|
كيف ينتعش العراق و باي نظام و قائد ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 5041 - 2016 / 1 / 11 - 15:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد مررنا نحن المكونات العديدة للشعب العراقي بظروف قاسية منذ عقود او بالاحرى منذ انبثاق الدولة العراقية بايدي الاستعمار وفق مصلحته و مخططاته . شعب متعدد العرق و الدين و المذهب و بلد مختلفة التضاريس و المناخ و اللغات و الطبيعة الانسانية ، و يختلف عن جميع دول المنطقة و له خصائصه و مميزاته و سماته التي لا يمكن ان نقارنها و لم نجد ما لا يمكن ان نجدها في اية بقعة من العالم، و هذا ما ورثه الشعب العراقي عبر تاريخه المليء بالحوادث الخاصة به دون غيره اضافة الى مشاركته في خصائص الاخرين، بلد الحضارة العريقة و توالي المكونات و ما يمكن ان نسميهم الانظمة الاكدية السومرية البابلية الاشورية و من ثم لا يمكن ان لا نعتبر الفتوحات الاسلامية الا قفزة في تغيير تركيبة المجتمع العراقي الاصيل ليومنا هذا . اي شعب خاص و له ما يفرقه و يميزه بامتياز عن كافة شعوب المنطقة والعالم، ان دققنا في دقائق و ثنايا الامور المتعلقة به دون غيره . لا نريد ان نعرج عن من كان هنا قبل الاسلام و كيف سمي بالعراق و هل الشعب الاصلي عربي ام موطنهم الجزيرة، لان هذا لا يخصنا هنا، و عليه يجب دراسة مثل هذه الاراء وفق بحوث علمية و بشواهد و اسس و قرائن بما نقله لنا التاريخ و كيف تغير الواقع . الا ان كل المؤشرات تدل على ان العراق الاصيل بشعوبه لم يكن له اية صلة بالجزيرة العربية قبل المراحل ما قبل الاسلام الا مجموعات صغيرة قد تعرجت لسبب ما و سكنت هنا دون عودة الى موطنها الاصلي . حدثت تغييرات و تراجعت حال العراق شعبا و دولة و ما تضم من السياسة و الاقتصاد وله من القيادة اضافة الى الفكر والعقيدة و الالتزامات التي فرضت نفسها، و منها مقدسة يصعب التاثير عليها بشكل قوي . انه بلد صعب جدا بما يتميز به، و معقد بما يمتلك من التعقيدات المختلفة المتوارثة من تاريخه، و فيه من الصفات التي يمكن ان تتقزز من ذكرها و الاخرى تشتاق ان تعيش في وسط من يتميزون بها من ابناء هذا الشعب . فيه من الافراد التي يمتلكون من الاسود و الابيض من الصفات التي لا يمكن ايجادها في اية منطقة او بقعة اخرى . فيه من المتشابهات و التناقضات في ان واحد . اي لا يمكن ان نعتبر انفسنا مخطئا لو نقول ان الشعب العراقي لوحده حالة خاصة لا مثيل لها . و على ماسبق، فان ما يتميز به يفرض نفسه على ان يكون النظام والقادة و التفصيلات التي يمكن ان نعتمد عليها في ادارة البلد خاصة جدا ايضا و يجب ان تختلف عن اي نظام مطبق في العالم، كيف؟ ان تكلمنا بصراحة تامة، فان الديمقراطية بوصفها و ما تتضمن بجمالها ، انها تتطلب تمهيدا و ارضية و ثقافة و وعي عام مع ما تفرزه عصارة العقل الجمعي في التعامل معها . اي لا يمكن ان نقول ان الديموقراطية و ان توفرت ما تقرها من العوامل ان تكون هي المفهوم السياسي و المبدا التي يمكن ان نعتمدها و نستقر و نعيش بسلام و امان خلال مدة قصيرة تحت رايتها، و باخصوص يمكن استغلالها لاغراض و مقاصد اخرى غير ما ينشده الخيرون من الملتزمين بها . وجربنا الدكتاتورية و لم تدم و اضرت بالشعب اكثر من اي نظام قبلها. و السؤال ما هو البديل ايضا ؟ نقول هنا ما نعتقده بعلمنا المتواضع و ربما يكون مزعجا للبعض او مريحا للاخر نتيجة ما تتوافق مع خلفياتهم او تخالفها معها . فان امكننا ان نسمي الديموقراطية الخاصة او النظام العراقي الخاص باسس و مباديء و ارضية خاصة تلائم شعبه و تاريخهم وعقليتهم، و بما يمتازون به من الصفات، فان الناحية الاجتماعية و العادات والتقاليد قبل مجيء الدخيل كانت في احسن احوالها و رضيت عنها النسبة الكبيرة من الشعب و هذا لا غبار عليه و لا يحتاج لمحاولة تغيير بقدر السياسة و الادارة . بعد سقوط الدكتاتورية المقيتة و ازاحتها نهائيا، جاء اليوم الذي يمكن ان نقول انتفت الحاجة اليها اي الى الادارة الدينية المذهبية ايضا، و انها مسالة وقت كي يحل البديل حسب الزمن السياسي المطلوب لاحلال البديل المناسب . ان المرحلة تتطلب نظاما ديموقراطيا اشتراكيا خاصا و ليس الاشتراكية الديموقراطية المعلومة لدينا، بعد تمهيد مرحلة فرض الاشتراكية من قبل دولة اشتراكية بعد بناء مرحلة متنقلة باي اسلوب كان و تكون بديلة لما الموجود فيما بعدها . فكيف يمكن ذلك، و ربما يتهمني البعض بالدكتاتور ان قلت ان الاشتراكية ان طبقتها دكتاتور اشتراكي عادل سيكون افضل نظام لما نحن موجودون فيه الان و ليس غدا . اي، لدينا من العقليات الاشتراكية المحبة للطبقة الكادحة التي هي الاهم