أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - لا تعاقبوا الشعب السوري ولا تعقدوا صفقة مع النظام














المزيد.....

لا تعاقبوا الشعب السوري ولا تعقدوا صفقة مع النظام


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1373 - 2005 / 11 / 9 - 13:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كثيرة هي الكتابات عن تقرير ديتليف ميليس وتداعياته، وكثيرة هي المواقف المتباينة من هذا التقرير الحدث، عربياً عموماً وسورياً خصوصاً، ولكن المهم في الامر ان دم الشهيد الحريري بات الآن هو معبر السوريين نحو الحرية، في حياته هداياه لم تتوقف الى نظام الفساد، كي ينقذ لبنان وكي يحقق مشروعه السياسي! وفي مماته يحاول انقاذ الشعب السوري من هذه الطغمة المارقة. لم يعد الامر في حاجة الى الكلام الديبلوماسي والعبارات المنتقاة بعناية.. ببساطة: - وهذا زعم ارجو الا يكون صحيحاً - ان النظام في سوريا ما كان سمح لميليس في الدخول الى سوريا لو كان هذا النظام بريئاًً من دم الحريري: ليست المعادلة بالنسبة الي: ادلة وقرائن، وليست في حاجة الى شهود. سياسياً لو كان هذا النظام بريئاًً لما سمح لهذه المهزلة ان تحدث في دمشق، آخر قلاع السيادة الوطنية! - ان النظام من وجهة بنائه الداخلي والخاص جداً المبني على مسلمات بسيطة وليست معقدة كما يتوهم الكثيرون: ان التدخل الخارجي لديه مرتبط بالخوف الفظيع على سلطته، وحساسيته تجاه هذا الامر ليس لها حدود. ويعتبر اي تدخل خارجي هو تدخل لقلب نظام الحكم وليس لاي سبب آخر سواء سيعود بالفائدة على الشعب السوري ام لا. لهذا دعونا نخرج من نفق ميليس وروتينه القاتل وتفاصيله التي بعد قراءتها، تحتاج الى سلة مهملات كبيرة، والخلاف حول مهنية التقرير او تسييسه، وبالتالي الدخول في نفق التشكيك بالضمير المهني للرجل. انها المعادلة التي يريدها النظام ان تستمر الى الابد كي يستمر هو في السلطة.

وما زلت كمواطن سوري أصر على ان يجيبني هذا النظام عن سؤال واحد: لماذا جاء ميليس الى سوريا؟ انني اشعر بالمهانة. كنت اتمنى ان يأتي ميليس آخر منذ زمن بعيد كي يحقق في تاريخ التعذيب والسجون والقتل في سوريا. وكمية الاموال المسروقة من الشعبين اللبناني والسوري ونسيت الفلسطيني. وكنت اتمنى على المجتمع الدولي ان يعزل هذا النظام سياسياً منذ زمن بعيد اي منذ حوّل سوريا الى طوائف وخرائب وبقايا وطن. ومنذ اصبح المواطن السوري يردد دون لحظة تفكير ما يريده النظام. انه الخوف الذي حوّل السوري الى عبد. والعبد هنا تسمية توصيفية، وليست شتيمة للمواطن السوري، كما انها ليست تجييشاً معارضاً، انها المعادلة الوحيدة التي ارادتها هذه السلطة منذ عام 1970 تاريخ التصحيح المجيد. ان العبودية اداة لاشعورية للحفاظ على البقاء، حتى ان السلطة لم تعد في حاجة كي تري هذا المواطن سوطها، وزنازينها: كي يقول ما تريده ان يقوله. هكذا التلقائية، الحس العملي كما هو عند العالم الاجتماعي بيير بروديو بالغريزة: بات الدفاع عن النظام عند المواطن السوري فهل يستحق هذا الشعب عقوبات دولية؟

وعلى طريقة المثل الشعبي السوري "فوق الموته عصّة قبر" هكذا سيكون مفعول العقوبات الدولية في حال استهدفت كل سوريا. لا تعاقبوا الشعب السوري.

