سندس القيسي
الحوار المتمدن-العدد: 5039 - 2016 / 1 / 9 - 22:08
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
العربي الاوروبي
لم أتفاجأ كثيرا بالردود على مقالتي "الاوروبي البدوي"، والتي بسببها أصابت العرب "الأوباش" (على حد قول البعض) بوابلٍ من المسبات!
وما زلت لا أفهم لماذا توالت الدعوات بالعودة إلى السعودية والبلاد العربية "المخزية" وارتداء العباءة "السوداء القاتمة" ما جعلني أحتار هل أضحك أم أبكي؟
ومن ذَا الذي ينكر أفضال أوروبا؟ ولماذا كل هذا الحقد على العرب وخلط الأوراق غير المبرر؟
لم أفهم ما هو المطلوب، هل المطلوب أن تلبس المرأة العربية الميني جيب، وتدلق صدرها خارج بلوزتها، وتمسك في يدها كأس والأخرى سيجارة وتترنح وهي ترقص سكرانة؟ وتجرب هذا وذاك عوضا عن العباءة السوداء "القاتمة"؟
كإمرأة عربية أنا خرجت من هذه العباءة بمعنى أني أخرجت عقلي من هذه العباءة السوداء وحريتي الذهنية لا حدود لها. وهذا حصل منذ زمن بعيد بعيد قبل مجيئي إلى بريطانيا بكثير.
أنا على دراية تامة بمشاكل الجالية العربية لكني لا أدين أحدا ولا أدافع عن أحد. أنا أكتب عن نفسي (وليس ذاتي). أكتب عن ما أحمله من هوية، من معاني، من ميول، من دفاع عن الحق بالمساواة لأن وطني الأوروبي هو وطن الجميع وليس حكرا على أحد ولا يحق لمهاجر أن يطالب مهاجر آخر بالرحيل عن هذا البلد أو ذاك لأنه ليس بلدك لوحدك ولا بمثلك وحدك، وهذه عنصرية مرفوضة جملة وتفصيلا.
أنا متساوية مع الجميع. لا أنتظر من أحد أن يعطيني حقي بالمساواة ولا أقبل أن ينتقص أحد حقي هذا على الإطلاق.
لماذا لم يذكر أي من التعليقات مثلًا إيجابيًا يتيمًا عن العرب في أوروبا؟ أولئك الذين نجحوا ووصلوا إلى أعلى المراتب بمثابرتهم وجهدهم. أولئك الذين تغلبوا على العنصرية، التي كانت طريقهم محفوفة بها كي لا يصعدوا للأعلى. أولئك الذين لم يفعلوا أي شيء مما ذكرته التعليقات؟ كل العرب الذين تبنوا الحياة الأوروبية قلبًًا وقالبًا، لماذا لا أحد يتكلم عنهم؟
أنا أختلف مع كثيرين في الرأي. ففي أوروبا، هناك العربي الاوروبي "الذي غلب أصحاب البلد في لعبتهم" كما يقول المثل الانجليزي- بأخلاقهم، بعلمهم، بوعيهم واجتهادهم. فلم لا تتكلمون عنهم؟
#سندس_القيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