في ضمان حياتهم و معيشتهم و البقية تكون تحصيل حاصل في ضمان معيشتهم بعد هذه الطبقة . لا نقول دكتاتورية البروليتاريا بقدر ما نقول نخبة مثقفة مؤمنة بالاشتراكية صاحب ثقافة انسانية محبة للكادحين قبل اية طبقة اخرى، و لها ان تفعل ما تشاء من اجل مصلحتها اي المصلحة العامة و التي هي مصلحة الكادحين، و قبل اي شيء تامين كل ما تحتاجه هذه الطبقة والشعب بشكل عام من البنى التحتية و فرض حالة طواريء لمدة معينة لغربلة السلطة من الفاسدين و اقرار قوانين نافذة ثابتة تخص الحياة السياسية الاقتصادية بجيش منبثق من التجنيد الاجباري ليكون قوة بيد النخبة الحاكمة . ربما يسال من يدرس الانظمة بعلمية عن عدم توفر الفرصة في تطبيق مثل هذا النظام. نقول انه يحتاج للتضحية، و الاهم هو مصلحة الشعب العامة . و هناك من يحسب الكوريا الشمالية دكتاتورية، و لكن هناك الاخرين يعتقدون ربما يحتاج مثل ذلك الشعب لهذا النظام . بينما الاخر يعتقد ان الشعب الياباني لا يمكن ان يحكمه قائد مثل كيم جونغ اون . و انما يمكن ان يحكم العراق و باختلاف معين و بالية و طريقة تلائم ما يتميز به العراق . و السؤال هو؛ هل يمكن ان تكون هناك دكتاتورية عادلة كما يطلبها البعض، فهناك اراء لا يخصنا ان نذكرها هنا كي لا نطول في دخولنا في ثناياها، و لكن الدكتاتوريات انواع و اكثرها راسمالية لا يهمها الا مصلحة مجموعة معينة فقط دون سائر الشعب و هي مرفوضة جملة و تفصيلا . اي، النظام العراقي المطلوب يجب ان ينبثق من هذه التوجهات و ان تاخرت الديموقراطية فيها لمدة معينة بعد الخراب الذي حصل له . فالشعب بعد ان ذاق الامرين من الدكتاتورية و ما بعدها، فانه يرضى عن من يكون القائد بشرط ان يكون لمصلحته و يضمنها و ينهي المرحلة الصعبة المعقدة التي وقع فيه بشكل عام، و يكون خيرا له في النهاية مهما كان مهما فكره و عقائده و خلفيته، والشرط الوحيد هو مصلحة الشعب التي تكمن في ضمان مصلحة الطبقة السائدة و هي الكادحة في العراق . فهل من نخبة و مجموعة بمثل هذه المواصفات لبناء نظام خاص بالعراق و اخراجه من المستنقع الدكتاتوري والديني المذهبي كما هي الحال لحد اليوم ؟ انني شخصيا و من نظرتي لما موجود من العدد الكبير من الفطاحل و الجهابذة من المثقفين المتنورين اصحاب افكار وعقليات خلاقة يمكنني ان اعتقد بانهم يتمكنون من بناء ذلك الناظم، و يمكن ان يجدوا الالية التي يمكن فرض نظام حكمهم بجهد مطلوب. و اكبر عائق ليس داخليا و انما من التدخلات الخارجية من كافة الجوانب التي تتطلب عملية جادة بقطع دابرها . و هذا ليس بخيال و انما يمكن خلق مثل هذا النظام الملائم من العراق و هو بلد الحمورابي و القانون، و كل ما كان لصالح عموم الشعب و معيشتهم و رفاهيتهم و انسانيتهم فهو القانون .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل بدات حصانة المذاهب تتساقط ؟
-
اختلاق اقاويل غير حقيقية لهدف سياسي
-
لماذا يُلتصق انبثاق كل حركة تحررية بجهة ما تضليلا
-
هل روسيا ارادت النصر السريع في سوريا ؟
-
ماذا بعد داعش ؟
-
اصبح اغتيال النساء امرا طبيعيا في اقليم كوردستان
-
لماذا هكذا تتعامل امريكا مع اقليم كوردستان ؟
-
كيف يتم توزيع الادوار لدول الشرق الاوسط ؟
-
المثقف العراقي و ما يمر به اقليم كوردستان
-
لماذا لم تتعامل السعودية مع المفتي الارهابي بعدالة
-
تخبط الراسمالية الامريكية تتوضح من تعاملها مع قضايا الشرق ال
...
-
اعترف اردوغان بلسانه
-
هل يفيد الكلام عن الحلول المقترحة لحل الازمة في كوردستان ؟
-
لماذا خضعت تركيا للتعاون الاستراتيجي مع السعودية ؟
-
ماذا يخبيء لنا العام الجديد
-
هل بنى البرزاني اسس الدولة كي يعلنها
-
اقليم كوردستان بين بغداد و انقرة
-
هل الحكم الذاتي يناسب كوردستان الشمالية
-
البرزاني لم يدعو الى الاستفتاء ايمانا منه بالاستقلال
-
هل المشكلة في التاويل ام في النصوص ؟
المزيد.....
-
بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط
...
-
بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا
...
-
مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا
...
-
كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف
...
-
ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن
...
-
معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان
...
-
المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان..
...
-
إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه
...
-
في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو
...
-
السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|