أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - تبديد حلم الاستقلال الكردستاني... كردياً














المزيد.....

تبديد حلم الاستقلال الكردستاني... كردياً


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 5038 - 2016 / 1 / 8 - 23:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من لايتمنى تحقيق حلمه الجميل, فما بالك لو كان الحلم شعبياً شاملاً بقيام دولة مستقلة, لكن يبدو ان قادة الاكراد اول من خذلوا جماهيرهم بأنتهاج سياسات عدمية انانية, تخلق للأقليم العراقيل والعداوات وتجرده من عناصر قوته ومنعته.
فلقد كانت الصراعات الداخلية التي اشعلها استئثارالسيد رئيس الاقليم مسعود البارازاني المنتهية ولايته برئاسة الاقليم واصراره على البقاء وتعطيل المؤسسات الديمقراطية كالبرلمان عن العمل بعد طرد رئيسه نتيجة خلافات سياسية ثم الشلل الذي يعتري دوائر الاقليم الحكومية نتيجة اقالة وزراء حركة التغيير, أدخل الأقليم في دوامة المشاحنات السياسية وأضرّ كثيراً بالتجربة الكردية الغير مكتملة اصلاً.
كما ان الكثير من الانتقادات الشعبية تثار حول الطبيعة العشائرية في توزيع المناصب العليا وتركيزها بيد عائلة البارازاني, وهي بالتأكيد مشكلة بنيوية تتعارض مع المبدأ الديمقراطي الصحيح.
ووجه الأنكفاء السياسي الاكبر كان القرار الغير حكيم بأستبعاد حركة التغيير كوران عن مواقع القرار وهي التي تميزت عن الاحزاب الكردستانية الاخرى, كونها حازت على اصوات الجماهير ببرنامجها البديل وفرضت نفسها ديمقراطياً وبجدارة, رغم حداثة تكوينها, ولم تكن جزءاً من الصفقات المسبقة التي عقدتها الاحزاب الكردستانية المعروفة قبل الانتخابات.
لقد اظهرت الازمة الاقتصادية بسبب تراجع اسعار النفط التي تعصف بالأقليم حقيقة ما سمي ب " المعجزة الاقتصادية في كردستان العراق " والتي تبين انها مجرد وهم يتعكز على مظاهر اعمار لاتستند على اساس اقتصادي وقاعدة تحتية, بل اعتمدت على تصدير براميل نفطية وبعض الاستثمارات الخارجية التي انسحبت بمجرد ظهور بوادر العجز الاقتصادي, اضافة الى الأعتماد الاكبر على حصة الأقليم من الخزينة المركزية البالغة 17% لتمشية اموره. فقد شرب القادة الاكراد في اربيل من نفس الكأس الذي شرب منها حلفاؤهم في المحاصصة في بغداد, بعدم توجههم لايجاد مصادر دخل بديلة.
كما تُثار الكثير من الشكوك حول احتكار اشخاص مقربين من الرئيس البارازاني للمعلومات الخاصة بتصدير النفط ومصير ايراداته التي تحول الى حساب خاص, وعدم معرفة ابناء الشعب بوجوه صرفه.
ولابد من الاشارة هنا انه حتى مظاهر الاعمار في الأقليم هذه, التي هي مصدر فخر لنا, والتي يجري الحديث عن عائدية بعضها الى افراد متنفذين في الحكومة, ما كانت لتنجز لولا ارادة مقاتلي البيشمركة المفعمين بالوطنية والنقاء الذين قاتلوا نظام صدام الدكتاتوري وفرضهم انجازها, قبل ان يجري استبعاد غير المريحين منهم وتحييد بعضهم وتدجين البعض الآخر بالامتيازات والوظائف.
