|
ملفان وجوديان يجب الوقوف عندهما
علي عبد الرضا
الحوار المتمدن-العدد: 5039 - 2016 / 1 / 9 - 06:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ملفان وجوديان يجب الوقوف عندهما منذ اكثر من عام سطرت هذه السطور ولا انوي ابدا اجراء اي تعديل او تغيير انهما نتاج فترة زمنية مضت من قبل عام في ظل ظروف سياسية وثقافية مختلفة عما نعيشه اليوم، ولكن المهم ايلاء ظاهرة ركود الاوضاع بدون فرض تغيير مطلوب وضروري وعاجل. اليوم اقف قبل تناول موضوعة الملفات السابقة امام امرين لطالما ترددت كثيرا في طرحهما، لسبب بسيط اننا نخوض وبحق حربا وجودية بكل معنى الكلمة وبكل استحقاق، وترددي ناشئ عن ادراك لخطورة المرحلة والاهمية القصوى لصب كل الجهود لاجل دحر قوى الظلام الشريرة ولئلا يفسر خطابي على انه " لا يخدم في هذه المرحلة " هذين الامرين هم خطاب مفتوح موجه الى السيد الدكتور حيدر العبادي رئيس مجلس وزراء العراق.. الاول : اجد لزاما اخلاقيا سامياعليّ ان انبه السيد الدكتور العبادي الى ما ورد في خطبة الجمعة على لسان ممثل المرجعية الدينية العليا للمسلمين الشيعة في العراق في 7 اب 2015، حيث طالبته المرجعية الدينية بأن ان يكون اكثر جراءة وشجاعة في خطواته الاصلاحية بقوله ان المتوقع من السيد رئيس مجلس الوزراء الذي هو المسؤول التنفيذي الاول في البلد وقد ابدى اهتمامه بمطالب الشعب وحرصه على تنفيذها.. المطلوب ان يكون اكثر جرأة وشجاعة في خطواته الاصلاحية ولا يكتفي ببعض الخطوات الثانوية التي اعلن عنها مؤخراً بل يسعى الى ان تتخذ الحكومة قرارات مهمة واجراءات صارمة في مجال مكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية فيضرب بيد من حديد من يعبث بأموال الشعب ويعمل على الغاء الامتيازات والمخصصات غير المقبولة التي مُنحت لمسؤولين حاليين وسابقين في الدولة وقد تكرر الحديث بشأنها. وطالبت رئيس الوزراء ان يضع القوى السياسية امام مسؤوليتها ويشير الى من يعرقل مسيرة الاصلاح اياً كان وفي أي موقع كان وعليه ان يتجاوز المحاصصات الحزبية والطائفية ونحوها في سبيل اصلاح مؤسسات الدولة فيسعى في تعيين الشخص المناسب في المكان المناسب وإن لم يكن منتمياً الى أي من احزاب السلطة وبغض النظر عن انتماءه الطائفي او الإثني ولا يتردد من إزاحة من لا يكون في المكان المناسب وان كان مدعوماً من بعض القوى السياسية ولا يخشى رفضهم واعتراضهم معتمداً في ذلك على الله تعالى الذي أمر بإقامة العدل وعلى الشعب الكريم الذي يريد منه ذلك وسيدعمه ويسانده في تحقيق ذلك. واشارت الى إن البلد يواجه مشاكل اقتصادية ومالية معقّدة ونقصان كبير في الخدمات العامة وعمدة السبب وراء ذلك هو الفساد المالي والاداري الذي عمّ مختلف دوائر الحكومة ومؤسساتها خلال السنوات الماضية ولا تزال ويزداد بعد يوم بالاضافة الى سوء التخطيط وعدم اعتماد استراتيجية صحيحة لحلّ المشاكل بل اتباع حلول آنية ترقيعية يتم اعتمادها هنا او هناك عند تفاقم الازمات مبينا ان القوى السياسية من مختلف المكونات التي كانت ولا تزال تمسك بزمام السلطة والقرار من خلال مجلس النواب والحكومة المركزية والحكومات المحلية تتحمل معظم المسؤولية عما مضى من المشاكل وما يعاني البلد منها اليوم وعليها ان تتنبه الى خطورة الاستمرار على هذا الحال وعدم وضع حلول