أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 9/10















المزيد.....

مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 9/10


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5042 - 2016 / 1 / 12 - 21:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



[email protected]
www.nasmaa.org
ص: صادق إطيمش.
ض: ضياء الشكرجي
1. ص: «نعود إلى مسألة النبوة التي تقول عنها على الصفحة 132 بأنها ليست من الممتنعات العقلية، بل من الممكنات. لا أعتقد بأنك تقصد النبوة التي يدعيها الشخص بذاته، دون أن ينسبها إلى مُرسِل غيبي، كالنبوة التي ادعاها المعري مثلاً. بل إن وصفك لهذه النبوة يحوم حول الرسالة الإلهية التي يحملها هذا النبي. لا أدري كيف يمكن اعتبار هذه النبوة الإلهية بأنها ليست من الممتنعات العقلية، وهي ترتبط دوماً، وعند كل الأديان، بالعلاقة بين الإنسان (النبي) وبين كائن ممتنع الوجود عقلياً، وهو الوحي الملائكي. فالملائكة تقع ضمن الممتنع العقلي لدى العلم الحديث، والذي لم يستطع الفكر الديني من توفير أبسط مستلزمات إمكانية وجودها فعلاً. وحتى لو انطلقنا من كون النبوة والوحي الملائكي يقعان ضمن ممكن الوجود، فإنهما والحالة هذه غير واجبي الوجود. وهذه القناعة بعدم وجوب وجود النبوة تقود الإنسان الذي يوظف عقله لتحليل الدين، أي دين، إلى التمسك بما هو موجود فعلاً والاهتمام به، دون أن يبذر وقته وينهك أعصابه بالتفكير بشيء ليس واجب الوجود.»
ض: أتصور هناك عدم تمييز بين النبوة مفهوما Abstraktum والنبوة مصداقا Konkretum، أو مصاديق Konkreta. فهي كمفهوم مجرد من الممكنات العقلية. طبعا إذا آمنا بالله، أما بالنسبة لمن لا يؤمن بالله فالنبوة منتفية بانتفاء مقدمتها أو شرطها، ألا هو وجود الله. أما النبوة كمصاديق، أي أمثلة في الواقع، أي نبوة موسى بالنسبة لليهودية، ونبوة عيسى بالنسبة للمسيحية، ونبوة محمد بالنسبة للإسلام، ونبوة يوحنا بالنسبة للمندائية، ونبوة زرادشت بالنسبة للزرادشتية، فكلها ممتنعة امتناعا عقليا. وهذا ما فصلته إما في الكتاب الثاني «لاهوت التنزيه العقيدة الثالثة»، أو في الكتاب الرابع «الدين أمام إشكالات العقل»، وفي الواقع ربما تكون المشكلة في تقسيم المؤلَّف الذي ألفته ككتاب واحد بجزأين أو ثلاثة أجزاء، إلى عدة كتب، ثم عدم صدورها مرة واحدة، مما جعل الأفكار غير متكاملة. أتصور عندما ستقرأ يوما ما الفرق بين النبوة الممكنة كمفهوم، والنبوة الممتنعة كمصداق، ستكون الصورة أكثر وضوحا، وهذا ما وضحته في كتابي باللغة الألمانية „Religion kontra GOTT“ الذي آمل أن يصدر قريبا، وقبل الكتب الثلاثة بالعربية عن دار Paramon-Verlag. لا يعني أنك ستقتنع، فغاية الكتاب ليس الإقناع، بقدر ما هي عرض فكرة. وكذلك فإن الكتاب لا يهمه إثبات وجود الله، بقدر ما يهمه نفي صدق الدين/الأديان، كوحي إلهي مُدَّعى أو مُتوهَّم. أما ما يتعلق بالملائكة، فوجود مخلوقات من طبيعة أخرى، ليس أمرا ممتنعا لا عقليا أو علميا على مستوى الافتراض النظري، لكننا لا نصدق بوجودهم، لأن هذا الوجود لم يثبت لنا، ولأن مصدر الإخبار عنهم (الأديان) غير موثوق بالنسبة لنا، ولذا لا فائدة من الخوض في وجود مخلوقات مفترضة، لا شغل لنا معهم، سواء الملائكة أو الجن أو الشيطان. [بذلك سأنتهي إلى ما انتهيت أنت إليه، عندما أتناول مصاديق الوحي الممتنعة عقلا، وليس المفهوم المجرد الممكن عقلا.]
2. ص: «وهنا ينصب الاهتمام على الخالق المحسوس، وكل ما يترتب عليه من حياة وموت وتطور وبقاء، وليس على ذلك الخالق المثالي غير واجب الوجود، وكل ما ألصقه به الإنسان من صفات وأعمال. لذلك فإنني لا أرى ما تراه حول رجاحة ثبوت النبوة والوحي (ص136)، بل بالعكس من ذلك. وما يقال عن النبوة يمكن انعكاسه على الكتب التي جاء بها الأنبياء والتي لم يثبت لحد الآن إن مصادرها غير الفكر البشري الذي أنتجها في حقبة معينة من الزمن.»
ض: هذا الموضوع كنت قد كتبته عام 1997، أبقيته مع إضافات وتعديلات، ولكن لو انتبهت إلى ما ذكرته في نفس الصفحة في نصفها الأخير، إذ كتبت «إضافة إلى وجود مرجحات ليكون عقل وضمير الإنسان هو الحاكم، خاصة في الجانب التطبيقي للدين فيما هي الأحكام والحقوق المتطورة والمتكاملة بتطور تجربة الإنسان مع ثبات المبادئ ... إلخ». ثم في مواقع أخرى، لا أتذكر أين، بينت إن ما تدعيه الأديان بأن الله أرسل رسله وأوحى بوحيه لحسم الخلاف بين الناس، إن هذا لم يتحقق، بل عمقت الأديان الاختلافات والخلافات والعداوات، حتى سالت أودية من دماء عبر التاريخ الديني.
