عبد الله مسلم
الحوار المتمدن-العدد: 5039 - 2016 / 1 / 9 - 16:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
العلم هو الدراسة المنهجية لظواهر الوجود القابل للإدراك، بهدف التحقق من صحة الملاحظة الإنسانية له.
التحقق هو تلك العملية التي يتم فيها إخضاع الملاحظة لامتحان الصحة و الخطأ. و يكون هذا الإختبار هو معيار الحكم "الوحيد" الممكن على صدق أو كذب تلك الملاحظة.
و كلمة ملاحظة هنا نعني بها إدراك الشيء بالحواس. و بالتالي لا نحتاج للتذكير بأننا نتحدث عن العالم المادي المحسوس. و بهذا المعنى وصفنا الإختبار بالمعيار الوحيد في العالم المادي.
يسمى "التحقق من صحة الإدراك" بالبرهان و تسمى الملاحظة التي أكدها البرهان "بالحقيقة العلمية".
"الملاحظة" إذن شيء مركزي في عملية البرهان، لأن بها تبدؤ إجراءات التحقق، أي الإختبار.
كما أن الذي يلاحظ هو الإنسان و أنه يتجه للتحقق من ملاحظته مفترضا أنها قد تكون خاطئة... و هذا هو ما نقصده من هذا التقديم المبسط للعلم.
السؤال هو: إذا كان الدين يعطي حقائق عن الوجود الغير المادي، فكيف السبيل إلى التحقق منها و نحن لا نقدر على "ملاحظة" ظواهر ذلك العالم، كي نخضعها لإختبار "التحقق"؟ أليست حقائق الدين خاضعة للإعتقاد بسبب عدم إمكانية إختبارها في العالم المادي (الدنيا)، و حقائق العلم تخضع لعملية التحقق؟
مثلا: الجن هو من الظواهر التي يتحدث عنها الدين. المؤمن بالدين يؤمن بوجوده و الكافر لا يؤمن بوجوده. هل يستطيع المؤمن أن يُرِي الجن للكافر، أي أن يقدم له برهانا على وجوده؟ هل يستطيع أن يثبت له في الدنيا أن الجن موجود؟
من جهة أخرى، فالمعتقد الديني مبني على معطيات من مصدر غير الإنسان، و بالتالي لا يفترض فيها الخطأ و لا يبحث عن التحقق منها لتعارض ذلك مع مبدأ الإيمان بصاحب المعطيات (الله)، و لاستحالة ذلك التحقق في العالم المادي...
على خلاف الحقيقة العلمية، التي تفترض الخطأ و بالتالي تدفع إلى التحقق من خلال التجربة.
هذا ما قصدته عندما أردت التفريق بين رؤية الحقيقة من زاوية الدين (الإعتقاد) و رؤية الحقيقة من زاوية العلم.
#عبد_الله_مسلم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