|
المهدي اللا منتظر!
عمار عرب
الحوار المتمدن-العدد: 5043 - 2016 / 1 / 13 - 23:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المهدي اللا منتظر ! : أما بالنسبة ل أسطورة المهدي المنتظر التي جاءت في كتاب - إبن برزويه - العجمي المشهور بالبخاري فهي أسطورة اقتبسها من الدين التلمودي اليهودي الأرضي - وليس السماوي- الذي يقول ب المسيا المنتظر وقد اقتبسها اليهود من الفراعنة قبلهم كما كثير من الأساطير الذين تأثروا بها لدى نشأتهم المشتركة في ارض الفراعنة ..من ثم استخدمها العباسيون في الدعوة لدولتهم وابو جعفر المنصور هو أشهر الخلفاء العباسيين الذين ادعوا المهدوية وتبعه عشرات الآف الحمقى في حينها وقد أجبر مالك في حينها على تأليف موطئ مالك الذي يبشر به على لسان الرسول ص وحاشاه بقدوم بني العباس وبأن القيامة ستزول لو زال ملكهم .. وقد استخدمت كل الأديان الأرضية هذه الأسطورة المهدوية على حد سواء لما فيها من سلطة تأثيرية عظيمة على السذج والجهلة الذين ينتظرون أسطورة البطل المخلص الذي سيأتي ليعطيهم العدل الذي فقدوه من جور الحكام الطغاة ..المحظوظين بوجود أمثالهم من السذج المستسلمين .. ففي كل عصر كانوا يقولون لاتباعهم أن ظهور المهدي اقترب وهناك إشارات على ذلك ..لابقاءهم تحت التنويم المغناطيسي بينما ظهر أيضا في المقلب الآخر عبر التاريخ آلاف مدعي المهدوية ..و ذلك للالتفاف على النص الصريح في القرآن الذي أعلن ختم النبوة عبر سيدنا محمد ص ودائما كان الآلاف يتبعونهم ..كيف لا وهم نشؤوا على أن كتاب ابن برزويه البخاري أو كتاب الكافي للكليني هما قرآنان آخران يرويان ماغفل القرآن عن ذكره ...متناسين وهازءين بالآية الكريمة التي تقول( وما كان ربك نسيا ) ..وناسين أن الله سبحانه وتعالى لم يفرط في كتابه من شيء ولم ينسى حتى ذكر نملة سليمان و كلب أصحاب الكهف .. ولم ينس سبحانه وتعالى حتى ذكرهم عندما وصف هؤلاء بأنهم كالحمير تحمل أسفارا .. وقد لجأ مدعي المهدية غالبا إلى محاولة لي تأويل آيات القرآن الكريم في محاولتهم المستميتة للوصول إلى سلطة كهنوتية معينة نازعينها عن سياقها الطبيعي دون أدنى وجل من لقاء الله عز وجل بهذا الكفر العظيم بكتابه الذي هو هديته للمتدبرين و استمرار للرسالة في كل زمان ومكان فعظمة الرسل عليهم السلام تأتي من اختيارهم لحملهم رسالة ربهم وتشريفهم بذلك ...ورسالته الخاتمة لازالت بين أيدينا فهل تدبرناها واخرجنا خيراتها وخيريتها و سلامها وايجابيتها ورحمانيتها وعدلها للعالم ? وإلى يومنا هذا لازال يخرج علينا نصابين مدعين للمهدوية ..ورغم أننا في القرن الواحد والعشرين إلا أنهم لازالوا يجدون لهم أتباعا حمقى أو مرضى على أقل تقدير لو أحسنا الظن بهم ..فهؤلاء هم نفسهم في كل زمان ومكان ..لابد أن يكون لهم مواصفات نفسية مشتركة معينة ليقبلوا اعتناق هذا الفكر تكتشفهم بسهولة فهم ... 1- ذوي تربة نفسية هشة ... 2- أنصاف مثقفين في أحسن تقدير و ثقافتهم موجهة حسب رغباتهم .. 3 - ضعيفوا شخصية وبالتالي قابلون للايحاء .. 4 - غير مستقرون نفسيا .. 5 - يدافعون بشراسة عن معتقدهم لأنهم لا يحترمون ذواتهم فيجدون في ذلك معنى لوجودهم الذي هو عمليا لا معنى له لو استمروا كذلك ضالين مضلين .. قد يخدعونك في البداية بأنهم مستقرون ومتوازنون نفسيا حتى يصلوا إلى الجزء المتعلق بخرافة المهدي فتشعر بأنهم دخلوا في عالم من التنويم المغناطيسي يفصلهم عن الواقع ..