جذرية لمشاكل المواطنين التي صبروا عليها طويلا. مذكرة ان الشعب الذي تحمّل الصِعاب وتحدى المفخخات وشارك في الانتخابات واختار من بيدهم السلطة من القوى السياسية يتوقع منهم وهو على حق في ذلك.. ان يعملوا بجد في سبيل توفير حياة كريمة له ويبذلوا قصارى جهودهم لمكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية. وإن "المطلوب من رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي هو المسؤول التنفيذي وقد ابدى اهتمام بمطالب الشعب وحرصه على تنفيذها أن يكون اكثر جرأة وشجاعة في خطواته الاصلاحية"، مشددة على ضرورة "اتخاذه خطوات صارمة في مجال مكافحة الفساد". ونبهت المرجعية: انقضى عام على مطالبتنا بالاصلاح ولم يتحقق شيء على ارض الواقع السيد الدكتور العبادي لم يلتزم بهذا كله ! وجاء خطاب المرجعية الدينية اليوم الجمعة 8 كانون الثاني 2016 مصداقا لهذا. ان كلمات المرجعية اليوم تؤشر الى ازمة ثقة خطيرة جدا برئيس الجهاز التنفيذي للدولة العراقية. هذا مؤشر خطير وجسيم يهدد صميم الوجود العراقي باكمله. وانا اعني كل كلمة كتبتها وادرك مخاطرها. الخطورة العظمى في هذا الامر تكمن في ان السيد الدكتور العبادي قد اظهر عجزا تاما ومطبقا في بيان عزمه على القيام باية اصلاحات جذرية محقة شعبيا ووطنيا ما اكد وقضح الضعف التام لرئيس الوزراء في القيام باية اصلاحات. الامر الثاني : هو ما حصل في قمة الدول السبع الكبار في بافاريا في المانيا في 8 حزيران 2015 حيث تجاهل الرئيس الأميركي باراك أوباما لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يرافقه وزير التخطيط سلمان الجميلي، عقب اختتام قمة الدول السبع الكبار في مدينة بافاريا بألمانيا. شخصيا وللامانة فاني لا اعتقد ابدا ان السيد الدكتور العبادي قد اقترب من اوباما بشكل عفوي وبرغبة طارئة للحديث معه بل اعتقد جازما ان اوباما او احد من المقربين له قد اعلموا السيد الدكتور العبادي برغية الرئيس الامريكي بمحادثته او ان السيد الدكتور العبادي قد طلب بشكل شخصي التحدث الى الرئيس اوباما ووعد خيرا من اوباما شخصيا او احد المقربين اليه بذلك وهذا الاحتمال هو الارجخ في نظري. في اعتقادي ويقيني انه كان على السيد الدكتور العبادي وهو سياسي عريق ان ينتبه منذ الثانيتين الاوليين الى ازدراء اومابا له وتجاهله لحضوره بشكل فاضح مج ما تطلب منه مغادرة الموقع واهمال امر اللقاء مع اوباما. للاسف الشديد ان السيد الدكتور العبادي اوقع نفسه في موقف مشين لا يرفع من شانه ابدا. هذه الحادثة تكررت مرة اخرى عندما تجاهل اوباما الرئيس الاوكرايني بوروشينكو الذي ظهر وبوضوح انه كان ينوي الحديث مع الرئيس الامريكي في فسحة التصوير الجماعي على هامش اجتماع بلغراد للامن. هذين الامرين يظهران بشكل جلي هزالة قيادة الدولة في تحمل مسؤولياتها وحفظ مكانتها. هذا ما ابتلينا به نحن العراقيون. عود الى بدئ وساتناول ملفين خطيرين وهذا ما كتبته عنهما قبل اكثر من عام من يومنا هذا : القضية الكردية ووحدة الأرض العراقية لقد اظهر لي الكثير من المثقفين الاكراد قدم حركتهم التحررية ولإدارة شؤونهم بأنفسهم وحيث تكللت جهودهم بقيام جمهورية مهاباد كما نعرف. ان الاجهاز الدموي على قادة وانصار جمهورية مهاباد قد رفعت وبحدة لا تقبل التأويل طموح الاكراد بأنشاء دولتهم