رشيد قويدر
الحوار المتمدن-العدد: 5042 - 2016 / 1 / 12 - 14:59
المحور:
القضية الفلسطينية
«إلى الشهداء الأطفال .. وشهداء الانتفاضة الشبابية في فلسطين، حين يشرع الشوق أبوابه ..»
يا ثرى فلسطين، يا دم الشهداء، يا تبراً نهيم به، ريحان الأهل والأجداد، وقوافل الشهداء، وأهازيج النشامى، كل ما دون مجدك زبداً، شغفت بك الروح وزهدت، شوقاً ووجداً و جوى، نهيم بهذا التراب .. نوله، يجهش الزيتون، وأدمت خدود الورد.. ولآنَ شوكها شفقاً.. من فرط ما كفكت دمعاً، يهيم بك الكون، وقد أَضحى الرقود تحتك هو المبتغى..
على درب الثورة مذ ابتدأت، ترسم بالدم الطقوس الفلسطينية .. للعنصرية أباطيلها الزائفة، العنصرية وهي تلوذ بدم الأطفال.
على درب الآلام وصخرة الصلبِ، أخذت أغصان الزيتون لا تشيح عن البشارة، زيتها دمها، ومصباحه وقوده دم الأرض على كامل فردوسها.
الغاوون لنوم الانتظار قالوا:ــ هذه فكرة عابرة، والعرب نيام، وقالت الشبيبة:ــ نعرف من أين جاءوا، وهم يعرفون إلى أين يذهبون، نعرف كيف دخلوا من تجاويف جدراننا وأحلام نومنا، كنا رضعاً، وقد جفّت بنا الحياة، وجفّبالانتظار الحياء ..
أنفاس الأرض فاحت بأزهار الأطفال، رياحين وشقائق، وأزاهير زعترها، شيء ما لا يتبدل فيها، لكن الليل الكابي أخرس، والموت أخرس، الصمت والذهول أخرس، والأوراق البيضاء، كل هذه الأشياء لا هسيس لها ..
أخرون في الحشد الجنائزي رأوا الدم فالقوا بأسفارهم في هسيس النار، وباتت تذروا رمادها، وأرضىليلهم الطويل سدوله.
دارت الأفلاك دورتها، أزهار الأرض فاحت تتفجر بالعشق، لا صمت مع الموت .. لا للأعاصير الدموية، نحن من يصنع إعصار الحياة.. نتشح بهواها النبيل يعبق بالشذا، نستعيد صبوات التوهج بمزامير شهدائها الراحلين، نجترح الخطوب تطلق برقها في الأفق تفتح أفقاً..
طال درب الآلام، على صخرة الصلب، وغرقنا في لجّة الحب ومجداً، فلينهض من ينهض، ها نحن نفتح للشمس أبوابها، بأجنحة الكرامة والكبرياء في سماء الوطن.
ننهض من ذاكرة القدس ويافا وحيفا وبيت لحم والخليل، من كل مكان الأقداس التي ترفل بالزمان وبالأزمنة، «الثورة لا تستأذن أحداً..»، حيث الدرب هو الدرب ..
قال الشهداء:ــ نحن نصغي لترانيم أمهاتٍ يعانقنا فنتوهج، ثم نلّج الخطب فنتألق، نرتقي معراج السرمدية ..
يتضوع الفجر بهم، وهم يطلعون من الأرحام.. يزفون إلى كل الضفاف.. يطلعون فوق أجنحة الكبرياء بلا أقنعة وعدّة، ساعاتنا هي مواقيت الأرض على أشجارها ..، ترنّ الساعات يعلو الأذان.. وتقرع النواقيس، كحبة قمح إن لم تقع فوق التراب فلن تكون سنبلة، والدم يجري في تشابك مساراته.
* مقولة مقتبسة للأمين العام نايف حواتمة...
#رشيد_قويدر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