ميثم مرتضى الكناني
الحوار المتمدن-العدد: 5041 - 2016 / 1 / 11 - 20:10
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
عندما اعطي الطعام للفقراء يسمونني قديسا وعندما اسال لماذا لايملك الفقراء الطعام يسمونني شيوعيا
دوم هليدركامارا
في نهاية التسعينات كنت اعمل طبيب مقيم في ردهة الحروق في احدى مدن الجنوب العراقي وتفاجئت باحدى السيدات المتعففات وقد تركت ابنتها التي تعاني من حرق جزئي في الذراع عدة ايام حتى حصل تيبس المفصل , طبعا افرغت عليها شحنات الغضب والتعنيف واتهمتها بالتقصير والقسوة ..بعدها جاءني احد الممرضين ممن يسكنون نفس الحي فاخبرني بانها لم تكن تملك المال الكافي لادخال طفلتها للمستشفى (بسبب اجور التمويل الذاتي وهو النظام الذي فرضه النظام العراقي السابق في اوج الحصار الاميركي الظالم ) وانتظرت لبيع بطتين حتى توفر المبلغ , حين اراجع تلك المشاهد القاسية عندما كان المريض المسكين في غمرة العوز والجدب الذي فرضه الحصار الظالم يعاني لجمع مبلغ العلاج كان المسؤلون والمتنفذون وال(حبربش ) معفيين من الاجور , ورغم اني ضد فكرة مجانية التعليم والصحة ولكن مع ترشيدهما وتمكين المواطن ماديا واختيار التوقيت الملائم لرفع الدعم , ثم جاءت تجربة الاجنحة الخاصة وهي الاخرى ظلت تطبق على (اللي ماعنده ظهر) فيما اصحاب العلاقات والنفوذ يتعالجون بدون اي كلفة , وها نحن مع اتجاه وزارة الصحة لتسعير الخدمات وانا متاكد بان سكان العشوائيات هم من سيتسلق جلودهم وتكوى باسعار الكلف فيما (ابناء الطبقة المنتفعة ) يتعالجون بالمجان وفق الاستثناءات التي كفلها القانون ليستفيد منها اصحاب النفوذ ..اتمنى ان تصل كلماتي لمن يملك شيئا من الضمير ويستطيع ان يغير .
#ميثم_مرتضى_الكناني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