رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 5036 - 2016 / 1 / 6 - 08:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مفهوم الرجوع عند المسلمين
هناك إشكالية متعلقة عند المسلمين عامة تتعلق بفكرة (الرجوع إلى الإسلام) كحل لما يمرون به، وعندما يتم محاورتهم يقولون: "بأن تراجعنا ناتج عن تخلينا/ابتعادنا عن "الكتاب والسنة" من هنا سنبدأ تحليل هذه الكلمات، إذن هناك /قرآن كريم/سنة نبوية/سيرة نبوية/تاريخ صاحبة، موجودة وثابتة غير متحركة، لا يمكن المساس بها، ونحن المسلمون من تخلينا/ابتعادنا/تراجعنا عن تلك الأسس، فيكون الثابت هو القرآن والسنية وما جاء به الصحابة والعلماء، والمتحرك الذي تراجع/تقهقر/تخلف نحن المسلمون، فكيف نحن المتراجعون/المتقهقرون نريد الرجوع إلى ما هو ثابت وغير متحرك، الدين الصحيح، القرآن والسنة؟ فالصحيح إذن أن نقول: "نحن المتراجعون علينا التقدم إلى ما تخلفنا/تراجعنا عنه، القرآن والسنية"، لكن ارتباط العقل العربي الإسلامي بالماضي، وجعل هذا الماضي مبررا/متنفسا عما يمرون به من بؤس في كافة نوحي الحياة، إن كانت اجتماعية اقتصادية او فكرية علمية، كان لا بد لهم من استخدام كلمة (الرجوع)، فهي السيدة والطاغية في قاموسهم، رغم عدم صوابها، ورغم معناها الرجعي، فلفظ "الرجوع" بالمطلق هو إلى الخلف، ولا يمكن أن يكون إلى الأمام.
فإذا كنا نحن المسلمون دعاة العلم والمعرفة، واصحاب تلك الحضارة التي نتغنى بها يوميا، لا نحسن التعبير عما نريده، وغير موفقين في استخدام الألفاظ، ولا نعرف معنى الجمل/العبارات التي نقولها، فهل نحن حقا أمة اقرأ؟، هل نحن امة "يتفكرون في خلق السماوات والأرض؟"، هل نحن مؤهلين للتقدم إلى الأمام؟ أم نحن في سقوط متواصل سرمدي؟
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