القومية الى درجة لا عودة عن تشكيل وطن قومي للأكراد. منذ النصف الأول من القرن الماضي والاكراد يزيد تصميمهم واصرارهم على تحقيق مبتغاهم وبدوءا بجد في إرساء دعائم دولتهم حجرا على حجر وفي نفس الوقت ينفون بشكل مسرحي طريف طموحهم لإقامة دولة مستقلة. منذ ما بعد الانتفاضة الشعبانية او انتفاضة اذار في أوائل التسعينيات من القرن الماضي توفرت فرصة تأريخيه عظيمة للأكراد بأحكام قبضتهم على كل شبر يستطيعون اقتطاعه من الجسد العراقي ووضع هذه الأراضي تحت القيادة الكردية التي فهمت الوضع الناشئ بشكل جيد ومدهش. واتت احداث ما بعد 9 نيسان 2003 لتعطي للأكراد مجالا قل نظيره بتاريخ الشعوب. اعلان إقليم كردستان وضمانه في الدستور كان اقل بكثير من طموحات الاكراد. وبحق فأنهم لم يقفوا عند هذا الحد التزاما بالدستور وانما اخذوا بتسريع وتكثيف كل جهودهم وزجها في سبيل استكمال مقومات الدولة وتحقيق كل مسببات البقاء والسيادة والاكتفاء الذاتي وتحقيق علاقات دولية تشبه العلاقة ما بين الدول وليس علاقة جزء من دولة ذات سيادة بدول أخرى ! جاءت احداث 10 حزيران 2014 لتضع امر الاستقلال والانفصال عن العراق امرا محتوما لا لبس فيه. لقد وشم الاكراد اسم وعلم دولتهم على اغشية قلبهم ولن تمحى الى الابد! التحالف الدولي لم يظهر عندما كانت عصابات داعش تذبح الشيعة وتطرد المسيحيين وتغتصب وتستلب وتسبي أطفال وفتيات ونساء القوميات الأخرى. ولقد شهدنا بذهول فصل القوات بين داعش من جهة وقوات البشمركة الكردستانية وانعدام الاحتكاك بينهم. وعندما تعالت الأصوات بخيانة البعض وتواطئ الاخرين حصل هجوم مسرحي مضحك لداعش على جزء صغير من أراضي الإقليم. عندها فقط ظهر التحالف الدولي المشبوه تماما وتحركه فورا لدعم سلطات الإقليم وتزويد قواتها وجيشها الخاص بكل أنواع الأسلحة وبمعزل عن التنسيق مع الحكومة الاتحادية في بغداد. لقد تعاملوا وبكل صلافة مع إقليم كردستان وكأنه دولة بذاتها وليست جزء من دولة ذات سيادة. هذه كانت صفعة موجعة للحكومة العراقية. ما ان بدء التحالف الدولي عملياته الجوية بالأجواء العراقية حتى لاحظنا انكفاء مسلحي داعش من المس او الاحتكاك بالإقليم. زعامة إقليم كردستان بداءت حينذاك بالتحرك العلني وبكل جراءة لفرض نفسها كأجهزة دولة لا إقليم وسارعت بكل حمية لتضع يدها على أجزاء أخرى من العراق ووضعها تحت علم كردستان وسهل لها ضعف او تشرذم وتمزق الحكومة الاتحادية لاستلاب مناطق شاسعه واعلانها أراضي كردية ولتقرئ الفاتحة على المادة 140 من الدستور. ولم تكتفي القيادة الكردية بذلك بل اخذت تتدخل في صراعات عرب العراق من سنة وشيعة ومالت مرات عدة وبوقاحة مفرطة الى جانب العشائر السنية المتمردة على الحكومة وهي تعرف معرفة اليقين توجهات هذه العشائر ( المنتمية ) الى داعش. هنا انكشفت الأغلبية الشيعية بشكل مفجع، ولكأنها أي قيادة كردستان تعطي الضوء الأخضر لداعش للقيام بمجازرها المروعة. ان اعمال التقتيل التي قامت بها داعش بحق بعض أبناء بعض العشائر السنية ما كان الا لأرسال رسائل شرسة الى القلة القليلة من سنة اهل العراق الذين لم ينتموا بعد الى داعش كما فعل اخوتهم من الأكثرية المطلقة من عشائر وقبائل السنة في العراق. انها صورة مروعة عاشها ويعيشها أكثرية ( الشعب ) العراقي المطلقة. ابدا لا يوجد أي