أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - تجفيف منابع الإرهاب ضرورة تاريخية ومرحلية...















المزيد.....

تجفيف منابع الإرهاب ضرورة تاريخية ومرحلية...


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 5038 - 2016 / 1 / 8 - 20:21
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


عندما نتكلم عن الإرهاب، نتكلم عن مصادرة كل حقوق الإنسان: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، بما فيها مصادرة الحق في الحياة، الذي يعتبر أغلى ما في الوجود.

وجميع الأنظمة القائمة في العالم، التي لا تحترم حقوق الإنسان ،بما فيها الحق في الممارسة الديمقراطية السليمة، لا يمكن اعتبارها إلا أنظمة إرهابية في حق الشعوب، وفي حق جميع الأفراد الذين تصادر حقوقهم المختلفة، التي تضمنها الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.

وحتى نتجنب ممارسة الإرهاب المادي، والمعنوي، لا بد من العمل على تجفيف منابع الإرهاب المتعددة، والتي تعتمدها العديد من الدول، في إعداد الأجيال المتعاقبة، حسب تصورها لذلك الإعداد، لتحقيق أهداف محددة، تتجسد في إيجاد أجيال خاضعة للأمر الواقع، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، إلى درجة اعتبار أن ما يقع للشعب، أو للأفراد، مجرد قدر. والقدر من فعل الغيب، ولا مسؤولية فيه على الدولة، أو على المسؤولين ،مهما كان مستواهم. وبالتالي، فإن من يموت بالجوع قدر، ومن يعيش فقيرا قدر، ومن يقضي حياته أميا، أو مريضا، أو بدون عمل، قدر، ولا مسؤولية فيه لاتباع اختيارات اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية، رأسمالية تبعية، لا ديمقراطية، ولا شعبية، ولا مسؤولية فيه لنظام الاستبداد القائم، في كل مجالات الحياة، ولا مسؤولية فيه للجمع بين السلطة، والثروة، ولا مسؤولية فيه لاستغلال الدين الإسلامي أيديولوجيا، وسياسيا. وهو ما يعني ضرورة إعادة النظر في المنطلقات، وعلى جميع المستويات، وأولها ضرورة التمييز بين فعل الغيب، الذي لا يد للإنسان فيه، وفعل الإنسان كفرد، أو كمسؤول، أو كنظام يحكم، اعتمادا على اتباع اختيارات معينة، تلحق الأضرار بالشعب المغربي، وبالإنسان على حد سواء.

ولذلك، لا بد من اعتماد المنطلقات التي تترتب عنها مسؤوليات محددة. وهذه المنطلقات تقتضي أن تكون معقولة، ومقبولة بالمنطق العلمي، الذي يمكن توظيفه في التحليل الملموس، للواقع الملموس. ومن هذه المنطلقات نجد:

1) أن فعل الإنسان، الذي تترتب عنه مسؤوليات محددة، واضح، وأن هذا الوضوح هو الذي يجعلنا نميزه عن فعل الغيب، الذي لا مسؤولية فيه لأحد، حتى نستطيع ترتيب الجزاءات الضرورية، أو عدم ترتيبها.

2) أن ما يجري في المجتمع على المستوى العام، وفي المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ناتج عن تدبير الجهة المسؤولة عن التدبير العام. والجهة المسؤولة عن التدبير العام في المجتمع، هي الدولة، بأجهزتها المختلفة، كل جهاز في مجال تصرفه.

3) أن ما يجري في التعليم، وفي الصحة، وفي السكن، وفي الشغل، هو من تدبير الدولة، انطلاقا من الاختيارات التي قد تكون في صالح الشعب، وقد لا تكون في صالحه. فإذا كانت الاختيارات ديمقراطية شعبية، فلا يمكن أن تكون إلا في صالح الشعب، وفي صالح كادحيه بالخصوص، وإذا كانت رأسمالية تبعية، لا يمكن أن تؤدي إلا إلى مختلف الكوارث، التي يعاني منها المجتمع.

