أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - شجرةٌ صنوبر وشيءٌ من الفرح














المزيد.....

شجرةٌ صنوبر وشيءٌ من الفرح


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5036 - 2016 / 1 / 6 - 15:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لكن احتفالات رأس السنة في الغرب لها مذاقٌ مختلف، مثلما رمضانُ في مصرَ، لا يشبهه رمضانُ آخرُ في أية دولة أخرى. أحب مشاهدة بابا نويل، (سانتا)، يجول فوق عربة محمّلة بالهدايا تجرُّها الأيائل ليعلّق هداياه في شجرات الكريسماس، بعدما ينزل من مدفآت البيوت، فأتذكّر جدتي الجميلة حين كانت تُزيّنُ شجرة كريسماس بالنجوم ونُدَف الجليد والأنوار والكرات الملونة، ثم تعلّق بها الهدايا كي نفرحَ مع أصدقائنا المسيحيين في عيدهم، مثلما يفرحون معنا بالمولد النبوي ويشترون "العروسة الحلاوة"، ويزيّنون معنا الشوارع والشرفات في رمضان بالأوراق الملونة والفوانيس.
عديدُ الرواياتِ حول علاقة شجرة الصنوبر برأس السنة وميلاد السيد المسيح، عليه السلام. منها أن قبيلة وثنية ألمانية كانت تعبد "إله الغابات" واسمه "ثور" في القرون الوسطى. فيعلّقون على شجرة بلوط قربانًا بشريًّا ثم يذبحونه! في عام 727 مرَّ بهم راهبٌ مسيحي ورآهم يعلقون طفلاً كقربان! نهرهم وأنقذ الضحية وعلّمهم أن السيد المسيح جاء للخلاص، لا للقتل. ومن يومها صارت الشجرة دائمةَ الإخضرار رمزًا للحياة. وكان الألمانيُّ "مارتن لوثر"، أبو البروتستانتية، أول من أضاء الشجرة بالشموع في القرن السابع عشر، وتحولت مع الوقت إلى مصابيحَ كهربائيةٍ صغيرة، تتلألأ في الظلام. وفي موسوعة بريتينيكا روايةٌ أخرى تقول إن المصريين القدامى أوّل من اعتبروا الشجرة الدائمة الخضرة رمزًا للخلود. وفي روايات أخرى، حسب الأساطير القروسطية، كانوا يعتبرون يوم 24 ديسمبر يومَ آدم وحواء. والشجرةُ الخضراء رمزٌ لشجرة الفردوس. لهذا كانوا يزينونها بالتفاح الأحمر (رمزًا للخطيئة الأولى)، وبقطع الحلوى (رمزًا للغفران والخلاص). وفي رواية أخرى، كما يشير علماء الفلك، فإن 25 ديسمبر هو يوم الانقلاب الشتوي حين تصل الشمسُ إلى أقصى مداها ويبلغ النهارُ أقصرَه، يليه يومُ صعود الشمس وميلادُها، فيحتفل الرومان بتزيين الشجرة تمجيدًا لرب الشمس. ولما جاءت المسيحية تحول إلى احتفال بميلاد السيد المسيح. وتشير رواية أخرى إلى نزول العائلة المقدسة أرض مصر هربًا من السفاح هيرودس. كاد جنود هيرودس يقبضون على السيدة العذراء وطفلها والقديس يوسف النجار، فلجأوا إلى إحدى الشجرات. فمدّت الشجرةُ أغصانها لتُخبئ الأسرة المقدسة؛ فكافأها اللهُ بأن جعلها دائمة الإخضرار، فأضحت رمزًا للخلاص والخلود.
وأيًّا ما كانت الروايةُ وراء شجرة الكريسماس، إلا أنها تظلُّ رمزًا للفرح. مثلما عروسُ المولد رمزٌ للفرح بميلاد رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام. تلك التي ظهرت في عهد الحاكم بأمر الله الذي خرج يوم المولد النبوي على حصانه مع زوجته في فستانها الأبيض وعلى رأسها إكليل من الياسمين؛ فخلّد صنّاعُ الحلوى ذلك المشهد الفاتن بتشكيل الحلوى البيضاء على شكل عروس جميلة في فستانها المزركش، وعلى شكل فارس مغوار على حصانه.
ومع الفرح بشجرة الكريسماس وعروس المولد نتساءل متى يأخذُ أطفالُ مصرَ الفقراء نصيبَهم من الفرح؟ أطفالُ مصر الفقراء ينتظرون هداياهم من الرجل الطيب؟ يسمّونه في بلاد الغرب:"سانتا"، ونُسميه في بلادنا الطيبة: الحاكم العادل الذي يعرف كيف يحبُّ مصرَ وأبناءها. أما الهدايا التي نرجوها لأطفالنا الفقراء، فبسيطةٌ ومشروعةٌ وفي متناول كلّ أطفال العالم المتحضّر. تعليمٌ، صحةٌ، رعاية، وكثيرٌ كثيرٌ، كثيرٌ من الحبّ. كل عام ونحن أكثرُ عدلا وجمالا، وأكثرُ طيبةً ومحبة.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دبي الجميلة.... سلامتك!
- أسوأ صورة في 2015
- قُبلةُ حبيبي
- الموءودة
- كيف قرأ الغيطاني الخديوي إسماعيل
- مثل الزهور سرعان ما يذبل
- شهاداتُ الفارس محمد أيمن
- داعش أمام المحكمة الأوزورية
- الغيطاني ونوبل
- حينما الفقرُ والبطالة طريقُك للبرلمان
- هذا نجيب محفوظ، وهذه جدتي
- نجيب محفوظ... لقاء أول... لقاء أخير
- أسعد امرأة في العالم
- ضد مجهول ضد الإنسانية
- المرأة وخلط الدين بالسياسة
- حكاية الرجل الشرير
- في ذكراها الأولى: صباح الخير يا صبوحة
- إنهم يكرهون المادة 53
- الشاعر والبرلمان... الطيارة والقطار
- مشاهداتٌ من دفتر الانتخابات


المزيد.....




- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - شجرةٌ صنوبر وشيءٌ من الفرح