نفس عرقي او طائفي انه سرد للوقائع الملموسة من أبناء ( الشعب ) ولأجل ان لا يكتب التاريخ بشكل مزور كما تعودنا على امتداد عشرات القرون. ان مسلك القيادة الكردية قد اساء بشكل مفرط للعلاقة الكفاحية التي ربطت الشعب الكردي واكثرية ( الشعب ) العراقي. انا على قناعة تامة ان ما حصل من اضرار جراء مواقف ( ال ) مسعود لن يكون من الممكن إصلاحها ولن تنفع كل التصريحات الزائفة ان تعيد الحياة لعشرات المئات من سبايكر وتلعفر وغيرها من المجازر. لا يجب ان ندفن رؤوسنا في الرمال والتذرع بحجة مقاومة الإرهاب. نعم كل الجهود لدرء الخطر المحدق بوطننا ولكن جزء مهما من هذا الجهد يتمثل بترصين صلابة الجبهة الداخلية. الاكراد لا هم لهم ولا شاغل الا الاستيلاء وبكل سرعة على مزيد ومزيد من الأراضي ( العراقية ) ومازلنا لم نلمس تعرضات عسكريه من البشمركه جادة في مقاومة داعش والادهى من ذلك يتوجه التحالف الدولي للمزيد والمزيد من الدعم العسكري واللوجستي لجيش الإقليم، والتعاطي بلا مبالاة مع مناشدة الحكومة الاتحادية للتحالف لمد يد العون لما تبقى من الجيش العراقي والحشد الشعبي. هنا يطرح السؤال وبكل جدية ومعرفة بالأخطار المهولة التي تواجه الوحدة الجغرافية ل ( العراق ) ماذا نحن فاعلون ؟ لا يجوز التهاون في تناول هذه القضية ودراستها والتعرض لها بنفس الوقت كما يحدث في مقاومة داعش. ابدا انا لا ادعوا الى عمل عسكري مع الكرد انا اقف وبصلابة ضد أي قتال بين مكونات ( الشعب ) العراقي. يجب مواجهة الحقائق على الأرض بدون أي تساهل او تراخي. مصير ( وطن ) يتقرر الان في ساحات الحرب الشرسة ضد داعش وداعميها وحواضنها. المؤلم واقولها بصراحة تامة ان أبناء الشيعة هم من يتحملون الجزء الأكبر اطلاقا في مقارعة داعش نيابة عن أبناء المناطق التي استلبتها داعش وأهلها في جلهم انتموا الى داعش ! انهم يقدمون القوافل اثر القوافل من الشهداء البررة. فيما تقوم الأطراف الأخرى بكشف جبهتهم او بذبحهم كالأنعام. يا للمأساة !!! ان داعش كما يمكننا ان نراها تحولت من ورطة بيد من اسسوها الى أداة وطنطل بيد داعميها ومسانديها، وهم هم نفسهم من اسسوها، للإيغال في اضعاف الشيعة بالعراق وتقزيم دورهم في مراكز القرار العراقي. ان داعش ومن خلفها يستخدمون الأوضاع الحالية المأساوية بحق بين مكونات ( الشعب ) العراقي لتحقيق الحلم | القرار بأنشاء شرق أوسط جديد او كبير او متوسطي. تعددت الأسماء والموت واحد. لا مناص الا في تناول الموضوعة هذه قبل ان تستعر الخلافات على الأراضي والموارد والسلطة وتتحول من كلمات الى زخات من الرصاص اذا انطلقت فانها تنال بمقتل وتنجر حينها البلاد والعباد والحجر والشجر والماء والمياه والطير والحيوان الى نزاع مسلح يمكننا ان ندراءه من الان بالحديث وبكل صراحة مع ( الشعب ) ووضعه في الصورة بشكل كامل واشعاره بحق وجدية تامة بعيدة عن حفلات الأناشيد على ( العراقي ) وغيرها ما يذكرنا بالحرب المجرمة على ايران والكويت قولوا للشعب ما انتم فاعلوه واخبروا الشعب باحتياجاتكم ووضحوا له كم من الزمان ومن المعاناة تتوقعون وبعدها ستنفرج ؟ ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ! تناولنا احتماليات ما تصل اليه القضية الكردية في ( العراق ) واعتقد جازما ان الجميع قد اقتنعوا خيارا او غصبا على ذلك. هذا يعني ان علينا ان نشرع بالدراسات الجادة حول تطورات الاحداث وتقليب جميع الاحتمالات داخليا ومع المحيط المجاور، والاهم من كل ذلك دراسة كيف يمكننا تجنب صراع دامي مع الاكراد على المناطق والحقوق والموارد الطبيعية والوضعية القانونية للأكراد القاطنين خارج حدود النفوذ الكردي المتنامي على الأرض ( العراقية ) ومسائل عديدة أخرى على درجة من الخطورة والتأثير على كل الأوضاع. الندم وعض الأصابع لن ينفع. واعتقد جازما ان التاريخ سيلعن كل من تسبب بوصول الأمور الى هذا الحد، فلقد توافرت فرص عديدة لحل القضية الكرية بلا حروب ومأسي نزلت على الاكراد وولد الخايبه من الوسط والجنوب. نعود الى ملف قضية السنة في العراق. من الواضح والجلي وحسب ما اعلنوا هم انفسهم بلا مواربة ولا خجل موقفهم الرافض لتواجد ( المعدان ) على ( أراضيهم ) وهم يضغطون بشدة وقساوة مفرطة على القوى الدولية والحكومة الاتحادية من اجل تسليحهم بكل أنواع الأسلحة. انهم ببساطة يريدون ( تشكيل ) ( بيشمركتهم ) لكن الحقيقة ان لديهم الكفاية من الأسلحة المخزونة من عهد هدام البلاد والعباد والتي اخفوها بعناية واخرجوا فسما منها وسلموه لداعش ( المدافع الصلب والعنيد ) عن حقوق اهل السنة المظلومين !!! امر محتم وحاصل فعلا على الأرض ويعرفه الجميع ان اكثر من 70% من عشائر الشمال الغربي والغربية قد احتضنوا الدواعش والتحق بها رجالهم. وهؤلاء هم اكثر الافراد عدائية وشراسة وعدوانية والاحداث على الأرض تؤكد ذلك. الان السنة الباقين ( خارج داعش ! ) يضغطون ويبتزون مستعملين ( خراعة داعش ) بوجه القسم الأكبر من ( شعب ) العراق والعالم، وهذا بالضبط ما ورثوه من صدام وما قاموا هم بتعليمه لداعش هذا من جانب ومن جانب اخر اين ذهبت الأسلحة المسلمة للصحوات سابقا هل ( اكلوها ) ( باح ). لاحظوا ان داعش لم ترتكب هذه الفظاعات المروعة فبل ( دخولها ) الى ( العراق ) او لنحدد اكثر قبل انضمام العشائر والقبائل السنية الى داعش ! وملاحظة أخرى هي تصريحاتهم المدافعة عن ( أراضي اهل السنة ) بوجه هجمات الميليشيات الشيعية والتي يدعون كذبا انها تقوم بذبح أبنائهم وتغتصب نسائهم وتحرق وبيوتهم ! الله اكبر !!! تره صدك ( الشيعة ) ( ظلام ) امامنا واقعان تعزيز التسلح بينهم وتحديد حدود النفوذ أي استنتاج نخرج به ؟ واذا اضفنا الى ذلك جوقات التطبيل والتزمير ودعوات تبييض صفحة البعث المجرم من عدة قنوات تلفزيونية معروفة وفي مقدمتها الجزيرة القطرية واجتماعات عديدة تعقد في الأردن وإقليم كردستان ومدن وعواصم عربية وتركية وأوروبية وحتى في داخل أمريكا . الكل يعرف بهذه الاجتماعات وكثير يعرف محتواها !!! المروع جدا هو ما سيحصل من صراع على الحدود والموارد الطبيعية. ندائي للسنة ان يجعلوا الدستور حكما وان تجرى تعديلات دستورية تعطي ضمانات موثقة تزيل كل المخاوف تعديلات من طراز الكل فائزون. ان إمكانية العيش المشترك ما زالت موجودة ولكن المفجع ان ثلاثة ارباع السنة لا يريدون العيش مع الشيعة. اذن ما لعمل ؟ بقناعتي ان الاحتمالات المستقبلية ضئيلة جدا وبدأت بالنفاذ. الامر مفجع حقا. نعم انه امر معروف ومفهوم ان كل القوى السياسية العراقية قد ناقشت هذه الأمور والاحتمالات ولكن بشكل داخلي في كل جماعة سياسية واعتقد انه جرت ملامسته بتحفظ شديد مرات قليلة جدا ما بين هذه القوى. لا نعرف كثيرا عما الت له المناقشات ولكن كل معطيات الاحداث تشير وبقسوة الى ان القوى السياسية متأخرة جدا في معالجة الأمور وان الاحداث تتوالى وتخرج عن إرادة ( السياسيين ) الطموح السني مدعوم وبقوة من قطر والسعودية وبعض مشايخ الخليج وبلدان عربية وتركيا والغرب. هذا ( الإقليم - الدولة ) سيستولي على أراضي تمتد الى الحدود السعودية فأنه امر مفهوم انه لا توجد مقومات للبقاء لهذا الكيان الجديد بدون ربطه بشريان الحياة من شبه جزيرة العرب الى شواطئ تركيا ومنها الى أوروبا. اذن انتفت كل مقومات العيش المشترك بين المكونات الرئيسية في العراق ولم تتخذ اية إجراءات ملموسة لدرء هذا ( التدهور ) ليس هناك جهة واحدة نؤشرها كونها المسبب لكل ما سيحدث رغما عن انفنا. الجميع يتحملون المسؤولية. وحتى اذا اخر الاكراد رحيلهم من ارض العراق، وحتى اذا تمهل اهل السنه في مسيرهم، فأن نفوس الأغلبية المطلقة من المكون الأكبر في العراق قد سئموا من الذبح وقطع رؤوسهم ورميهم بالرصاص وحرقهم احياء وتهجيرهم من أماكن سكناهم وسلبهم كل ما يملكون. انهم قد سلبوا من كل شيء وحياتهم أصبحت مرة اكثر من العلقم ولسان حالهم يقول الى متى ؟ وهناك غضب عارم واستياء شديد من حالات الفساد والخذلان لشبابهم الذين يذبحون يوميا او تفجر مناطقهم وبيوتهم، الى متى ؟ اخبرونا لماذا يكون على أبناء المكون الأكبر في العراق ان يحمل الحمل الثقيل المطلق من التقتيل اليومي، ولماذا يقومون بتقديم حياتهم لتحرير مناطق اهاليها لا يريدونهم ان يدخلوا الى ( أراضيهم ) ؟؟؟ الجو مملوء بعشرات ومئات الأسئلة ويبدو الامر انه ليس هناك من يهتم بشكل جاد للتصدي لهذه الأمور. صدقوني ان ترك هذه الأمور بدون معالجة وبالتوازي مع عمليات مكافحة داعش وغيرها سيجلب علينا ويلات لا تحمد غقباها. ( وانا اكتب هذه سمعت من الاخبار المتحدث من البيشمركة يقول ان المعارك مع داعش كانت بسيطة جدا ) هذا مفهوم لان مهمة داعش ليست مقاتلة الاكراد ولا ذبح السنة وكلنا يعرف الشعار الرئيسي لداعش وتقديم نفسها كحامي وحيد ( ومشروع ) عن اهل السنة. اصحوا !!!
#علي_عبد_الرضا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لأجل غد تصان به حرمة الإنسان والأرض
-
الماركسية : رفض الاستغلال أم رفض الدين ؟
-
من مقدمة : حول الاسلاميات
-
التشكيك بكل شيء هو الباب الوحيد لليقين بكل شيء
-
رسالة مفتوحة إلى سماحة المرجع الديني الأعلى سيدنا سيد علي ال
...
-
توجيهات ام ثورة ؟
-
رسالة مفتوحة الى السيد د. حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء الع
...
-
إما النصر ... أو الانتصار !
-
يجب اعادة كتابة كل الموروث الديني بصدق !
-
ايران الفرس وأمريكا والمعدان وحواضن العدوان
-
إما انتم مع الحق ... وإما انتم مع الباطل !
-
فرخنده منم !
-
حديث من القلب والعقل الى القلوب والعقول
-
ما بكيت الشباب إذ رحل
-
ولكن من هي الحكومة التي يقصدونها ؟
-
يومَ استشهدَ العراق بكل قامته ... وحوار عراقي بالمدّس
-
حوار قصير عن الخلاف الطائفي في المجتمع العراقي
-
ليش نسكت ...
-
خلاف طائفي ام سياسي وما العمل ج 7 - التقسيم وبعد ج 6 - الباب
...
-
خلاف طائفي ام سياسي وما العمل ج 6 - التقسيم وبعد ج 5 - الباب
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|