القداسة في عقيدة التوحيد

عمار عرب

الحوار المتمدن-العدد: 5038 - 2016 / 1 / 8 - 12:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

القداسة في عقيدة التوحيد :
اختلط موضوع القداسة على الناس وذلك بتواطؤ غير شريف من كهنة الأديان الأرضية بقصد إضاعة معاني عقيدة التوحيد لأهداف ارتزاقية وتسلطية وسلطوية وعليه فوجب علينا الكلام في ذلك من وجهة نظر قرآنية ...و عليه أرى حول موضوع القداسة أن تضع في بالك دائما مايلي :
القداسة هي لله القدوس وحده و لكلامه المقدس و لما أمر به عباده من اوامر هي مقدسة بالنسبة لهم و بالتالي لأي شيء متعلق به وحده
و تطبيقا لهذا الكلام يجب أن نفهم النقاط التالية :
1- لا قداسة لشخص ولا عصمة لشخص أبدا ..و عصمة سيدنا محمد ص كانت في نقل الرسالة القرآنية فقط ك (رسول) ..فقد قال تعالى ( سنقرؤك فلا تنسى ) ..
أما ك نبي فقد كان ككل البشر يصيب و يخطيء وقد أنبه الله عندما أخطأ في تصرفه المتعلق بشيء عظيم وهو تحريم ما أحل الله وبالتالي فما بالكم بالأمور العادية اليومية البشرية التي تخضع للمحاكمات العادية ..قال تعالى ( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تريد مرضاة أزواجك ...الخ ) وغير ذلك من الآيات التي خاطبه فيها بمقام النبوة وهذا طبيعي و لكن لا يرضي جماعة التأليه المتعدد فهم كأتباع السامري الذين عبدو بقرة السامري بمجرد أن تركهم موسى عليه السلام بضعة أشهر بحجة أن ذلك لا يتعارض مع الإيمان بالله ..فهؤلاء يبحثون دائما عن قداسات وهمية لتدمير عقيدة التوحيد بايحاء من شياطين الإنس من كهنة الذاهب كي يمتلكوا نصوصا إضافية يستخدمونها للارتزاق من وراء ذلك كالتلمود المخترع الذي سموه الحديث و الله قال لهم ( فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ) ...و لقد آن الأوان أيها السادة للتفريق بين مقام الرسالة المعصوم من الخطأ وقام النبوة البشري الطبيعي فيه الخطأ مع أن نبينا كان على( خلق عظيم ) كما علمنا القرآن ..
حتى أن المنافقين ممن سموهم الصحابة فجعلوهم لنا ابقارا مقدسة رغم أن القرآن علمنا أن كثيرا منهم منافقون كادوا يضلوه عن الحق لولا أن الله ثبته لاحظوا هذه الآية
﴿-;- وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً * وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ﴾-;- لتعرفوا كم هو كيدهم عظيم ...
وهذا لايغير من حبنا لنبينا محمد ص دون مبالغة تقديسية فالله نهانا عن التفريق بين الرسل في إيماننا بهم كي لا يشدنا الشيطان إلى عنصريته ..صلوات الله عليهم و سلامه أجمعين ..

2 - قداسة القرآن هي لأنه كلام الله و رسالة الله و تشريع الله الخاتم للبشر ..فيكون تقديسه بتدبر وتصديق كلامه و تعظيم شعائر الله الواردة فيه و لا تنبع قداسته من صفحاته بحد ذاتها أو أوراقه فبعض الناس يقومون بالتبرك بصفحاته و قد يجعلونها حجابا أو تميمة أو يشربون ماءها وما إلى ذلك من خزعبلات .. ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها لو قام مجنون ما بإحراق القرآن مثلا ...و هم أبعد الناس عن تطبيقه والتصديق به ..فتراه يهجره إلى كلام فلان وفلان ثم يغضب لأن صفحاته أحرقت وهذا من الشيزوفرينيا المذهبية السطحية التي ابتلينا بها ولن نتخلص منها بوقت قريب ..

3 - قداسة الحج لا ينبع من وجود الكعبة واحجارها وستائرها ولن يفيدك لمسها و التعلق بها ولكن القداسة تأتي من أمر الله بالقيام بشعائر الحج لمن إستطاع إليها سبيلا و معرفة الهدف منها ..و لأن الشيء بالشيء يذكر فقد كذبوا عليك عندما قالوا أن مجرد ذهابك للحج فستبرأ من خطاياك جميعها ..فالله موجود في كل مكان وهو يغفر الذنوب جميعا لمن تاب من قريب ورحمته وسعت كل شيء ... فالحج هو امتثال لأوامر الله لأهداف تفكرية وتعبدية وليس لغفران ذنوبك جميعها مع أن الحسنات يذهبن السيئات طبعا ولكن ليس بالمعنى التراثي المتداول

4- لا يوجد قداسة لأولياء ولا اضرحة ولا مقامات ولا يوجد أحد حي في أي ضريح ينتظرك ليتواسط لك مع الله و زيارة قبر النبي إن صح مكانه ليست من الحج ..و لا ضمانة أن سلالة النبي كانوا صالحين وهم قطعا لاعصمة لهم و لا تشريع من خارج القرآن ولا تبرك بهم و الصلاح والبركة لاينتقلان بالجينات الوراثية ..وقد يكون عامل نظافة في الشارع أكثر بركة ودرجة عندالله من أكبر صنم مذهبي معروف ذو حسب و نسب مهما قيل رضي الله عنه في كتب أتباعه ومواليه .. والله تعالى أعلم

د. عمارعرب 08.01.2016

#عمار_عرب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات