أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - أنتم تحاكمون الخيال!! 2/1














المزيد.....


أنتم تحاكمون الخيال!! 2/1


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5037 - 2016 / 1 / 7 - 19:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل يجوز أن نُجري عملية جراحية، بأدوات المهندس المعماري؟ هل يصحُّ أن نُشيّد بنايةً بمباضع جراح؟ وهل بوسعنا أن نحاكم "قطعة أدبية"، بالأدوات النقدية التي تحاكم المقالَ الصحفي أو البحثَ العلمي؟
الأديب، مشغولٌ برسم خطوط غير موجودة ترسم العالم "الخيالي" الذي يترائى أمام عينيه صورًا شعرية "حُلمية"، غير مرئية للعامة. خيالات افتراضية، وصياغات طازجة لم تُقل من قبل. الأديب يجيد "الوثب خارج الصندوق الجمعي". الأدباء، والفنانون يسبقون العلماءَ في "الحُلم". لهذا يقول آينشتين: “الخيال، أقوى من المعرفة". فهذا الجهاز المذهل في عقل الإنسان، المسمّى "المخيال"، هو الذي يدفع الإنسانَ إلى الحلم بالمجهول (الذي ليس موجودًا)، و"بعدئذ"، يجلس العالمُ الباحثُ المخترع إلى كتبه وموسوعاته ومعمله وأدواته لكي يأخذ جرعة من "المعرفة"، تمكنه من تنفيذ ذلك المجهول وتحويله إلى (شيء موجود). الرسام الإيطالي ليوناردو داڤ-;---;-----;---نشي رسم "كروكي" للدراجة عام 1493، لكن أحدًا لم يلتفت إليها آنذاك. وبعد ثلاثة قرون، مع نهايات القرن الثامن عشر، اخترعوا الدراجة. كتب الأديب الإنجليزي "تشارلز ديكنز" رواية "أوليڤ-;---;-----;---ر تويست"، فأجبر التشريع البريطاني على الاهتمام بحال أطفال الشوارع والمشردين وإصلاح أحوال الملاجئ والإصلاحيات والسجون، مثلما أجبر الأديب الفرنسي "ڤ-;---;-----;---يكتور إيجو" دولةَ فرنسا، عبر رواية "البؤساء"، على مكافحة الجوع والفقر والبطالة والتسوّل ومراعاة الدافع وراء الجريمة الأولى. فالذي يسرق رغيفًا لكيلا يموت جوعًا، يقع عبءُ جريمته على الدولة التي لم توفر له ذاك الرغيف الذي سرقه. كذلك كتبت الأديبة الأمريكية "هارييت بتشر ستو" رواية "كوخ العم توم" فغيّرت تاريخَ أمريكا وأنهت حقبةً شديدة المرارة من الاسترقاق والعبودية وبيع الملونين كالحيوانات. وغير ذلك مئات الأمثلة التي تعزّز فكرة أن الأدباء والفنانين والفلاسفة هم القادرون على أن "يثقبوا" كوّة في جدار المجهول، لكي يستحدثوا "ما ليس موجودًا"، ثم يتبعهم العلماءُ والمشرّعون والساسة، لكي” ينفّذوا” هذا الحلم المجهول، أو ذاك. "ثورو" يحلم، و"غاندي" ينفّذ الحلم. "ستو" تحلم، و"لنكولن" ينفذ الحلم. "داڤ-;---;-----;---نشي" يحلم ويرسم، ثم يجيء الكونت "دي سيفراك" بعده بقرون ثلاثة ليحقق الحلم.
كلُّ الأدباء راحوا فريسة هذا السؤال الصعب: "هل يمكن أن يكون العالمُ أجملَ؟ هل بوسعنا تغيير شيء من أبجدياته؟! هل بوسعنا "اختراع" أبجديات جديدة تناسب طموحنا وجنوننا؟ كل مبدع حقيقي، رسامًا كان أو شاعرًا أو موسيقيًّا، وكل مفكر أو فيلسوف، وكل رحّالة اكتشف أراضي جديدة غير مأهولة، وكل عالِم اخترع شيئًا خارقًا، وكل كيميائي ابتكر دواء أو مصلا، وكل فيزيائي استحدث نظرية أو قانونًا، لابد غزا رأسَه ذلك السؤالُ. لهذا يُنظرُ في أحايين كثيرة للمبدع والعالِم نظرةَ المجنون المنشقّ عن الطريق الجمعي. لماذا؟ لأنه يتحرك في مساحة منزاحة قليلاً عن المساحة المألوفة المأهولة بالسكان. إنها مساحة "الحُلم".
هنا بوسعنا أن نفهم عبارة الأديب برنارد شو: “أنت ترى الأشياءَ الموجودة، وتسأل: ’لماذا؟‘، أما أنا فأحلُم بأشياءَ غير موجودة، ثم أتساءل: ’ولمَ لا؟!‘”



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شجرةٌ صنوبر وشيءٌ من الفرح
- دبي الجميلة.... سلامتك!
- أسوأ صورة في 2015
- قُبلةُ حبيبي
- الموءودة
- كيف قرأ الغيطاني الخديوي إسماعيل
- مثل الزهور سرعان ما يذبل
- شهاداتُ الفارس محمد أيمن
- داعش أمام المحكمة الأوزورية
- الغيطاني ونوبل
- حينما الفقرُ والبطالة طريقُك للبرلمان
- هذا نجيب محفوظ، وهذه جدتي
- نجيب محفوظ... لقاء أول... لقاء أخير
- أسعد امرأة في العالم
- ضد مجهول ضد الإنسانية
- المرأة وخلط الدين بالسياسة
- حكاية الرجل الشرير
- في ذكراها الأولى: صباح الخير يا صبوحة
- إنهم يكرهون المادة 53
- الشاعر والبرلمان... الطيارة والقطار


المزيد.....




- استقبل الان تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات والعرب ...
- 85 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- السعودية وإيران تبحثان تعزيز التعاون في القضايا ذات العلاقة ...
- “احجـز مكانك قبل الغلـق”رابط تسجيل الاعتكاف في المسجد الحرام ...
- 85 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الجيش الإسرائيلي يمهد لإدخال 250 يهوديا لزيارة ضريح حاخام دا ...
- خطوات التسجيل في الاعتكاف بالمسجد الحرام شهر رمضان 1446
- علماء ينتجون -فئرانًا صوفية- في خطوة لإعادة حيوان الماموث إل ...
- متحف السيرة النبوية بالسنغال.. تجربة تفاعلية تكشف تفاصيل حيا ...
- رابط تسجيل الاعتكاف في المسجد الحرام 1446 والضوابط المفروضة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - أنتم تحاكمون الخيال!! 2/1