4) أن البرامج التعليمية، التي تتناقض مع العمل العقلي، وتؤدلج الدين الإسلامي، وتخرج أجيالا تعاني من التضبيع، والتضليل، وغير ذلك من الأوضاع التي تتنافى مع إنسانية الإنسان، من مسؤولية الدولة اللا ديمقراطية، واللا شعبية.

5) أن نهج سياسة إعلامية / تضليلية، لتكريس التضبيع، والظلامية، ومحاربة الفكر المتنور، وغير ذلك مما يتناقض مع إنسانية الإنسان، هو كذلك من مسؤولية الدولة.

6) أن السماح بإنشاء أحزاب على أساس الاستغلال السياسي، والأيديولوجي للدين الإسلامي، هو منطلق مخالف للإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. وهو عمل يقود مباشرة إلى تحريف الدين الإسلامي، والتشويش على مقاصده، التي تهدف إلى إنتاج القيم النبيلة.

7) أن تحويل المدرسة العمومية إلى مجال لأدلجة الدين الإسلامي، في العديد من المواد الدراسية، وفي مقدمتها، ما يسمونه بدرس التربية الإسلامية، حول المدرسة العمومية، إلى مجال لتخريب الأجيال المتعاقبة، وإعدادها للالتحاق بداعش، من أجل ممارسة فعل التقتيل، والذبح، وممارسة ما تسميه الفتاوى العهرية ب (جهاد النكاح)، باسم الله أكبر، وباسم الدين الإسلامي.

8) أن فسح المجال في المساجد، من أجل الترويج للفكر الظلامي، ومحاربة التنوير باسم محاربة العلمانية، كإطار لحماية تعدد المعتقدات، ومحاربة العلمانيين، لا يمكن أن يساهم إلا في تكريس التخلف، بمظاهره المختلفة، الذي لا يمكن أن ينتج إلا الدواعش، الذين أصبحت مواجهتهم فرض عين، كما يقر العالم كله بذلك.

ولتجفيف منابع الإرهاب، في صفوف الشعب المغربي، وبين الكادحين، ولضمان سلامة الشعب المغربي، وسلامة الكادحين، وسلامة البشرية من كافة أشكال الإرهاب المادي، والمعنوي، الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، بما في ذلك التفجيرات الإرهابية، التي تأتي على الأخضر، واليابس، وانتشار الجماعات الإرهابية، تحت أي اسم، الآتية من كل حدب، وصوب، من أجل القتل، والذبح، والرجم، والجلد، وقطع الأطراف، وجهاد النكاح، مما يطلقون عليه (تطبيق الشريعة الإسلامية)، التي تحولت إلى وسيلة إرهابية ناجعة، تعتمد في فرض الاستبداد البديل، إذا لم يتم دعم الاستبداد القائم، كما يقوم بذلك العديد من الإرهابيين.

وفي أفق تجفيف مختلف المنابع الإرهابية، المنتشرة هنا، أوهناك، وفي أي مكان من هذا العالم، نرى:

1) تفعيل مبدأ المحاسبة الفردية، والجماعية، في مختلف مؤسسات الدولة، التي قد تكون ممارسة للإرهاب، في علاقتها بجميع أفراد المجتمع، مع ترتيب الجزاءات الضرورية، في حالة ثبوت قيام المسؤولين بالفعل الإرهابي، في حق المواطنين، وتعويضهم بمن يتجنب القيام بالفعل الإرهابي، كما يتجنب نشر الظلامية، والعمل على إيجاد ظلاميين جددا في المجتمع، باعتبار الظلامية أساس الإرهاب بأشكاله المختلفة.

2) تفعيل النقد، والنقد الذاتي، لكل الممارسات غير المقبولة في المجتمع، مهما كان هذا المجتمع، ومهما كانت الجهة الممارسة للفعل الإرهابي، وفي إطار ضمان حرية التعبير، وفضح الممارسات الشائنة في المجتمع، مهما كانت تلك الممارسات، ومهما كان القائمون بها، الذين يضطرون إلى تقديم النقد الذاتي للمجتمع، عما قاموا به من إرهاب مادي، أو معنوي في حقه.

