أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نور الدين بدران - ماذا يشعر السوري وهو يقرأ بثينة شعبان؟














المزيد.....

ماذا يشعر السوري وهو يقرأ بثينة شعبان؟


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1372 - 2005 / 11 / 8 - 05:56
المحور: الصحافة والاعلام
    


قبل مدة أطلق السيد محمد ناجي العطري رئيس مجلس الوزراء السوري تهديده ووعيده للولايات المتحدة الأميركية،ولم يكن ذلك إلا كالدعوة اللاحقة للرئيس الإيراني بإزالة إسرائيل من خارطة العالم.
قبله وصف السيد فاروق الشرع القرار 1559الصادر عن مجلس الأمن بأنه "تافه".
بعدهما بقليل خرج السيد مهدي دخل الله وزير الإعلام السوري بتصريحات عن تقرير السيد ميليس لم تصمد أياماً،ثم ذوبتها الأحداث اللاحقة ذوبان الثلج في الشمس الساطعة.
بين هذا وذاك كان وزير الداخلية السوري غازي كنعان يوارى الثرى منتحراً أو منحوراً لا فرق.
بعد ذلك عاد السيد الشرع ليرشق مجلس الأمن بما لا يليق بدبلوماسي من الدرجة العشرين.
اليوم تطلع السيدة بثينة شعبان وزيرة المغتربين في الحكومة السورية لتقدم لقراء جريدة الشرق الأوسط درساً من دروس مادة الثقافة القومية الاشتراكية في منهاج المرحلة الإعدادية،تلك المادة التي يتأفف منها طالباتنا وطلابنا النجباء حصراً،والتي يجب إلغاؤها وإراحة الناس من سذاجتها،وليس عبثاً أن يتداول الطلاب اسمها بسخرية مريرة:"السخافة القومية الاشتراكية....".
تبدأ السيدة الوزيرة مقالتها ب:"ماذا يشعر العربي وهو ......إلخ" بقية الدرس معروف في سائر الإعلام السوري عن المخططات الاستعمارية واستهداف العرب وفي مقدمتهم سوريا ولبنان.
ليس هنا همي مناقشة مفاهيم "العربي"و"الحضارة العربية" و"الأمة العربية"،لأنها قد تكون تستحق النقاش في المجال ألتأريخي،أما اليوم فهي أسماء بلا مسميات وهي نوع من الترهات،حزنّا لذلك أو فرحنا،فرغم انتمائنا العربي نحن السوريين وهم المصريون والعراقيون والجزائريون والسعوديون......إلخ، وجميع قرارات الجامعة العربية(التي أدافع عن وجودها وتقدمها وتطورها) أقل بالنسبة لي من قرار الإفراج عن معتقل سياسي سوري،أو زيادة راتب أو غير ذلك،وأعتقد أن الأمر نفسه بالنسبة لأي مصري أو سوداني أو مغاربي...إلخ.
الهروب من المحدد والملموس إلى العموميات والعبارات الكبيرة،بات لعبة سخيفة وكذبة مفضوحة،ولكن حكومتنا غير المحترمة ،بمعظم أعضائها، بكل أسف، مازالت تمارسها بكل صفاقة،وكان أولى بها كحكومة سورية أن تتأمل بماذا يشعر السوري وهو يهدد كل يوم بلقمة عيشه وحريته وفي الأزمة الأخيرة بوجوده وأمنه.
كان على السيدة الوزيرة أن تحدثنا عن أحوال المغتربين السوريين الذين يذوبون خجلاً أمام إخوانهم المغتربين العرب من القوانين الجائرة العتيقة والمذلة التي يعانون منها في وطنهم سوريا،إن كان لجهة الضرائب الباهظة عليهم وعلى سياراتهم ورواتبهم المعجونة بعرق الغربة وذلها،وعلى سبيل المثال،يكفي "العربي" التونسي أن يعمل عاماً واحداً خارج تونس ليسمح له بإدخال سيارة،بينما السوري يعتبر ذلك من أحلام أحفاده،أما المصري فيحق له أن يأخذ إجازة بلا راتب مدى الحياة ويحصل على تقاعده في غربته،مادام يدفع تأميناته كأي موظف،بينما يجد السوري المغترب نفسه مرهوناً بمدة أربع سنوات،وأخيراً أصبحت خمساً، وإلا وجد نفسه مطروداً من عمله،ومطلوباً للمحاكمة،وهذا ما حدث لشقيقتي مع أنها لم تخرق هذا القانون الأخرق،وإنما كل ما هنالك أن أحد الموظفين الفاسدين رفض تقريرها الطبي والممهور بختم السفارة السورية،فقط لأن المعلوم لم يصله،وها هي اليوم بعد نحو عقدين من الخدمة في بيتها وبين المحاكم،علماً أن زوجها موفد لإكمال دراسته في مصر ومن قبل الجامعة السورية.
