كامي بزيع
الحوار المتمدن-العدد: 5042 - 2016 / 1 / 12 - 11:59
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
واحدة من منغصات السعادة التي نعاني منها في حياتنا، اننا عندما نريد الحصول على شيء ما، يتحول كل تفكيرنا ومشاعرنا واحلامنا للحصول على هذا الشيء.
بدونه تكون الحياة مجرد كابوس لا يستحق العيش هكذا نفكر...
ومع ازدياد العوائق التي تقف بوجه الحصول على هذا الشيء، نزداد تعلقا به، ويصبح له قيمة اعمق واكبر.
ولكن ماذا لو كان هذا الامر لا يستحق منا الجهد والتفكير؟ وماذا لو كانت العوائب بوجه تحقيقه هي لصالحنا؟.
غالبا ما لا يكون لدينا الوقت للتفكير في ذلك، ولا حتى لمجرد طرح الاسئلة من هذا النوع.
جميعنا نعودا اطفالا نرغب بالعاب وهدايا وعطاءات يجلبها لنا الاهل والمقربون.
منذ اللحظة التي تبدأ فيها الرغبة بالحصول على الشيء مع كل مايحمل معه من شوق ولهفة وانتظار، مرورا بالمآسي التي نمر بها اذا مااصابنا الاخفاق، فان لا شيء يصبح له قيمة خارج مانحلم به.
هنا بالتحديد تكمن المشكلة الحقيقية لاحزاننا...
جميل ان نحصل على مانريد، لكن الاجمل ان نثمن مابين ايدينا!.
امر رائع ان نملك المزيد، لكن الاروع ان نلتفت الى مانملكه ونراه ونقدره!.
ان ماينقصنا هو الذي سيحقق سعادتنا، هكذا يفكر الكثيرون منا، وابدا لا نفكر العكس.
في سعينا للحصول على المزيد ننسى مانملك، بل ونعتبره دون قيمة تذكر. وفي هذا الاجحاف والظلم الذي يوصل بنا الى التعاسة واليأس.
ان كل مانحتاجه في الحياة نملكه حقيقة، لقد منح لنا مجانا منذ وجدنا في هذه الحياة، لكن المجتمع هو الذي يشعرنا بالنقص، لان متطلباته استهلاكية، لا تشبع ولا ترتوي.
ولهذا شقاءنا لا يكون من الطبيعة، ولا يولد معنا، فالاطفال يسعدون بالتراب والحصة وغصن الشجر اكثر من سعادتهم بالالعاب التي نشتريها لهم!!.
زودتنا الطبيعة بكل اسباب الرفاهية، من خلال حواسنا وتمتعنا بالكون من حولنا، لكن المجتمع، قطع لنا هذه الصلة بالطبيعة لينفرد بنا ويحقق مآربه المادية النهمة.
لهذا واحدة من طريق السعادة تكمن في التفكير بما نملكه حقا – وهو كثير- وليس ما ينقصنا حقا- وهو قليل...قليل- وللحديث بقية.
#كامي_بزيع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