3) ضرورة إعادة النظر في البرامج الدراسية، وفي البرامج الإعلامية العامة، والخاصة، من أجل تنقيح تلك البرامج، وتنقيتها من كل ما يترتب عنه العمل على نشر الإرهاب، وتشجيعه، وإعطائه الشرعية على جميع المستويات، الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

4) ضمان تمتيع جميع أفراد المجتمع، بكافة حقوقهم: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وتربية أفراد المجتمع عليها، وتوعيتهم بها، مهما كانت الشروط التي يعيشونها، وكيفما كانت، لضمان حرص أفراد المجتمع على المطالبة بضمان احترام حقوقهم المختلفة، بما في ذلك الحق في التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

5) قطع الطريق أمام كل المنافذ الأيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، والفكرية، والمعتقدية، التي يمكن أن يتسرب منها الإرهاب، والفكر الإرهابي إلى المجتمع، حتى يتم تحصينه ضد كل منابع الإرهاب المادي، والمعنوي، في افق إيجاد مجتمع بلا إرهاب.

6) ضمان سيادة الشعب على نفسه، حتى يتمكن من تقرير مصيره بنفسه، بعيدا عن أدلجة الدين الإسلامي، وعن الفكر الغيبي / الظلامي، الذي يقف وراء انتشار الإرهاب المادي، والمعنوي.

7) تجريم توظيف الدين الإسلامي في الأمور الأيديولوجية، والسياسية، لضمان إقرار الفصل التام بين الدين الإسلامي، وبين السياسة، من منطلق أن الاستغلال المتعدد الأوجه للدين الإسلامي، هو الذي وقف وراء وجود هذه التنظيمات الإرهابية المتعددة.

8) عدم السماح بإعطاء التصور الإرهابي للدين الإسلامي، لا من خلال البرامج التعليمية، ولا من خلال البرامج الإعلامية، ولا من خلال مايقوم به أئمة المساجد، ولا من خلال ما تقوم به التنظيمات المؤدلجة للدين الإسلامي، حتى لا يتلوث المجتمع بالمظاهر الإرهابية.

9) ضمان تحقيق الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، لإيجاد مجتمع ديمقراطي، متحصن ضد كل مظاهر الإرهاب.

10) ملاءمة القوانين المعمول بها، مع الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، كوسيلة لمنع تبلور شروط إنتاج الإرهاب المادي، والمعنوي.

ونحن عندما نطرح موضوع تجفيف منابع الإرهاب، وبالطرق السلمية، والحضارية، فإننا نسعى إلى أن نجعل عملية التجفيف مرحلية، وتاريخية في نفس الوقت، في أفق إعادة بناء الإنسان، بكامل الحقوق، التي تصرفه عن التفكير في أي ممارسة تتناقض مع مفهوم الإنسان.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكراك الأولى أحمد...
- الأحزاب، والوجهات، والدول المؤدلجة للدين الإسلامي، وادعاء حم ...
- أسلمة أردوغان للشعب التركي، واختلاط المفاهيم في الممارسة الس ...
- هل يتحمل الرؤساء الجماعيون مسؤوليتهم في إلزام الموظفين الجما ...
- الشبيبة...
- عمر كنت، وما زلت عمر...
- عمر أنت لا غيرك عشقناه...
- المتغيبون باستمرار، والمقدمون للخدمات الجماعية من مستثمراتهم ...
- ها أنت في هذا الزمان...
- كم يسعدني؟...
- جماعة الجعافرة أو الجماعة التي تئن تحت وطأة النهب الممنهج... ...
- يا ملائكة تتودد في ملكوت الثوار...
- لست أبالي...
- الانتخابات: الواقع المسار الآفاق.....11
- محمد الحنفي - نقابي، حقوقي، كاتب، و عضو الكتابة الوطنية لحزب ...
- الانتخابات: الواقع المسار الآفاق.....10
- الانتخابات: الواقع المسار الآفاق.....9
- بين حزب الدولة، وحزب الدين، وما بينهما، يعيش المواطن / الناخ ...
- عشق انتفاضة فلسطين...
- عندما نتيه بين الصخور...


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - تجفيف منابع الإرهاب ضرورة تاريخية ومرحلية...