ماذا يشعر السوري وليس العربي وهو اليوم يرى أنه سيدفع أثماناً باهظة،وربما دمه وحياته جرّاء جرائم ارتكبها ثلة مجرمين ونتيجة سياسة حمقاء،تسميها السيدة الوزيرة دفاعاً عن الأمة العربية ومواجهةً للمخططات الاستعمارية.
ماذا يشعر السوري وليس العربي حين يرى أن استمرار قانون الطوارئ والأحكام العرفية وتشريد آلاف المفكرين والمبدعين السوريين في المنافي واستمرار اعتقال البروفيسور عارف دليلة والبرلماني رياض سيف وغيرهما جزء لا يتجزأ من الدفاع عن الأمة العربية ومواجهة المخططات الاستعمارية؟
كفى كذباً ونفاقاً على الشعب السوري والعالم،فحكومة من هذا النوع ليست بقادرة على مواجهة غير المستضعفين من شعبها والعزّل من الناس،وغير مرشحة إلا لمزيد من الكوارث الوطنية والإنسانية.
كلنا فداء للوطن لسوريا الحبيبة وهذا ليس شعاراً وعند ساعة الحقيقة بل وقبلها بكثير لم ولن نتوانى عن الذود عنها،ولكن سوريا غير لصوصها،وسوريا غير مغتصبيها وسوريا مهد الحضارة وليست وكراً للمخابرات وسجناً لأبنائها وعدواً للعالم.
لقد اعتقلنا ولوحقنا سنوات طويلة لأننا وقفنا ضد انتهاك سوريا وكرامة شعبها أي كرامتنا،ومن قبل الأعداء في الداخل، وسنكون أشد حزماً في وجه الأعداء القادمين من الخارج،وهذه بديهية لا حاجة أصلاً لنقاشها.
تم إيقافنا في أقبية المخابرات السورية،ولوحقنا من قبلها ثانية فقط لأننا احتججنا بالكلام فقط على التنازلات السورية أمام كيسنجر وغيره من الإدارة الأمريكية، وعلى ضرب المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية وعلى الأحكام العرفية في سوريا نفسها،وكنا في عرف الحاكمين مغامرين يساريين طفوليين،ولا شك كان بعض هذا صحيح،لكننا حتى في أكثر أخطائنا فداحة لم نكن إلا سوريين ولن نكون إلا كذلك،أما من قدم ويقدم سوريا اليوم على المذبح فعلينا أن نبحث فعلاً عن هويته المخبأة وراء شعاراته وبالأصح وراء امتيازاته،وقبل كل شيء إلى أين أوصلتنا سياسته.
أخيراً....أي اسم من الوزراء الواردة أسماؤهم أعلاه(ومعهم آخرون)، يكفي لإعلان استقالة الحكومة،لأنها حكومة يركبها الغرور أو الجهل أو النفاق أو كل ذلك جميعاً ومعاً.
إن سوريا بحاجة إلى حكومة عصرية تعرف هموم شعبها السوري(نعم وليس العربي) وتفهم لغة العالم المعاصر،وليس لغة القرون البائدة،وتسعى لصداقة العالم والمنطقة،وليس استعداءهما،أي بحاجة للتخلص من حكومة هي صورة عن أجهزة مشبعة بالفساد والتآمر والقمع والصفقات وتبييض الأموال،وكل ما ينافي ما تصبو إليه سوريا.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا وطن بلا حرية
- نريد سلتنا بلا عنب
- إلى من يهمه الأمر
- الفرصة الذهبية
- انظروا من يتكلم!!
- اقطعوا السلسلة!!
- أهون الشرّين/أقل الكلفتين!!
- انخطافات
- سوريا بريئة......لو كان الجناة سوريين.
- فوق الحريق يغنون
- إعلان التغيير الديمقراطي أم الإسلامي؟
- تأويلات ميتة لانتحار راهن.
- هل يشكل الانتحار حلاً؟
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 3
- .بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 4
- وردة القلب
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 2
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن(1)
- أيها الطائر...
- الظل والمسرح


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نور الدين بدران - ماذا يشعر السوري وهو يقرأ بثينة شعبان؟