هل يعود ميليس الى دمشق؟ واذا كان سيعود اليها من اجل تحسين شروط صفقة ما مع هذا النظام فالافضل الا يعود. اما اذا كانت الصفقة تساعد في نقل سوريا للتخلص من هذا الكابوس، فهذا امر مرحب به. لست مع اي فعل انتقامي من رموز هذه السلطة، بل مع ان تقدم اعتذارها الى الشعب السوري عن كل ما قامت به فيكون بالنسبة الي كافياً. لا اريد محاكمة احد من المسؤولين السوريين على ما اقترفوه في حق الشعب السوري. اما قضية الحريري فلا استطيع التحدث باسم اللبنانيين وآل الحريري، واظن ان الشعب السوري ايضاً لا يريد من هذا النظام سوى الاعتذار وفك اسره. الشعب السوري لا يريد محاكمات، جل ما يريده حريته وكرامته ولقمة عيشه، حتى لو اتت عن طريق السيد الرئيس بشار الاسد كما راهن عليه الشعب السوري وحتى الكثير من المعارضة السورية التي كان هذا النظام يعاملها بطريقة لا انسانية. راهنت على الاصلاح وفق برنامج بشار الاسد، ولكن كل رهاناتها ذهبت ادراج الرياح. نظام لا يريد ان يصالح فقد اوصاه الراحل بهذه الوصية: التي اوصاها كليب لاخيه الزير سالم: لا تصالح، لا تصالح، لا تصالح. فهذا الشعب لا يأتي الا بالسوط!

هذه الحال لا تستدعي من المجتمع الدولي ان يعقد صفقة مع السلطة، لا تأخذ في الاعتبار: تحرير الشعب من الطغيان، والا فإن المجتمع الدولي يكون قد ارسى نهائياً والى الابد القاعدة الذهبية التالية: افعل بشعبك ما بدا لك ولكن لا تغضب الدول الكبرى. هل نحن في حاجة كشعب سوري كي نقول للدول الكبرى، اننا شعب لا يستحق ان يكون هو النموذج لهذه القاعدة الذهبية، وبذلك سيخسر المجتمع الدولي حضوره الانساني؟ وهل للمجتمع الدولي حضور انساني؟ ترجموا هذه الاجابة بعدم فرض عقوبات يكون الشعب السوري هو الخاسر فيها، وعدم عقد صفقة مشينة مع هذا النظام. فهل نأمل؟



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على الإدارة الأمريكية أن توضح ماذا تريد من سوريا ..مادة للحو ...
- القرار 1636 بين الحزن على وطني والتعاطف مع الوزير الشرع
- مناشدة إلى الشعب المصري من سجين سوري سابق أقطعوا الطريق على ...
- ما العمل الآن سيدي الرئيس..؟
- إسرائيل الشعب اليهودي بين السلام والدولة الدينية وجهة نظر
- تداعيات تقرير ميليس على أمريكا
- رسالة إلى مثقفين سوريين في باريس نتمناكم جميعا في إعلان دمش ...
- إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي لحظة توافقية ناقصة التباسات
- حزب العمل الشيوعي في سوريا نغمة ضيقة وأفق رحب
- أمريكا في الشرق الأوسط الجديد
- على السلطة أن تدعو لمؤتمر وطني عام ..
- رسالة إلى إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي
- موت كنعان وولادة اليقين ..كآبة الوزراء ترسم مصير سوريا
- التجمع الوطني الديمقراطي في سوريا بين أمريكا السلطة في الداخ ...
- الهوية العربية بين حقوق الإنسان وحقوق الأقليات القومية والدي ...
- ما الذي تريده حماس؟ رأي
- إلى الشعب اللبناني الجار تيمنا بجبران تويني
- الأمركة والنموذج العربي
- لماذا تيسير علوني بالذات .. ؟ كان الأجدى الدفاع عن القاعدة
- السنة العرب في العراق بين الدم الشيعي والفتوى الزرقاوية


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - لا تعاقبوا الشعب السوري ولا تعقدوا صفقة مع النظام