أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد الحسن - (فصائل مقاومة)..أزمة مفاهيم أم رفض للدولة؟!‏














المزيد.....

(فصائل مقاومة)..أزمة مفاهيم أم رفض للدولة؟!‏


محمد الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 5040 - 2016 / 1 / 11 - 01:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




أبرز أشكال المقاومة؛ مقاومة سلمية تتخذ طريق النضال السياسي والإجتماعي لتحقيق أهدافها، وهذه قد ‏تتبناها الدولة في مواجهة حالات معينة ترتبط بسيادتها فتتخذ إجراءات متنوعة لإسترداد السيادة المنتهكة ‏من قبل دولة أخرى.. أقرب الأمثلة؛ التوغل التركي في شمال العراق. ‏
‏ والمقاومة المسلحة التي ترى السلاح طريقاً لتحقيق الهدف، وهذا الهدف عادة ما يكون إخراج قوات ‏عسكرية نظامية محتلة للبلد. هذا الشكل ينمو في ظل غياب أبرز عناصر الدولة، حكومة مستقلة، وبالتالي ‏تتبلور حالة شعور وطني شاملة تؤسس لمرحلة تاريخية، أحد أهم ملامحها الكفاح المسلح. عند زوال ‏المسببات تذوب المقاومة ميدانياً، ويذهب كل لوضعه الطبيعي لممارسة الدور الأعظم؛ بناء دولة.‏
في حال ضعف تلك الدولة، يميل الناس بتلقائية للبحث عن أسباب ذلك الضعف محاولين التشخيص فقط!.. ‏بالضبط، كما هو عندنا؛ غير إن الفرق بأستمرارية تسمية "مقاومة" دون توضيح يحدد مقاومة ماذا؟!‏
‏ فمصطلح "فصائل المقاومة" برز في العراق بعد إنسحاب القوات الأمريكية وتشكيل حكومة عراقية عبر ‏إنتخابات ودستور دائم، بمعنى إنّ الدولة العراقية خرجت من طور ودخلت سريعاً في طور آخر، أهم ‏ملامحه الديمقراطية، وهذا واقع يعيشه العراق رغم كل الإشكالات والمعوقات. ‏
أبرز تلك المعوقات هو عدم تسمية الأشياء بمسمياتها الواقعية، بغية تغيير الواقع والدخول في واقع آخر لا ‏ينسجم مع التفكير الإنساني المنطقي، والقفز من حالة طبيعية إلى حالة أخرى مشوهة تنم عن رغبة في ‏ديمومة الإرباك وعرقلة الوصول إلى الإستقرار. إنتشر مفهوم "فصائل مقاومة" بعد حملة الإرهاب بفصائله ‏المختلفة على العراق، وفشل الحكومة السابقة في مواجهة التحدي، وهنا يمكن أن نجد مبرراً لتمرير ‏‏"مقاومة" والإيمان به؛ إلا إن ثمة عوارض تقنّد ذلك المبرر الوحيد، فكون الإرهاب وافداً ومحضوناً وأحياناً ‏ذاتياً، يجعل الدولة هي المتصدي الفعلي. العارض الثاني، هو كون تلك الفصائل خاضعة فعلياً للحكومة ‏العراقية، وبالتالي عليها البقاء ضمن قرار ورؤية الحكومة بأعتبارها تابعاً شرعياً. ‏
الأمر الثالث؛ في العراق لا يوجد إحتلال كما هو في فلسطين أو لبنان؛ إنما هي ظاهرة إرهابية تخريبية ‏بحتة في مواجهة شرعية الدولة، وبما إنّ تلك الفصائل تابعة رسمياً للدولة، فيصعب عليها لعب دور آخر. ‏بمعنى إن تقمص دور (المقاومة) لا يليق ولا ينسجم مع شخصية الدولة، فالدولة مفهوم إنساني يلامس جميع ‏جوانب الحياة، بينما المقاومة حالة إنسانية تبتغي الوصول إلى مفهوم الدولة، فهي وسيلة, فضلاً عن كون ‏المفهوم لا يحمل مضامين واضحة ومحدّدة. ‏
حالة واحدة تجعل تعبير "المقاومة" طبيعي، وهي خروج تلك الفصائل من عباءة الدولة رسمياً، وتبنيها ‏لمشروع معّرف, وهذا ليس متحقق ولن يتحقق، ومن هنا نصل إلى الخلل الرابع المصاحب لكلمة "مقاومة" ‏وهو إن جميع تلك الفصائل، فضلاً عن تبعيتها الرسمية للدولة، هي مشتركة بقوة في الحكومة الإئتلافية ‏وبحقائب وزارية كثيرة..!‏
قد يكون إستخدام ذلك المصطلح إعتباطياً، بيد إنّ الواقع يكذّب ذلك.. فصائل أخرى لا تحمل سوى إسم ‏‏"حشد شعبي" تقابلها فصائل تروٌج ل"مقاومة" وبنظرة سريعة لذلك الترويج، نجده مرتبطاً بفهم خاطئ ‏للدولة، إذ لا يفرق بين الدولة والسلطة، ويعتقد إن السلطة هي الأساس ولو عادت إلى شخص معين، مهما ‏كان فاشلاً، ستنتفي الحاجة ل"مقاومة"..!‏
لنذهب إلى تبرير آخر يمكن من خلاله تسويغ ذلك المصطلح، فرب قائل؛ طالما هناك إرهاب وشعب يقاوم ‏هجمته، فما الضير في تسمية "بمقاومة"؟. والواقع إن الفصائل المروّجة لهذا المصطلح ترفض فصائل ‏زميلة وتقاتل معها في ساتر وجبهة واحدة، من أن يطلق عليها ذلك الوصف، معتبرة بذلك إنّ المقاومة صفة ‏حصرية لها!.. إختزال الكلمة، به إشكال أكبر من إستخدامها, ويتقاطع مع مفهوم الدولة!..‏



