-خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /3-2

خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)

الحوار المتمدن-العدد: 5042 - 2016 / 1 / 12 - 13:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

-خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /3-2
لا ألوم زكي خيري، مطلقاً، لإنفعاله المفرط، وطريقة التعبير عنه، حين رأى حميد عثمان يجتمع منفرداً، في سجن بعقوبة، مع الزعيم الفعلي، وقتئذ، للمنشقين عند المساء ويلغي ميثاق الحزب الجديد في صباح اليوم التالي. أعتقد بأن زكي خيري يقصد بالميثاق الجديد للحزب "ميثاق باسم" الذي صدر أثناء قيادة بهاءالدين للحزب الشيوعي العراقي الذي كان مثار إعتراض المنشقين وليست الوثيقة التي صدرت عقب إجتماع اللجنة المركزية في كانون الثاني 1954 تحت عنوان "جبهة الكفاح الوطني ضد الإستعمار والحرب" إستناداً الى عبارة "وثقف بها الحزب ردحاً من الزمن!!" التي وردت في نص المقطع الذي نشرناه في نهاية الحلقة السابقة من كتاب زكي خيري. لإن الفاصلة الزمنية بين تأريخ صدور هذه الوثيقة بعد إجتماع اللجنة المركزية في كانون الثاني 1954 وتأريخ هروب حميد عثمان من سجن بعقوبة في أيار من نفس العام ليست كبيرة إن لم يكن الإجتماع الذي أغضب زكي خيري كل هذا الزمن قد حدث قبل إجتماع اللجنة المركزية في كانون الثاني أصلاً.
يبدو أن مرارة هذا الحدث قد رافق زكي خيري إلى أواخر حياته دون أن يخطر بباله إحتمال إتخاذ حميد عثمان لهذا القرار، الأني، لسحب البساط من تحت أقدام المنشقين لإدراكه بخطورة أبعاد الإنشقاق ومأله من خلال طروحات عزيز محمد، إن لم يكن قد سرب إليه عزيز محمد، لسبب ما، معلومات دفع ب حميد عثمان لإتخاذ هذا القرار الأني الذي يُحتمل أن يكون الدافع الرئيسي وراء تليين جماعة راية الشغيلة موقفهم من التصلب الذي كان حد التعنت الى الإستعداد للتفاوض ولكن بشروط، كمايتوضح من رواية كريم أحمد.
ولكنهم أوقعوا كريم أحمد في هفوة أخرى وهي فتح ثغرة لإعطاء خالد بگداش الحق في أن يكون له كلمة في الأمور الداخلية للحزب الشيوعي العراقي، لربما كانت الخطوة الأولى، في إعتقادي، في وضع هذا الحزب تحت هيمنة السوفيت ومقلداً لسياساتهم التي كانت تنبع أساسا من المصالح ومحاولة توسيع مناطق النفوذ وليست المبادئ.
أضاف كريم هذه الهفوة إلى هفوة أخرى عندما لم يدقق جيداً في سجل حسين أحمد الرضي ويدقق في أسباب إعتراض تنظيم السجن على إدخاله الى اللجنة المركزية وإرساله الى لندن، وحجبه هذا الإعتراض عن أنظار من كانوا معه في قيادة الحزب، ويكتشف بأن حسين أحمد الرضي أمضى أقل من أربعة سنوات فعلية، بدلاً من خمسة سنوات، كسجين وماذا كانت الدواعي أن تُبقيه السلطات في الموقف في بغداد بعيداً عن أعين السجناء السياسيين في سجن بغداد مدة ما يقارب الخمسة الأشهر ظهرت خلالها بوادرإلانشقاق الذي بدأمن سجن بغداد ولماذا لم يحاول حل اللغز المتعلق بأسباب عدم إعتراف مسؤول حسين أحمد الرضي المباشر في الحزب، مالك سيف عليه، وكذلك فعل رفيق چالاك الذي كان يسكن معه في غرفة واحدة قبل إلقاء القبض عليه! لإن القضية التي حكم بموجبها حسين أحمد الرضي، حسبما ورد في كتاب زوجته ثمين ناجي يوسف، هو ضربه المميت لرجل أمن لمدة ثلاث سنوات وأضيفت إليها سنتان أخريان بسبب تطعيم حسين الرضي لرسالة كان يكتبها لثمينة من الموقف في بغداد شعارات ثورية وإهانة الحاكم أثناء المحاكمة.
كما ولم يذكر كريم أحمد في روايته شيئا حول مأل محاولة الحزب لإسترجاع منظمة النجف ونتائج البيان الذي أشار إليه بهاءالدين نوري في روايته ( نيسان 1953) مهيباً بالمنشقين العودة الى صفوف الحزب، وكان ناصر عبود مكلف للقيام بهذه المهمة وباشر بها قبل يومين من إلقاء القبض على بهاءالدين نوري والتي كانت تتلخص في قيام ناصرعبود بحملة مضادة ضد جماعة راية الشغيلة في النجف حسب رواية بهاءالدين أو لم يكن ناصر مقتنعاً بالمهمة أساسا رغم إظهاره الحماس والهمة العالية أمام بهاءالدين نوري حسب رواية بهاءالدين نوري.
بصدد من إبتكر عبارة" جماعة راية البلاط" كناية بجماعة راية الشغيلة فإنني وجدت قرينة تميل لصالح إدعاء بهاءالدين نوري بأن كريم أحمد هو مبتكر هذه العبارة، ولربما عبارات شبيهه أخرى إلتجأ اليها الكثير من الشيوعيين أثناء خلافاتهم مع رفاقهم وخصومهم علو السواء، وذلك في سياق حوار مع أحد رفاق كريم أحمد وهو جبار حسن محمد( أبو سركوت) أجراه معه محمد الكحط نشر في صوت العراق (www.sotaliraq.com )بتأريخ31/3/2010 هكذا يصف أبو سركوت رفيقه كريم أحمد:
(كريم أحمد: شخصية تتصف بالتواضع، يستمع وينصح المقابل، يحب المعاشرة والمجاملة مع الرفاق، يرجم الآخرين بمسبات محببة.)

#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات