أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - بعضٌ من وقائع سنوات الجَمْر .. في الاقتصاد العراقي














المزيد.....


بعضٌ من وقائع سنوات الجَمْر .. في الاقتصاد العراقي


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 5036 - 2016 / 1 / 6 - 17:26
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ذكيٌّ ، و رائعٌ ، و محترفٌ ، و مهنيٌّ قديرٌ ، و عارفٌ بخفايا النفس العراقيّة و مكنوناتها .. ذاك الخبيرُ أو المستشارُ الذي اقترحَ ، على بعض اعضاء حكومة وبرلمان هذا البلد ، شنّ حملةٍ اعلاميّةٍ غير مباشرة ، تستخدم التلميح احياناً ، والصراحة في أحيانٍ أخرى .. لتوصلَ الينا رسالتها التي مفادها : مع استمرار انخفاض اسعار النفط .. فأن الحكومة ستعجز عن دفع رواتب موظفيّها ، وأنّ ذلك "قد" يحدث قبل منتصف العام 2016 .
هل تعرفون انّ هذه "بديهية" لا نُريدُ أن نصدّقها ، و نصرُّ على مواجهتها بـ "حالةِ إنكارٍ" تصلُ أحياناً الى حدود الهستيريا الجماعيّة .. و أنّ السيد وزير المالية ما كان ليجرؤ على مصارحتنا بها ، لولا معرفته بالبئر وما فيه من نفطٍ ، ودنانير ، وماء مالحٍ ، و أشهرٍ ستّةٍ عجاف ، ليس في "بيادرنا" سنابل كافية لمواجهة ثلاثة اشهرٍ منها على أبعد تقدير.
انّ السيد وزير المالية لم يقُل سوى الحقيقة ، التي تمّ الاتّفاقُ بين اكثر من طرَفٍ (تشريعيّ و تنفيذيٍّ) على تبادل الأدوار بشأن تسريبها ، ومن ثم التراجع عنها ، ومن ثم تأكيدها ، ومن ثمّ تحويلها من اجازة بدون راتبٍ ، وتسريحٍ بمعروفٍ ، و تقاعدٍ مُبكّرٍ .. إلى مزيدٍ من الضرائب ، والاستقطاعات ، والادخّار الاجبّاري ، و وقف التوظيف الحكوميّ الى الأبد .
أتدرونَ لماذا ؟
لأنّهُ لا توجد سياسةٌ اقتصاديّةٌ تنفعُ في اقناعنا بأن أوضاعنا الماديّة عصيبةٌ ، و مُرّة ، غير سياسة " دعهم يرون موتهم بأعينهم ، وسيرضّون بعد ذلك بأسوأ أنواع الحُمّى " .
و سياسة : "دعهم يرون الموت على دفعات ، ولا تقطَع رقابهم بضربةٍ واحدة ".
أتدرونَ لماذا ؟
لأنّ لا شيء يستطيعُ إجبار أكثر من 4.0 مليون موظف ومتقاعد وعامل بأجور يوميّة ، في "بازار" الدولة الريعية- الراعية (يأكلون أكثر من نصف تخصيصات الموازنة العامة) على الهجرة من الوظيفة الحكومية ، للبحث عن مصادر أخرى للماء والكلأ .. غير التلويحِ بالجفاف القادم ، و زحفِ "التصحّر" الطويل الأمد .. و كلّها قادمةٌ لا محالة ، شِئْنا ذلك أم أبيْنا ، و سواء زفّ الينا هذه "البشارة" السوداء السيد وزير المالية ، أم "سيّدٌ" آخر غيره .
وبعدها .. عندما يموتُ هذا الموظفّ الطفيليّ (الميّتُ بالفعل).. لن يمشي وراء جنازته أحد .. ولن يحضر مجلس فاتحتهِ أحد .. ولن يرثيه أحد .. و بعدها بأشهرٍ قليلاتٍ سينساهُ "اللاطمون" والنادبون .. و لن يتذكّر قصّتهُ العجيبة مع الدولة التي صنعتهُ على هذه الشاكلة ، وجعلت منه "فرانكشتاين" الاقتصاد أحد.
أنا أحبُّ حدّ العِشْقِ هذا الخبير أو المستشار الذي همس بأسرار هذه "الوصفة" في أذن الدولة التي يشلّها الطنين.
ولكن .. عندما "يُهاجرُ" الموظفُ من سهول الريع الحكومي الشاسعة ، التي تنخرها اقطاعيات الفساد، فإلى أيّ بديلٍ سيمضي ، ليعمل ، و يأكل ، و يعيش ؟؟ .
على هذا الخبير و المستشار أن يهمس في الأذن الحكوميّة (المستعدّة لسماعِ أيّ شيءٍ ينقذها من ورطتها في حكمنا) حقائق أخرى ، يستلّها من التاريخ الاقتصاديّ القريب ، لهذا البلد العجيب ، و مفادها : أنّ سياسات حكوميّة معينة ، وإرادات خارجيّة و داخلية معروفة ، قد اجبرتْ ملايين الفلاّحين العراقيين على الهجرة من الريف (منذ منتصف ثلاثينيات القرن الماضي) .. و عندما وصلوا الى المدينة .. لم يجدوا مصانع الرأسماليين الامبرياليين ، ولا معامل "البرجوازيين الوطنيين " ، ولا متاجر "الكومبرادوريّة المحليّة" ، وهي تفتح أحضانها لاستقبالهم ، ولو بأبخس الأثمان . و هكذا ضاعت الأرض ، وضاع المحصول ، و تحوّل الفلاّحون المنتجون الى " بروليتاريا رثّة" .. تركضُ وراء "لقمة" الكفاف .. لتضمن لعيالها رغيف الخبز ، وشيئاً من الكرامة .
و على هذا الخبير أو المستشار ، ان يهمس في الأذنِ ايضا ، بما فعلهُ "الثوّار" اللاحقون بنا جميعاً ، و كيف ضلّلونا ، واستغفلونا ، بسياساتٍ وقراراتٍ و قوانين اقتصاديةٍ ، كثيفة الحماقة ، لا نزالُ ندفعُ أثمانها الباهظة (عَرَقاً و دَماً و خراباً ) إلى هذه اللحظة .
عزيزي العراقيّ الرائع .
كُن على ثقةٍ مُطلقةٍ ، بهذه الحقيقة المُطلقة ، والتي مفادها : مع استمرار انخفاض اسعار النفط .. فأن الحكومة ستعجز عن دفع رواتب موظفيّها ، وأنّ ذلك "قد" يحدث قبل منتصف العام 2016 .
يا إلهي .
إنّ العام 2016 .. سيكونُ طويلاً .
طويلاً أكثر مما يجب .
طويلاً جداً .



