يعرفا ذلك .. وهذا ليس تقليلا من حبه لهما .. بل هو اعتراف بفضلهما .. وتضحية في سبيلهما .. أن يناقش ويسأل المدرس في المدرسة والاستاذ في الجامعة .. فالنقاش والسؤال ليس تقليلا من الاحترام بل هو تبجيلا للمعلم ورفعا من مستوي أداءه لعمله .. ألا يذهب ليصلي في المسجد او الكنيسة إلا إن كان مفتنعا بذلك وليس رياءا ونفاقا للمجتمع .. فالله ليس بحاجة للمنافقين .. ألا يسمح لرجل دين أن يأمره بل يطلب منه أن يقنعه .. أن يقرأ أي كتاب مقدس ليفهم ويتدبر وليس مجرد عادة او بركة .. وأن يبحث عن إجابة اي سؤال يحير عقله ولا يخجل من ذلك .. فالله مرة أخري ليس بحاجة للمنافقين ولكنه يحب المؤمنين عن اقتناع .. ألا ينافق زميلا أو رئيسا في العمل .. بل يجب أن يقول رأيه بأدب نعم ولكن بوضوح وصوت مسموع .. إني أحرض الفتاة ألا تتزوج إلا بمن تقتنع به عقلا وعاطفة .. وليس إرضاءا لأب أو أم أو مجتمع .. نعم رأي الأهل والمجتمع له اعتبار.. ولكنه في النهاية رأيا استشاريا وليس فرضا أو إجبارا.. ونفس الشيء ينطبق علي الشاب .. فالزواج هو حياة سيعيشها هو أو هي وليس الاب او الأم أو المجتمع .. والزواج هو اختيار وتحمل لمسئولية هذا الاختيار .. إني أحرض الشباب أن يشارك في الحياة العامة .. في المدرسة والجامعة والحي .. أن يشارك في الحياة السياسية ترشيحا وانتخابا ,, وألا يعطي صوته إلا لمن يقنعه ويفيده .. وألا يتأثر بمشاعر القبيلة او العرف أو العادة .. إني أحرض اي شاب او فتاة ألا يدرس إلا ما يستهوي عقله .. والا يمتهن المهنة إلا التي يحبها .. إلا اضطرارا في سبيل الكسب الحلال .. الأحرار فقط هم القادرون علي العطاء والحب .. والقادرون علي أن يفيدوا مجتمعاتهم و أوطانهم .. والقادرون علي الابداع والانتاج .. والحرية اساسا هي حرية الاختيار الناتج عن الاقتناع وليس الاختيار الناتج عن الضغط والقهر .. قهر العادات والأعراف والقبيلة والاستبداد .. أنها دعوة للشباب أن يتمرد ليبني مجتمعا حرا .. قائم علي الإقناع وليس الإجبار .. علي الحرية وليس علي الاستبداد .. إنها دعوة للتمرد في سبيل مستقبل أفضل .. أكثر إشراقا وحرية وحيوية.. وهي في نفس الوقت اعتراف بفشل ومواساة للنفس لضياع الكثير من الاحلام واعتذار أتمني أن يصل لمن اريد أن يصل اليه .. إن ثقافة القطيع كانت ولا تزال أقوي مني فقد ضاع الحلم ومر العمر .. والأمل هو في الشباب .. فنحن أجيال لا أمل منها أو فيها.. إني أعتذر فلست قادرا أن أقف أمام تيار هو أقوي مني .. تيار فيه من أحبهم ولا أملك القدرة علي أن أفقدهم ..
