أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - داود السلمان - يهود العراق وحلم العودة














المزيد.....

يهود العراق وحلم العودة


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5036 - 2016 / 1 / 6 - 12:55
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


عندما تذهب الى الباب الشرقي وسط بغداد وتعرج الى منطقة البتاوين ، ستجد تلك البيوت المبنية (بالطابوق ) الآجر والمسقفة بالحديد والخشب ، توحي لك ، وللوهلة الاولى أن مشيد هذه المعالم شبه الحضارية دال ، دلالة واضحة ، على انه ذو عقل متميز وجبار وفكر ثاقب . فقد مضى على تشييد هذه الابنية عشرات السنين ولازال كثير من هذه الابنية قائمة بذاتها ، وكأنها بنيت للتو ، رغم ان الكثير منها قد سقطت بالكامل وانهارت بسبب عوامل الزمن ، لا بسبب سوء البنيان ، والقسم الآخر منها آيل للسقوط ، لكن الاعم الاغلب منها لازال شامخا شموخ نخل العراق ، ويأبى الانحناء او السقوط ، ما يدل دلالة واضحة على السمو والارتقاء والتمسك بهذه الارض الطاهرة ، ارض العراق .
انها البتاوين مسكن يهود العراق الذين اجبروا على هجرها والتخلي عنها على وفق عوامل سياسية بحتة قبل عشرات السنين ، والى الآن وهم يحنون الى تربة العراق والى رشف ماء دجلة والفرات ، او بالاحرى يحلمون بالعودة والسكن في هذه البيوت التي شيدتها سواعدهم ، وعاشوا فيها ردحا من الزمن ، حتى عصفت بهم الريح السياسية فأجبرتهم على الرحيل القسري عنها او قل التهجير القسري .
وفمن خلال التقارير التي تبثها العديد من وسائل الاعلام ، وايضا من خلال لقاءات كثيرة ليهود عراقيين نشرت على (اليوتيوب) يؤكدون على انهم مشتاقون الى وطنهم الام العراق الذي عاشوا به وترعرعوا وقضوا معظم طفولتهم الجميلة في بغداد وفي العديد من المحافظات الاخرى ، ولهم فيها ذكريات لاتزال عالقة في اذهانهم الى اليوم ، تلك الذكريات التي تجمعهم مع بقية الطوائف الاخرى من الاديان الاخرى الذين عاشوا معهم جنبا الى جنب متحابين متجانسين لا تفرقهم الديانة او المعتقد او المذهب ، بل كانوا كالجسد الواحد يجمعهم وطن واحد وتربة واحدة اسمها العراق .
ولا اخفي على القارئ الكريم من انني فخور بهم ، لا على اعتبار انهم يهود بل لأنهم عراقيون اصلاء ساهموا في بناء العراق وتركوا لمسات لهم في الثقافة العراقية لايزال صداها شاخصا الى يومنا هذا . جاء اعجابهم بهم من خلال ما قرأت عنهم هنا وهناك ، وايضا من شاهدت لقاءاتهم من خلال العديد من وسائل الاعلام المرئية ، فزادني الفخر والاعجاب ، حتى انني لعنت السياسية التي فرطت بالعراق والعراقيين ، ولا سيما يهود العراق الذين كان لهم تاريخ ناصع البياض ، وقد ساهموا مساهمة فاعلة في ثقافة العراق حيث كانوا مبدعون على كل المستويات ، الادبية والعلمية والثقافية والفنية ، ولا اعتقد ان هناك من يجهل دواود الكويتي وصالح الكويتي، وسليمة مراد زوجة الفنان الكبير ناظم الغزالي ، وغيرهم العشرات من الفنانين والمبدعين على كل المستويات الثقافية والعلمية والادبية .
وباختصار(( أن يهود العراق سكنوا وعاشوا في العراق منذ القدم و هُجّر أغلبهم من قبل السلطات العراقية عام 1948، وفيما بعد تم الاستيلاء على أملاكهم وأموالهم وأسقطت عنهم الجنسية العراقية . وكانوا يشكلون 2.6% من مجموع سكان العراق عام 1947م وانخفضت إلى 0.1% من سكان العراق عام 1951م. فقد وسكنوا في وسط وجنوب وشمال العراق خاصة بغداد وميسان والبصرة والموصل. اضافة إلى العديد من المدن الأخرى مثل السليمانية والحلة والناصرية والعمارة والديوانية والعزير والكفل وأربيل وتكريت وحتى النجف التي احتوت على حي لليهود سمي بعقد اليهود (عكد اليهود) وغيرها من المدن)).
ولو تصفحنا تاريخهم سنجد أن ((أول وزير مالية في الحكومة العراقية عام 1921 يهودياً ويدعى حسقيل ساسون. ومن اليهود المنحدرين من أصل عراقي في اسرائيل اليوم عوفاديا يوسف حاخام اليهود الشرقيين في إسرائيل والزعيم الروحي لحزب شاس لليهود الارثودكس، وهو من مواليد 1920 في البصرة جنوب العراق. وبنيامين بن إليعازر وزير الدفاع الإسرائيلي الاسبق. كذلك عرف منهم مير بصري الذي كان مشهورا في علوم الاقتصاد وألف كتبا عديدة منها كتاب مباحث في الاقتصاد والمجتمع العراقي وعاش في لندن )).
[email protected]



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اسرار التحليل النفسي (3) الكتابة تعالج الضعوطات النفسية
- النظام السوداني يتداعش
- النظام السعودي سرطان فاستئصلوه
- اعدام النمر ماذا يعني ؟
- الا يكفيك ما سرقته يا نصٍّاب؟
- عجول ميتة يا مفترين
- من خرافات واساطير التاريخ(6)
- فراغٌ متعطشٌ للضوء
- الصين تعلن الافراج عن الطفل الثاني !
- لا تلوموني عن بيع احد اولادي
- نشرة انواء جنونية
- العراق والسعودية .. بلا ديمقراطية
- انشودة الخبُاز*
- روسيا .. محو قطر وتركيا
- فضائح التحرش تسقط السياسيين
- حكومتنا : (لاخبر لا جفية لا خامض حلو)
- ميركل وزواج المتعة
- إنقاذ (الجراو) أم انقاذ البشر ؟!
- واذا الاطباء سُألوا !!
- موزة الانتظار(قصة قصيرة)


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - داود السلمان - يهود العراق وحلم العودة