أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انور سلطان - النبي محمد والحرب الدفاعية والهجومية














المزيد.....

النبي محمد والحرب الدفاعية والهجومية


انور سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 5036 - 2016 / 1 / 6 - 09:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


النبي محمد والحرب الدفاعية والهجومية

في الفترة المكية كان الاسلام يشبه النصرانية, دعوة مسالمة. وقوبلت هذه الدعوة المسالمة بعملية استئصال, مما دفع النبي للهجرة الى مكة بعد اسلام غالبية الأوس والخزرج.

عندما كان المسلمون جزءا من مجتمع اكبر (قبيلة) ما كان للقتال معنى. لكن عندما دخلت قبيلة (مجتمع سياسي) بأكملها في الاسلام فسوف تدافع عن نفسها بعد اسلامها كما كانت تدافع عن نفسها قبل اسلامها, مثلها مثل اي قبيلة أخرى. وما كان للنبي أن يمنع الاوس والخزرج من الدفاع عن انفسهم, خصوصا بعد ان جرب ان الدعوة السلمية وحدها, دون القدرة على الدفاع عن النفس, كانت نتيجتها محاولة قتله واستئصال الدعوة من جذورها.

كان عصرا وحشيا, تحكمه القوة وحق القوة. ومن تلك الوحشية تكالب أغلب القبائل المحيطة بالمدينة على المسلمين. وكانت القبائل تهاب القبيلة القوية ولا تهاب شيئا غير القوة. بعد معركة بدر هابت تلك القبائل المسلمين, وبعد معركة أحد تجرأت عليهم الى درجة أن بعضها بدأت تحشد نفسها لغزو المدينة وكان الغزو سيقع لولا أن بادرها المسلمون. ومن الوحشية أيضا غدر تلك القبائل بالمسلمين وارتكابها جرائم بحقهم مثل حادتثي الرجيع وبئر معونة التي ذهبت ضحيتهما ما يقرب من ثمانين من المسلمين غدرا وغيلة. ثم جاءت معركة الخندق التي مثلت قمة العدوان, ولولا فشلها لتم استئصال الاسلام. وانكسار هذا التجمع عزز من هيبة المسلمين, وحول الموقف العسكري لصالحهم, وكانت النتيجة المباشرة صلح الحديبية الذي قضى على هيبة قريش أو كاد, ثم فتح مكة.

لكل هذا لم يقف النبي عند الدفاع فقط ومقاتلة القبيلة المعتدية, بل أعلن الحرب على الشرك في الجزيرة العربية في موسم الحج من السنة التاسعة للهجرة. واعتبرها اخر حجة للمشركين, وليس هذا فقط بل خيرهم بين الاسلام والشرك كما جاء في سورة براءة. وآيات سورة براءة خطاب خاص للمشركين العرب لأنها تخاطب العرب الذين يحجون لمكة وتمنعهم من الحج وتمهلهم مدة أقصاها نهاية محرم أو نهاية فترة المعاهدة مع النبي, وخيرتهم بين الاسلام والحرب. ولذلك ليس مقصودا بها كل المشركين خارج بلاد العرب (الجزيرة العربية).

لولا موقف قريش الظالم من المسلمين لما كانت آيات القتال, ولولا موقف أغلب القبائل العربية الاستئصالي من المسلمين في المدينة لما كانت الآيات التي تأمر بمحاربة المشركين العرب واستئصال الشرك من الجزيرة العربية. نعم, كانت آيات سورة براءة, التي سميت آيات السيف, آيات ناسخة لما سبقها بالنسبة للمشكرين العرب. قبل فتح مكة كانت القاعدة رد العدوان, أما بعدها فكانت تأمر بقتال كافة المشركين العرب لأنهم مشركين كما يظهر. ويمكن القول أن آيات السيف كانت مُخَصِّصَة لآيات القتال التي سبقتها التي تبيح الدفاع عن النفس وتحرم العدوان حتى على المشكرين العرب, ثم خـُـصصت بآيات السيف بالنسبة للمشركين العرب.

إن الاسلام في أصله كان دعوة للسلام, أما الدعوة للحرب فكانت الاستثناء. وقد قصر الحرب على الحرب الدفاعية, فيحق لأي مجتمع سياسي (قبيلة أو دولة) الدفاع عن نفسه من عدوان المجتمعات الأخرى, وهذا لا يعني المسلمين عندما يكونون جزءا من مجتمع أكبر, فلا مجال هنا للحديث عن الحرب, وإنما عن المواطنة المتساوية. لأن آيات القتال الدفاعي خطاب للمجتمع القائم بذاته كمجتمع, وليست خطابا لجماعات جزئية داخل المجتمع. ثم استثنى القران المشركين العرب وأباح شن الحرب الهجومية عليهم أو يُسْلمون. وهذا استثناء من القاعدة, وهو أن الحرب لا تكون إلا دفاعا عن النفس, لا الغاء للقاعدة.

هذا الاستثناء لم يأت من فراغ, فالأساس الذي حكم علاقة المسلمين بالمشكرين العرب هو الحرب, فالمشركون العرب في الأصل هم أعداء للاسلام ويرون الاسلام منافسا لهم مثلهم مثل قريش. ومكة كانت مركزا للشرك, ولا يمكنهم قبول أن تكون مركزا للاسلام والتوحيد إلا على مضض, ولذلك يبدو أن مهادنتهم للمسلمين ظاهرية لا حقيقية. وهذا التاريخ العدائي من المشركين العرب أدى في النهاية إلى إباحة الحرب الهجومية على المشكرين, فلا يجب الانتظار حتى يستعدوا هم للحرب, ولا يجب الاغترار بموقفهم المسالم, فليس إلا سلاما ظاهريا نابعا من الخوف من المسلمين مع إظمار العداء.



#انور_سلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد الحوار المتمدن
- مؤسسات المجتمع المدني في العالم الثالث كلام فارغ من المعنى
- العرب والاستعمار والكيل لغيرهم بكيل الاستعمار
- قصة ادم وحواء في التوراة والقران
- خلق الكون في التوراة والقران
- قصص القران تذكير بما في العهدين لا تعريف بقصص مجهولة
- التوراة والانجيل كتابان صحيحان حسب القران
- هل الكفر جريمة تستباح به الحقوق؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انور سلطان - النبي محمد والحرب الدفاعية والهجومية