كامي بزيع
الحوار المتمدن-العدد: 5044 - 2016 / 1 / 14 - 12:30
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لن يصدق الكثير ممن سيقرأون هذا المقال ان المجتمع هو السبب الاساسي لتعاستنا!.
لو فكر كل واحد فينا عن السبب الحقيقي لحزنه وعذابه لجاءت النتيجة، انه بسبب الاخرين.
الاخرين الذين يمتدحوننا سرعان ماينتقدوننا.
الاخرين الذي يحبوننا سرعان مايتركوننا.
فالاخرين هم الذين يرسمون لنا صورة محددة ويضعوننا فيها، ولا يعود من السهل اختراقها.
الاخرين الذين نعمل على ارضاءهم، بطرق الكلام، بالمظهر، بمسايرتهم بطرق التفكير، والعادات والاعراف والتي احيانا قد لا تتوافق مع قناعتنا الخاصة، ونبذل جهدا في ذلك، ولكن للاسف لا نحصل على الرضى المطلوب!.
نحن نتخلى عن انفسنا – ونعتقد ان ذلك يتم طوعا مع انه ليس كذلك- لاجل الانصهار في المجتمع والذوبان فيه، لكننا في النهاية لا نحصل الا على التعاسة.
قيل قديما، ماذا ينفع الانسان اذا ربح العالم وخسر نفسه، وتحديدا هذا مانعاني منه، بل هذا سبب تعاستنا، مع اننا ابدا لم ولن نربح العالم.
كيف خسرنا نفوسنا؟.
خسرناها بهذا الانقياد الاعمى الى مايمليه علينا المجتمع، بهذه القطيعة مع الطبيعة، وهذا الابتعاد عن فطرتنا...
فنحن في احضان الطبيعة نشعر اننا بالف خير، لانها تستطيع ان تمنحنا هذه الطاقة الايجابية التي تبثها لنا الحياة، لا تحثنا على الكلام انما على الصمت، بعكس مايمليه علينا المجتمع، لا تحثنا على التصدي والدفاع بعكس مايفرضه علينا الاخرين.
مع الغير نشعر بالاجهاد، لاننا بحالة استنفار وتبرير وتفهم، الامر الذي يستهلك قوتنا في كل لحظة نكون فيها مع الاخرين.
ببساطة في المجتمع لا يمكننا ان نكون على طبيعتنا...علينا ان نرتدي الاقنعة!.
علينا ان نتخلى ولو مؤقتا عن طبيعتنا، طبيعتنا الخيرة والمرحة والرحيمة والذكية، طبيعتنا التي هي نحن بالحقيقة،
بابتعادنا عن انفسنا لصالح المجتمع، يبدا هذا الشعور بالضياع وفقدان البوصلة والتي نحاول البحث عنها بشتى الطرق، ولكن خارجنا...
العلاج الاجتماعي هو هذه الصحوة الذاتية بضغط المجتمع على حياتنا، وبخلق مسافة بيننا بحيث نكون فيه ولا يكون فينا!.... للحديث بقية...
#كامي_بزيع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