أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انور سلطان - الداعشي الذي اعدم امه














المزيد.....

الداعشي الذي اعدم امه


انور سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 5039 - 2016 / 1 / 9 - 12:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الداعشي الذي أعدم أمه

أم مدفوعة بغريزتها تريد لابنها الحياة, فزعة عليه من الموت, فكان جزاءها أن فلذة كبدها قتلها بيده امام الناس جاعلا منها عبرة للمعتبر.
مستوى من الاجرام لم يكن حتى في الخيال.

هل هو مجرد مرتزق أو انتهازي يستخدم الدين لاغراض دنيوية سياسية أو غيرها؟

لا طبعا, بل هو نفسه ضحية وحول امه الى ضحية له, بعد ان ابت فطرتها ان تكون ضحية فكرية ونفسية مثله وارادت ان تنقذه من وضعه.

لقد طبق هذا الضحية فكرة البراء المحرفة وعدة ايات منها هذه الآيات من سورة التوبة:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ۚ-;---;-- وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَٰ-;---;--ئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ-;---;-- يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ-;---;-- وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)}.

والتطبيق الخاطئ لايات البراءة وهذه الآيات, وغيرها في مسائل أخرى, ناتج عن:

اولا: الاستدلال بالايات في غير موضعها.

هذه الاية نزلت في المشركين "المحاربين", لا المسالمين, الذين شهروا السيف وحملوه على الرسول ومن آمن معه. لكن الوهابية, وكل الجماعات الدينية التي سبقتها والتي تلتها, طبقتها على خصومها من المسلمين وليس المشركين, وأيضا حتى على المسالمين الذين رفضوا فكرهم كما فعل الخوارج قديما والوهابية حديثا. وهذا الداعشي الذي داس ضميره وداس أو ديس علقه, أعتبر عدم اقتناع أمه بما تدعوا اليه داعش كفرا, وطبق فكرة البراء على أمة "المسالمة" غير "المحاربة". لو كانت مشركة, وتعبد الاصنام, ماله عليها من سبيل, انما واجبه تجاهها أن يعاملها بالقسط (العدل) والرحمة.

ثانيا: الغاء أولية العقل.

فحتى يتقبل الانسان ما لا يمكن قبوله, وما تأباه فطرته, فلا بد من اسقاط العقل, بحجة ان العقل خاضع للدين, وليس الدين خاضع للعقل. ولكن أي انسان محتفظ بعقله وفطرته, إذا تيقن فعلا أن هذا هو حكم الاسلام, أو أي دين آخر, فالمفروض ان يكفر به فورا اذا كان معتنقه, أو يشك على الأقل في صحة الدين.

عملية غسيل الدماغ تبدأ أولا من اقناع الشخص أن الدين فوق العقل, وأن ليس للعقل حق محاكمة الدين. ويقول الكهنة المسلمون ان العقل ينتهي دوره عند الايمان, فاذا آمنت بصحة الدين, فنحّي عقلك جانيا, وتقبل كل ما يُقال لك وسلم به.

وهذه مصادرة فجة للعقل, فاذا ثبتت الاصول الفكرية (الايمان) بالعقل فمن باب أولى ألا تثبت الفروع الدنيوية (السلوكيات غير العبادة) إلا بالعقل. بل العكس هو الصحيح, ان الاسلام حاول أن يثبت أصوله الفكرية بالتذكير بصحة فروعه السلوكية وانها حسنة يقرها العقل والفطرة.

ان العقل لا ينتهي دوره عند الايمان, فصحة الدين لا تعني عدم تناقض اصوله الفكرية مع العقل بل ايضا عدم تناقض فروعه (غير العبادة) وما يدعو اليه من سلوك مع العقل والاخلاق. لا بل أن محاكمة الفروع مقدم على الاصول لانها هي التطبيق المهم الذي تشقى او تسعد به حياة الانسان, فاذا كانت هناك قبائح سلوكية فلا بد ان هناك خداع وكذب. فقد تبدو الاصول الفكرية متماسكة منطقيا لخداع الناس ثم تمرر تحتها الفروع السلوكية المهلكة.

ــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك كتاب قيم بعنوان أولية العقل, د. عادل ظاهر.



#انور_سلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النبي محمد والحرب الدفاعية والهجومية
- نقد الحوار المتمدن
- مؤسسات المجتمع المدني في العالم الثالث كلام فارغ من المعنى
- العرب والاستعمار والكيل لغيرهم بكيل الاستعمار
- قصة ادم وحواء في التوراة والقران
- خلق الكون في التوراة والقران
- قصص القران تذكير بما في العهدين لا تعريف بقصص مجهولة
- التوراة والانجيل كتابان صحيحان حسب القران
- هل الكفر جريمة تستباح به الحقوق؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انور سلطان - الداعشي الذي اعدم امه