|
همهمات عشق لوطن ينعم بالاستقلال الثاني
مصطفى المنوزي
الحوار المتمدن-العدد: 5039 - 2016 / 1 / 9 - 00:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الحاجة إلى تأهيل ديناميات الحماية الاجتماعية و العمل النقابي والدفاع المدني ، عنوان عريض ومكثف ، سنضطر لترديده على امتداد عهد ما بعد دساتير سنوات الرصاص ، ذلك العهد الذي لايريد أن يمضي قدما، بتوقف مسلسلات التجاوز وإجهاض كل التراكمات التي من شأنها القطع مع الانتهاكات والخروقات الجسيمة وغيرها ، سنظل نردد هذا المطلب تجاه الدولة وتجاه أنفسنا ، في إطار نقد الذات دون جلدها ، فنحن في وضع حساس جدا ، تحاصرنا هشاشة الأفق والقوة والتواصل البيني ، دون الحديث عن انهيار قيم الديموقراطية الداخلية ، واستئساد البيروقراطية النقابية والأريستوقراطية العمالية ، واقعا وتمثلات ، وتحول العمل الجماهيري ، في جميع واجهاته وتداعياته الاجتماعية والنقابية والجمعوية والقطاعية والفئوية ، واتخذ منحى الابتزاز الانتخابي والسياسوي أو الارتزاق المادي والنفعوي ، طبعا علينا أن نقارب هذا التشخيص السريع بنسبية عالية جدا ، ولكن بكثير من الجدية والمسؤولية ، فرغم أن سؤال « من يؤطر من ؟ » يطوق طموحنا ، منذ سنوات ، فإنه حان الوقت لتقييم مسار استراتيجية النضال الديموقراطي ، باعتبار أن سلوك الدولة الاجتماعي والأمني هيكلي ، ولا يمكن أن يتجلى واضحا في السياسات العمومية ، بقدر ما يهمنا الانكباب علي الاختلالات التي تنخر الشرط الذاتي لكل الهيئات والتنظيمات ، وصحيح أن الاستعمار والقمع المنهج والاضطهاد السياسي أنهك قوى التحرر والديموقراطية والتقدم عالميا ووطنيا ، لكن هذا لايبرر تراخينا وخفوت وهجنا الكفاحي ، حتى لا نقول « القتالي » ، فهل الأمر يتعلق ، فقط ، بتحريفية شابت الخطوط السياسية والخيارات الاستراتيجية / الفكرية أو المذهبية ؟ أم أن هناك تسويات وتعاقدات فوقية لا زالت تقيد المعنيين بتدبير القضايا المصيرية للوطن ، منذ حركة التحرير الوطني ، إلى الانخراط المدني في مطلبيات الديموقراطية التشاركية وتعثرات مطلب الديموقراطية التمثيلية وما رافقها من تدليس وتزوير للإرادة الشعبية ، وتشكيك في هويتنا الجدلية والمتعددة ، وتخوين لمعتقداتنا وقدراتنا وإهدار لطاقاتنا وطمس لبوصلتنا ، يبدو أنه ينبغي استخلاص الدروس من الأخطاء المقترفة من قبل القيادات ، التي كانت وطنية قولا وواقعا ، ولكن لم تفلح في أن تتمثل الفكر الديموقراطي وثقافة الاختلاف والتعددية والتنافس الشريف ، ولم يكن يميزها ، عن الحاكمين سوى فقدان السلطة والقوة ودعم « الخارج » ، وبذلك يمكن الإقرار بأن تاريخنا السياسي ، تعايش قسرا مع الواقع المرير ، الذي عنوانه سنوات الجمر و مقتضيات الحكم الفردي المطلق ، التي هربت الحلم الاستقلالي وأجهضت اللحظات الديموقراطية في المهد ، مما أفقدنا حلقات كثيرة ، مهيكلة ومؤسسة ، وسهل عمليات إضعاف المواقع والمواقف ، فانخرطنا في مسلسلات الإنقاذ والتسويات ، والتي ضاعفت من هشاشة الديناميات والمبادرات ، حيث استثمرها النظام السياسي لفائدته بدل الوطن أو الدولة علي الأقل ، مما يستدعي ضرورة العمل على تأهيل الذات ، بعد فتح نقاش عمومي ، لتقييم العلاقات وتقويم الإعاقات ، من خلال تقييم مسار تفعيل التعاقدات ، وحتى التسويات ، اعتبارا من وثائق الاستقلال ، وثائق متعددة ونوعية ، وتوصيات المناظرات وكذا التسويات التي تحولت إلى صفقات ، باسم التراضي والتوافقات ، ولعل أهم ما ينبغي التركيز عليه ، هو تحليل مقتضيات تصريح فاتح غشت وتوافق فاتح محرم الشهيرين ، المهيكلين لما يسمى باستثباب السلم الإجتماعي ، والمتعارض مع قانون الصراع الاجتماعي والنضال النقابي والسلمي المشروع ، ولما لا ؟ البيئة التي وفرها لتسهيل التناوب التوافقي حول تدبير الشأن العمومي ، وما نتج عنه من قرارات حكومات المجاز والظل والواجهة ، وما تقييم أهمية دور الأحزاب في هذا المجال ، ومدى نجاعته وجودته ، سوى لكون النقابات تابعة لها وخاضعة لناموس الذيلية والالحاقية ، المضرة بالحرية والاستقلالية في الاقتراح والقرار ، فلا يمكن بتاتا تجاهل مصادر قرار شن الإضرابات العمالية المغلفة أو المؤطرة ، إن صح التقدير ، للانتفاضات الشعبية ، وكل ذلك من باب النقد والمحاسبة ،على الأقل في علاقة ذلك بالكلفة وحجم التضحيات ، ومن باب رصد مؤشرات التكرار ، تكرار الانتهاكات الدولتية والأخطاء الذاتية ، فماذا حققنا ، بعد كل هذه المسارات والاخفاقات والتعثرات ؟ بل ما الذي لم يتحقق رغم كل التضحيات ؟ أسئلة وغيرها كثير ، نطرحها على أنفسنا في ظلال الاحتفال بذكرى تحرير وثائق المطالبة بالتحرير ، وما يقتضيه الأمر من احتفاء بالمغاربة الذي ضحوا بالحياة المقدسة كحق مطلق ، مع التشديد ، أسفا وتحفظا وحسرة ، على التوجسات والهواجس التي تنتاب جيلنا المخضرم ، وتؤرق راحة انشغالاته ، والتي تفاقمت إلى حد فوبيا مزمنة ، تسكن بين ثنايا ثنائية الانعتاق من أجل الحياة والاعتقاد في سبيل الممات ، أي وفاة الوطنية و الروح النضالية وإعدام الكرامة الإنسانية ، فإذا كاتن ثورتنا موؤودة فلا خلاص إلا بالثورة على كينونتا وعلى البيئة المنتجة لتراخينا عوض تاريخنا ، مصطفى المنوزي منسق فضاء الزمن الاجتماعي والتواصل التاريخي
#مصطفى_المنوزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حملة شبكة أمان لجمع التوقيعات لمراسلة ملوك ورؤساء شمال افريق
...
-
حملة لجمع التوقيعات لمراسلة ملوك ورؤساء شمال افريقيا ولشرق ا
...
-
ذكاء الدولة ليس بالضرورة اجتماعيا
-
لا خيار ثالث دون ثورة فكرية ثالثة
-
ليس الريع مستقلا عن الفساد كمظهر للاستبداد
-
مات المخزن ولم يمت المفهوم والتمثلات
-
البعد الحقوقي والديموقراطي وتحديات مقاومة زمن الإرهاب
-
من أجل أنسنة العلاقة بالاتصال والحوار
-
من أجل ربط الحق في التنمية بالحق في الأمن الإنساني
-
بيان صادر عن سكرتارية شبكة أمان
-
في الحاجة إلى تحيين منهجية النقد الذاتي
-
رسالة إلي كل من يهمهم الأمر
-
الذئبان والثعلب
-
حديث الجمعة 01
-
الآن فقط فهمت
-
تحصين السيادة الحزبية مدخل لدمقرطة التعاقدات السياسية
-
حديث الجمعة
-
لماذا أنا ضد المطالبة بالمنع؟
المزيد.....
-
نجل ترامب يرد على تقارير حول تدخله وشقيقه في اختيار المرشح ل
...
-
القاهرة: إسرائيل تشن حرب إبادة ضد غزة
-
الداخلية السورية تصدر بيانا بعد ضجة على مواقع التوصل عن حالا
...
-
دراسة: المشروبات الغازية واللحوم المصنعة تزيد من خطر الوفاة
...
-
حل مبتكر لمنع اختراق الأجهزة المنزلية الذكية للخصوصية
-
عواقب الكسل المفرط
-
تحذيرات من طرق احتيالية جديدة لاختراق حسابات -تليغرام-
-
-نيوزويك- تكشف خطة ألمانية لإرسال مئات آلاف من جنودها وعناصر
...
-
ميرسك تحذر من -تداعيات عالمية- بعد اضطرابات البحر الأحمر
-
رئيسة بلدية باريس تسبح في نهر السين في تأكيد لنظافته قبيل اف
...
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|