#محمد_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الدعوة..التسلق على المأساة!‏
- الغزو التركي..لغز شفرته في موسكو!
- السياحة في (بيجي)..!
- سفير الحشد..غريب في الفلوجة!
- أنبارنا النازحة..!
- الشهرستاني..الإستثمار بالفشل!
- اليمن والحرب الأهلية : نهاية حكام الخليج؟
- تعليق أبلغ من مقال
- بلاغة فيلق بدر..في الحرب والسياسة!
- من علامات الظهور “غريب فروت”!
- الخُمس
- اليماني Ahmed Alhasan الموعود
- ثمة رب تافه!..
- ملك السعودية مهدداً: حزب الله خط أحمر!
- عادل عبد المهدي..من الحذر إلى مواجهة القدر!
- ممثّل (المطيّرجيّة) في البرلمان..!
- الأهوار..نور أنتج حشدأ
- لماذا الفتلاوي تهادن الخنجر؟!
- إلى الفتلاوي..بعد إذن المرجعية!
- لفيالق -بدر- كلمة الحسم..!


المزيد.....




- الإليزيه يعلن استدعاء السفير لدى الجزائر و-طرد 12 موظفا- في ...
- المغرب يواجه الجفاف: انخفاض حاد في محصول القمح بنسبة 43% مقا ...
- كيف رد نتنياهو ونجله دعوة ماكرون إلى إقامة دولة فلسطينية؟
- أمير الكويت ورقصة العرضة في استقبال السيسي
- الرئيس اللبناني: نسعى إلى -حصر السلاح بيد الدولة- هذا العام ...
- مشاركة عزاء للرفيقتين رؤى وأشرقت داود بوفاة والدتهما
- ويتكوف: الاتفاق بشروط الولايات المتحدة يعني وقف إيران تخصيب ...
- ترامب: مزارعونا هم ضحايا الحرب التجارية مع الصين
- مصر.. أزمة سوهاج تتصاعد والنيابة تحقق في تسريب فيديو المسؤول ...
- نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية يزور الجزائر


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد الحسن - (فصائل مقاومة)..أزمة مفاهيم أم رفض للدولة؟!‏