فإن واجهتهم بالقرآن جاؤوا لك بآيات لاتمت بأي صلة للموضوع على أنها تتعلق بقدوم المهدي .. وكأن الله سبحانه أمر بختم النبوة ليأتينا برجل خارق أقوى من كل الأنبياء مجتمعين بل سيحيون لك أنبياء ماتوا عليهم السلام ليسيروا في جيش المهدي المفترى و تحت رايته ليقتلوا مخلوقا اسطوريا غريبا ينشق الى نصفين و يبقى حيا إسمه الأعور الدجال انسوا الله ذكره في القرآن أيضا لازال مربوطا على جزيرة لايعرفها إلا رواة البخاري ومسلم فقط ( مع اختلافهم في العين العوراء فالبخاري قال اليمنى بحديث صنفه صحيح و مسلم قال اليسرى بحديث صنفه أيضا صحيح ) .. و يقول تعالى لهم ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ-;- وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) .. وبالنسبة للعدل القادم مع المهدي اللامنتظر من قبلي فقد وجده الأوروبيون دون مهدي عبر بناء دول ديمقراطية شفافة الكل فيها تحت القانون تغيث الملهوف و تطعم المسكين واليتيم والفقير وحتى العاطل عن العمل ...فهلا جعلنا كعرب الدولة الديمقراطية ..العلمانية .. العقلية .. الخاضعة لسلطة القانون التي تنحي الدين عن قذارات السياسة هي مهدينا المنتظر .. و من ثم تريدون من الناس أن لا يلحدوا بدين الله بوجود كل هذه العاهات الفكرية والحواجز البشرية الكهنوتية التي تعيق تقدم العقل ...فليس كل الناس أصحاب الفطرة السليمة التي ترفض هذا السبي الفكري لديهم قدرة على البحث لمعرفة أصل الخلل وما جرى عبر التاريخ من جريمة كاملة .. أنا شخصيا أعترف وأنا بكامل قواي العقلية بأنني لا انتظر مهدي الأديان الأرضية ...أما أنتم يامن لا تكفون عن دعوتي للإيمان بمهدي نصاب جديد كل فترة .. فانتظروا و الله هو سيفصل بيننا يوم القيامة وستعرفون حجم الإثم و الجريمة التي ارتكبتها عقولكم .. فإنا معكم لسنا بمنتظرين ؟ واخيرا وكلت أمري إلى الله إنه هو بصير بالعباد
د. عمارعرب 13. 01. 2016
#عمار_عرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كتاب البخاري. . حقيقة أم خرافة ?
-
القرآن الكريم بين العربية والآرامية!
-
القداسة في عقيدة التوحيد
-
الارتداد إلى ما قبل العصر الحجري!
-
من الدين الغوغائي إلى الدين الغائي
-
زمن العريفي
-
حكم بالحبس لازدراء تخلف الأديان !
-
وطنيات
-
أعياد ام بازارات عنصرية ?
-
قرار مجلس الأمن الأخير حول سوريا ..رؤية واقعية:
-
العقل بين العلم والدين. ..والكهنة !
-
قول القرآن البيان في مصطلح الايمان
-
معارضة ال Sponsers !
-
سليمان فرنجية. .الرئيس القادم للبنان!
-
عندما كنت وثنيا من أصحاب المذاهب
-
تبعات صفعة أردوغان للقيصر
-
العقد الذي يجمع الوطن بالمواطن
-
دماء الباريسيين تترجم في فيينا
-
من المسؤول عن تفجيرات باريس؟
-
يونس عليه السلام و الحوت!
المزيد.....
-
قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
-
خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز
...
-
القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام
...
-
البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد
...
-
البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا
...
-
تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
-
شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل-
...
-
أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
-
مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس..
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|