3. ص: «وفي هذا المجال لا يسعنا اعتبار "المقولات الدينية الغيبية من الممكنات العقلية، ص 137"، وذلك لأن الغيب الديني لا يدخل ضمن الممكن العقلي. فحينما نقول مثلاً إن هناك بيتاً من ذهب، فإننا قد نُدخل وجود هذا البيت ضمن الممكنات العقلية، حتى وإن لم نرَ هذا البيت. ولكننا حينما نقول إن بيت الذهب هذا معلق في الهواء ولا أساس له على الأرض، أو ما على الأرض، فإن ذلك لا يدخل ضمن الممكنات العقلية. وكذلك يمكننا التعامل مع الغيب الديني، الذي لا علاقة له بالممكن الفعلي الذي يدركه عقل الإنسان، حتى وإن لم تدركه حواسه الأخرى. الغيب الديني، من وجهة نظري، هو طريق هروب الفكر الديني من مواجهة استفسارات العقل الإنساني لما جاء به هذا الفكر.»
ض: هذا عين ما أذهب إليه. فمثلك مع البيت الذهبي ينطبق تماما على ما حاولت أن أبينه. فإن افتراض إن الله بعث أنبياء، كافتراض وجود بيت من ذهب، ولكن كما إننا عندما يقال لنا إن هذا البيت من الذهب معلق في الهواء، فسنكذب هذه الرواية، كذلك عندما نرى ما جاء به الأنبياء، فنراه مليئا بالخرافات، وبما يرفضه العلم، وبما فيه انتهاك لحقوق الإنسان، وفيه ظلم يمارسه الإله الديني في أحكامه ضد المرأة أو ضد أتباع الديانات الأخرى، ثم يمارس ظلما آخر في تعذيب من لا يستحق العذاب في الآخرة، عندها سنكذب هذا الدين، كما كذبنا دعوى وجود بيت من ذهب معلق في الهواء بخيط من حرير ممتد من أحد مساند عرش الله في السماء السابعة، ومحفوف بملائكة لا شغل لهم إلا بالطواف حول الخيط، وآخرون يطوفون حول البيت الذهبي، وأضعافهم حول عرش الله، فنقول إن هذا لا يمثل إلا أسطورة خرافية نشك بسلامة عقل من يؤمن بصدقها، وهكذا هي الأديان، كل منها بلا استثناء عبارة عن وهم، عندما ندخل في تفاصيلها. فالممكن العقلي ابتداءً وافتراضاً ومفهوماً يتحول إلى ممتنع عقلي انتهاءً واختباراً ومصداقاً مدعى.
4. ص: «على الصفحة 195 جاء النص التالي: "فإن القرآن بحق، وبدون تحيز، وبدون تكلف في التأويل لا يشمل على آية أو جزء آية يتعارض مضمونها مع الحقائق العلمية المكتشفة {بشكل واضح وغير ممكن التأويل، ولكن هناك ما يكفي من شبهات التعارض}. ألا تعني شبهات التعارض (وأعتقد بأنك تقصد التعارض مع العلم) اختلافاً؟ ومع ذلك فهناك بعض الأمثلة الواضحة التي يمكن إيرادها حول اختلاف بعض النصوص القرآنية مع حقائق العلم. منها مثلاً ما ورد في سورة "المؤمنون" الآيات 12 14، والمعروف علمياً إن العظام لا تتكون أولاً ثم يكسوها اللحم، كما جاء في النص القرآني، بل بالعكس حيث يتكون اللحم ثم تتكون العظام في داخله. أو ما جاء في سورة المائدة 60 التي تنص على إن الله خلق القردة والخنازير من الإنسان، بعد أن حوّل مَن غضب عليهم إلى هذه الحيوانات. وهذا بالعكس تماماً من كل معطيات البحوث العلمية بما فيه الدارونية. ولو أردنا التعمق في هذا الموضوع لوجدنا الكثير جداً من تناقض بعض النصوص القرآنية لا مع العلم نفسه، بل ومع بعضها البعض أيضاً.»
ض: هنا أنت محق تماما، ولعلي لم ألتفت إلى ما كنت قد كتبته في وقت سابق، من أنه يحتاج إلى إعادة صياغة، وربما سأتدارك ذلك في الطبعة الثانية، إذا ما أعيد طبع الكتاب. ومع هذا فإني في الكتاب الثالث «مع القرآن في حوارات متسائلة»، نفيت ما يدعى من إعجاز علمي للقرآن، وذكرت بعض الأمثلة على تعارض القرآن مع الحقائق العلمية. أعترف إن إبقاء العبارة المشار منك إليها على ما كانت عليه، خطأ كبير وقعت فيه.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 8/10
- مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 7/10
- مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 6/10
- مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 5/10
- مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 4/10
- مع مناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين ...» 3/10
- مع مناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين ...» 2/10
- مع مناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين ...» 1/10
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 30
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 29
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 28
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 27
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 26
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 25
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 24
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 23
- تركيا - روسيا - فرنسا - سوريا - داعش
- مع مقولة: «الدولة المدنية دولة كافرة»
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 22
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 21


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مناقشتي لمناقشة صادق إطيمش لكتابي «الله من أسر الدين» 9/10