كما ان السياسة الخارجية لحكومة الاقليم بأنتهاج سياسة المحاورمع السعودية وتركيا وقطر, وعموم المواقف السياسية الاخيرة المتناغمة مع سياسات هذه الدول قد ولدت لها عداوات اقليمية هي في غنى عنها. فقد تكون هذه التحالفات مفيدة على المستوى القريب ولكنها لن تكون في صالح الدولة المنتظرة, التي سوف تكون دولة غير قابلة للحياة بسبب تدخلات الدول. فاذا كانت تركيا والسعودية تلتقي مع رئاسة الاقليم في تقسيم العراق الى دويلات فانها سوف لن تقبل بدولة كردية فاعلة بل بتابع ذليل ينفذ سياساتها, خصوصا ً وانها ستكون محكومة بالتبعية الاقتصادية. فالسعودية حتى لو دعمت الدولة الكردية بعد تقسيم العراق, فانها لاشك ستحاول توريطها في مغامرات ضد الدويلات المحاددة لها, ثم الضغط على الدولة الفتية للتخلي عن مظاهر العلمانية, والتي ينظر العراقيون لها بعيون الامل, والتي ستتميز بها كردستان عن الدويلات الطائفية الناشئة.
اما الدولة التركية فليس من ضرورة لتبيان حقيقة مواقفها من القضية الكردية وعدم الثقة الشعبية برئيسها اردوغان, الذي قد تغريه الفوائد الاقتصادية المكتسبة من الاقليم المستقل كمصدر للنفط وسوق تصريف لمنتجاته, لكنه يريدها دولة خاضعة لارادته وبأستقلال شكلي, يمكن استغلالها كشرطي منطقة وحائط صد للاكراد الآخرين وخاصة البه كه كه.
كما لايمكن ان ننسى بأن سياسات تصديرحكومة الأقليم للنفط العراقي بشكل غير شرعي أضرت بصورة الاقليم الدولية, تجارياً ودبلوماسياً بسلوك حكومته طرقاً لا قانونية في التعامل التجاري. كما ان ما يتداول عن تعامل نفطي حكومي كردي مع داعش, أضر بنظرة اوربا ودول الغرب للاقليم ومصداقيته في محاربة الارهاب.
ورغم التودد الكردي للامريكان والاستعداد لتقديم كل ما عنده للحصول على الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري الامريكي لكسب موقفاً مؤيداً للاستقلال فان المصالح الامريكية مع العرب والعراقيين تبقى اهم لديها منها مع الاكراد.
ان مجموع السياسات والمواقف التي اتخذها قادة الاقليم هي التي ستؤدي الى تبديد حلم الاستقلال قبل اية مؤامرة تُحاك هنا او هناك.
كما ان تكرار تصريحات القادة الاكراد عن فشل الدولة العراقية, اصبحت مجّة. فهم في حقيقة الأمر جزء من هذا الفشل, لابل هم وانجازاتهم رضعوا من درّه المرّ. وهم مدينون لهذا الفشل ببعض النجاحات التي حققوها, وكان بعضهم عناويناً لهذا الفشل أسوة بمحاصصيهم من احزاب الاسلام السياسي.
وان كنا نتمنى لكردستان الاستقلال الناجز, فأننا لانتمناه بهؤلاء القادة بالتأكيد.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يالولع الأسلاميين بالمنع والتحريم !
- طلب الحقوق... تناسى الواجبات
- رغم كل شيء... عيد ميلاد مجيد لأهلنا المسيحيين
- إرتهان اقليم كردستان لأرادة أردوغان !
- الطبخ على نار سبايكر جديدة !
- اسقاط الطائرة الحربية الروسية - جرّ العالم المتحضر لحرب ينتف ...
- مباديء التسامح كسلعة للأستهلاك !
- دعونا نستمتع بحياتنا الفاشلة !
- هل ستدخل تمارا الجلبي السياسة العراقية من باب محاربة الفساد ...
- لن تجعلوهم هنودنا الحمر !
- جوزيف صليوا - شنو هالأحراج !
- على طاري,- بلغ السيل الزُبى - وغرق بغداد
- عملية الحويجة - رابح واحد... خاسرون كثر !
- ضياع 76 مدرعة - لغز لا يلتبسه الغموض
- هيْ يا أنتم, ألا تخافون - يوماً عبوساً قمطريرا - (1) ؟!!
- مرحى للهبّة الشعبية ضد الفساد في كردستان العراق !
- سُبة - القائد الضرورة- الموجعة
- اشادة بالتظاهرات... اختطاف المتظاهرين
- إشادة بالتظاهرات... إختطاف للمتظاهرين
- قرار حجب المواقع الاباحية- هروب من ارض الواقع الى الفضاء الا ...


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - تبديد حلم الاستقلال الكردستاني... كردياً