ولكن اليس من حقي أن أحلم .. فأنا أدعي أنني مواطن مصري بسيط من حقه أن يحلم .. من حقي أن أحلم بالعيش حرا في وطني .. آمنا علي عرضي وحياتي وحياة أولادي ..وأن أكون مشاركا في اختيار من يحكمني وقادرا مع غيري من أبناء شعبي أن أغير هذا الحاكم سلميا و دوريا دون أن نضطر ألي قتله أو سحله.. وأن أكون قادرا علي أقامة شعائر ديني بحرية كما يقيم الآخرون شعائرهم بحرية دون أن نتقاتل من منا علي حق ومن منا علي باطل .. من منا سيدخل النار .. ومن منا ستكون الجنة هي مثواه .. من حقي أن أحلم أن يجد أولادي فرصة التعليم المناسب وفرصة العمل المناسبة ..دون أن أضطر الي البحث عن واسطة ومن غير محسوبية.. دون أن أريق ماء وجهي وأنا أحاول إيجاد مصاريف تعليمهم ومصاريف الدروس الخصوصية .. أو أريق ماء وجهي وأنا أحاول ايجاد فرصة عمل مناسبة لخبرتي وشهاداتي لتغطية هذه التكاليف .. من حقي أن أحلم أن يجد كل خريج مصري فرصة العمل المناسبة لكفاءته ومؤهلاته دون النظر الي من هو واسطته .. دون النظر الي ديانته أو لون بشرته او إسم عائلته ..
من حقي أن أحلم .. ان يسود القانون في مصر علي القوي قبل الضعيف والغني قبل الفقير والحاكم قبل المحكوم .. من حقي أن أحلم أن تكون عندي القدرة أن أعبر عن أرائي السياسية والثقافية والدينية .. طالما أفعل ذلك بطريقة سلمية .. دون أن يكون هناك سيفا مسلطا عل عقلي ولساني اسمه الرقابة الحكومية .. أو الرقابة التي تفرضها بعض الجماعات التي تدعي امتلاك الحقيقة ..
ولأنني احيانا كثيرة لا أستطيع أن أعبر عن حلمي علنا .. أدعو الشباب الي التمرد حتي لا يصبحوا مثلي .. مجرد شاه في قطيع ..
#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عربي ده يا مرسي !!!!!..
-
ردا علي أنصار جماعة الاخوان المسلمين ..مرة أخري من منا لم يق
...
-
جماعة الاخوان المسلمين و إهانة الاسلام ..
-
الدين لله والوطن للجميع ..
-
هل هذا هو رأينا في رسول الله وأم المؤمنين ؟ ألا نخجل؟
-
الديمقراطية لماذا ؟ وما هي الليبرالية ؟
-
الدولة المدنية والدين الرسمي لها !!!..
-
سؤال لمرشحي الإخوان .. الاسلام هو الحل.. عن أي حل تتحدثون؟
-
عندما يلبس الشيطان ثوب الله
-
كسب أبو هريرة وخسر عمر
-
فقهاء السلطة ودورهم في الأستبداد
-
هل الله هو المسئول ؟
-
متي ستبلغ مجتمعاتنا سن الرشد ؟
-
تهافت التهافت
-
سيدي الرئيس .. فلتحيي السنة
-
الخوارج .. ما أشبه اليوم بالبارحة
-
فشل التطبيق أم النظرية.. دعوة للنقاش الحر
-
لكي تكون مسلما !!!!
-
لكي تكون نجما فضائيا ...فلتكن أرهابيا أو خبيرا عربيا في الار
...
-
جمعية الرفق بالمدنيين
المزيد.....
-
شتاء الخيام فصل يفاقم مأساة النازحين في غزة
-
رئيس هيئة الوقاية من التعذيب في تونس ينتقد تدهور الوضع في ال
...
-
هكذا تتعمد قوات الاحتلال إعدام الأطفال.. بلدة يعبد نموذجا!
-
المكتب الحكومي يطلق نداء استغاثة لإنقاذ النازحين في غزة
-
خامنئي: أمر الاعتقال بحق نتنياهو لا يكفي ويجب الحكم بالإعدام
...
-
سجون إسرائيل.. أمراض جلدية تصيب الأسرى
-
قصف وموت ودمار في غزة وشتاء على الأبواب.. ماذا سيحل بالنازحي
...
-
هيومن رايتس ووتش: ضربة إسرائيلية على لبنان بأسلحة أمريكية تم
...
-
الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف
...
-
وزير الخارجية الإيطالي: مذكرة اعتقال نتنياهو لا تقرب السلام
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|