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهورية ريال مدريد
- كلّنا موتى في الأجل الطويل .. و في الأجل القصيرِ أيضاً
- صلاةٌ عميقة .. لتأتينَ إليّْ
- شتائم وطنيّة .. في الطريق إلى مقر العمل
- تمْرُ الإمارات العربية المتحدة .. و تمر العراق -العظيم-
- نصائح للعشّاق الشباب ، من عاشق عتيق مُحال على التقاعُد ، لبل ...
- العراقيّون .. و التقسيم .. و ظاهرة النينو
- مَنْ تريدُ .. أنْ تكون ؟
- أين يذهب دولارك الضريبي .. في كندا ؟
- ضرائب .. ضرائب
- لقد كبرتُ كثيراً
- هُنا .. على حائط القلب
- في يوم الأحد .. في درس الأقتصاد
- ماهذا .. لماذا .. الى اين ؟
- بعض الأسئلة .. و بعض الأجوبة
- يا لَهُ من بلد
- مُداهَمات عائليّة
- صانعو الشموع
- أعرفُ أنّ العالمَ .. سيكونُ موحشاً دونك
- الأمين العام للأمم المتحدّة : رداءٌ برتقاليّ ، و شيءٌ من الق ...


المزيد.....




- أسعار الذهب اليوم الأحد 16 فبراير 2025 للبيع والشراء
- المنتجات السودانية تنتشر في السوق الأوغندي
- كويكب ينطلق بسرعة هائلة قد يضرب الأرض ويحدث دمارا كبيرا.. إل ...
- استطلاع: نحو ربع الألمان لا يمتلكون مدخرات
- للأسبوع الثاني ..انخفاض كبير في صادرات نفط العراق إلى أمريكا ...
- Big 5 Construct Saudi يسلط الضوء على الاستدامة في الصناعة
- الأصول الدفاعية ركيزة للاستقرار المالي في عالم متقلب.. فما ه ...
- -غروك 3-: روبوت دردشة جديد من إيلون ماسك يعزز المنافسة في سو ...
- بنزيما يشعل المنافسة ويلاحق رونالدو.. ترتيب هدافي الدوري الس ...
- مواقع اصطدام محتملة لكويكب مدمر يهدد كوكبنا!


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - بعضٌ من وقائع سنوات الجَمْر .. في الاقتصاد العراقي