أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سندس القيسي - الأوروبي البدوي!














المزيد.....

الأوروبي البدوي!


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5038 - 2016 / 1 / 8 - 22:47
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    



يفخر بعضنا بارتداء أفخر معاطف الفرو الاسكندينافية، التي تتطابق مع أحذية الجلود الطبيعية الايطالية، ولفحات الكشمير والطواقي الصوف الانجليزية الصنع، ولا ننسى الساعات السويسرية والعطور والحرائر من الماركات الفرنسية.

وبما أن منظرنا الخارجي يوحي بأعلى درجات التحضر، فهل ذلك يعني أن مكنوناتنا الداخلية تشي بالتحضر والرقي والتحرر والديمقراطية؟ أم هل نحن من محبي ومتبعي الموضة؟ أم أن هناك ما نحاول أن ندفنه ونخفيه داخل أنفسنا؟ هل ذلك يعني أننا أصبحنا أوروبيين قلبا وقالبا ومن هو هذا الأوروبي الذي نريد أن ننافسه على أوروبيته؟

بالنسبة لي الأوروبي ليس أكثر تحضرًا مني ولا هو أقل بدوية مني. ولو لم يكن الأوروبي بدويا لما كانت ردود فعل دوله ليس فقط جمعية بل ومتوافقة فيما يخص الآخر الذي هو نحن. ولما كان ملوك وملكات أوروبا أبناء عمومة وذوي قرابة دم ملكي!

فنحن منذ وجدنا كمسلمين وعرب وهم ينظرون إلينا غزاة من وراء البحار ولم تتغير المعادلة كثيرا منذ ذلك الوقت فنحن الخطر كله ونحن الخوف كله ونحن الآتين لمحوهم. وإذا فكرنا فيها قليلا، سنجد أن المعادلة قائمة فلون بشرتنا يفضحنا وديننا ليس بدينهم ونحن لسنا لا من أوروبا الغربية ولا من الشرقية. وعلى المهاجر العربي أن يحاول الانخراط أو الاندماج في هذا المجتمع أو فليجلس في ركن المجتمع وحده دون أن يصدر صوتا أو ضجيجا.

وإذا خرج بعضنا عن السرب وتسبب بانفجار أمني، فكل الأصوات الأوروبية التي لا تثبت إلا مدى بداوتها وبدائيتها ونفاقها وهزال حجتها الديمقراطية تصعد مطالبة بعقاب جماعي ضدنا دون مبرر أو مسوغ وتتوقع منا مرة تلو أخرى أن نقدم فروض الولاء والطاعة وان نعتذر عن شيء لم تقترفه أيدينا!

وإذا حاول أحد منا أن يتكلم عن العنصرية المتفاقمة فإن الرد يطالبنا بالعودة إلى بلادنا تلك التي خربوها باستعمارهم لها ثم بتدخلهم الدائم فيها وجل حلمهم أن يعودوا بخيالهم إلى الإمبراطورية الرومانية، والتي نحن استولينا عليها.

أنا لا أشمل في حديثي هذا أحرار وشرفاء أوروبا، لكن الضغط المتنامي ضد الجاليات العربية يجعلنا نعيش في رعب يشبه الرعب الذي عشناه في بلادنا التي تركناها كي نلبس الفرو والكشمير والجلود الطبيعية والساعات السويسرية وكي نذهب إلى المدارس والجامعات الأوروبية التي تمنح أفضل غذاء للعقل والوجدان ولكي نتحدث اللغات الأجنبية بطلاقة ونصادق ونحب الأوروبيين الرائعين ولكي نستفيد من ديمقراطيتهم ولكي نحلم معهم و نحقق أحلامنا مثلهم بدل من أن تنهار أحلامنا أمام جدران القمع وسياط الواقع الرذيل. أردنا أن نشرح لهم قضايانا كي يفهمونا كي يحبونا. أردنا أن نريهم وجها جميلا للعروبة. فماذا وجدنا بعد ذلك؟

وجدنا ما وجده أخوتنا السوريون الذين حاول الإغريق عفوا اليونان إغراقهم في مياه شواطئهم الباردة. وجدنا رفضا مسبقا وقاطعا وجدنا ظلما -نعم ظلما في أوروبا! وجدنا أشياء كثيرة أيضا ممتعة وحلوة ولكن الزين حلف ما يكمل. فما فائدة أي من ذلك إذا لم يكن هناك مساواة واحترام. ولو لم يكن الأوروبي أكثر بداوة منا لما وضعنا في خانة اليك من الأول للأخر وهو بدوي بعيون زرق وشعر أشقر كمان.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الدفاع الروسية: قوات كييف استهدفت بنى الطاقة 8 مرات في 24 سا ...
- نواف سلام يبحث مع أبو الغيط الوضع في لبنان والمنطقة
- ليبيا.. حرائق غامضة تلتهم 40 منزلا في مدينة الأصابعة خلال 3 ...
- رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام يصل إلى دمشق حيث سيلتقي بال ...
- -يجب علينا تخيُّل العالم ما بعد الولايات المتحدة- - الغارديا ...
- الجزائر تمهل 12 موظفا في سفارة فرنسا 48 ساعة لمغادرة أراضيها ...
- -ديب سيك - ذكيّ ولكن بحدود... روبوت الدردشة الصيني مقيّد بضو ...
- انخفاض تعداد سكان اليابان إلى أدنى مستوى منذ عام 1950
- جدل في الكنيست حول مصر.. وخبير يعلق: كوهين أحد أدوات الهجوم ...
- وزير خارجية فرنسا يدعو لفرض -أشد العقوبات- على روسيا


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سندس القيسي - الأوروبي البدوي!