أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - هل يمكنا أن نكون أمة كاملة وحضارية .














المزيد.....

هل يمكنا أن نكون أمة كاملة وحضارية .


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5036 - 2016 / 1 / 6 - 08:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يمكنا أن نكون أمة كاملة وحضارية .

الكثير ممن يتمسكون بالعروبة ويرون أنها الجامع الحضاري لجزء كبير ومهم من الشعب العراقي وهم يدركون أن مفاهيم القومية وعناصرها الأساسية أشبه بما تكون مجرد أفتراضات ساقها التاريخ وغذتها نزعة الخوف من الأخر أو رغبة التمييز عه ,وأحيانا يكون مصدر هذه النزعة تدخل الدين القريشي بوجهه القومي وليس الإنساني لتشجيع المفاخرة والتفاضل من خلال الانتماء للعرب والعروبة ,والحقيقة التي لا يريد أن يعترف بها هؤلاء أن مقومات القومية في المدرسة الفكرية الأوربية التي هي أم المدارس القومية نشأت على فكرة العرق النسبي الواحد والتعصب للهوية الجنسية لهذا العرق ,فلم نجد إيطاليا قوميا ولا ألمانيا مفتون بألمانيته مثلا يدعي بأنتساب شعب أخر لا من عرقه ولا من دمه ولا حتى من ثقافته لمجرد أن يتكلم الألمانية , وحتى الأسبان والبرتغاليين والانكليز والفرنسيين لم يقولوا بوحدة القومية مع مجتمعات ودول تتكلم لغتهم الخاصة ويخضعون لإداراتها بل تسميهم مستعمرات فرنسية وإنكليزية وبريطانية وأسبانية والخ من الحالات .
في خيارات المجتمع ليس هناك مجال للرغبة بقدر ما تفرض الحقائق نفسها والواقع طبيعته وبالأخر لا يصح إلا ما هو الثابت النسبي في وجوده , العراق كأمة ومجتمع وكيان له خصائص جامعة كما له خصائص متفردة به , فهو مجتمع مركب ومتنوع أثنيا وفكريا وحضاريا وحتى جنسيا لكنه بشكل وحده قابلة لأن تعيش بهذا الإقليم سويا دون أن يتعرض لضغوط وأطماع تؤجج هذا الأختلاط الفريد , في عناصر العيش المشترك من حيث المصالح السياسية والتنوع الديموغرافي والبيئوي والطبيعي مما يمكنه من الأعتماد تقريبا بشكل كامل على هذا التنوع , ولا يمكن لأي مجموعة أن تنفصل لتعيش كيانا مستمرا وقادرا على الحياة بمفردة دون بقية المكونات الأخرى وهذا سر بقاءه عبر التاريخ مع تغير الجغرافيا وتبدل المسميات والحدود الطبيعية .
المصلحة والمستقبل والتكامل هي أساسيات بقاء الأمم والمجتمعات المركبة والمتنوعة في قضية بقاءها وتطورها , وكل ما يطرح خارج هذا المحددات الثلاث سواء أكان من خلال إندماج هذا المجتمع الأمه بغيره أو تفككه يبقى أمرا طارئا لا بد أن يعود يوما ما , وكثيرا من المجتمعات التي تشبه الأمة العراقية في تكوينها لم ينفعها الإندماج القهري بدون إرادة حقيقية لغالبية المكونات واتفاقهم على قواعد عيش جديدة , ولا في تمزقهم وإنفصالهم لكيانات أصغر سرعان ما تصبح مطامع الآخرين بهم واضحة وبيان النيات الشريرة ضدهم أما بالضم القهري والإستيلاء على الخصيصة المحلية المغلوبة ومحاولة إذابتها بالخصيصة الكبرى الضامة , عليه فإن التبدلات التكوينية في الغالب لا بد لها من أساس يشترك مع محددات وجود الأمة الثلاث التي ذكرناها وتتطابق مع حقائقها الخاصة .
لقد تعرض الإقليم العراقي ومنذ فجر التاريخ إلى سلسلة من الغزوات من الشرق ومن الغرب ومن الجنوب وأقل ذلك من الشمال ,ولكن النتيجة اليقينية التي بقيت ثابتة دون أن تتغير ذهبت كل العناوين المهاجمة وبقيت بنية العراق بتركيبته الفسيفسائية الملونة دون أن تتأثر كثيرا لا بالعوامل الدينية ولا بالعوامل العنصرية ,وانكفأت تلك الغزوات ليبقى العراق مثخنا بجراح يتحملها كل المجتمع بتنوعه ويتشارك في حصاد النتائج بالتساوي ,فبرغم مرارة الصراع الفارسي الروماني القديم وأشتداد المعارك بينهم لم يتحول العراق فارسيا أو تابع لفارس في أنتصاراتها ,ولا صار رومانيا بعد دحر الفرس وانهزامهم أمام الروم ,كما لم يتحول العراق بلدا إسلاميا مغلقا بعد أن صار عاصمة الدولة العربية الإسلامية ومركز الثقل الأساسي فيها ,ولم تختف الأديان والملل والقوميات وبقى كما هو عراق الفراتين أرض السواد بتاريخه وحاضره من أول السلالات الحاكمة لأول دولة نشأت في التأريخ إلى أن أصبح اليوم وبالإجبار والقهر دولة اتحادية مع نفسه وبنفسه دون أن يتحد مع أحد أو أن أحدا يريد الأتحاد معه .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا علينا أن نكون الضحية في كل مرة
- النظام القضائي العراق والبناء الجمعي
- قانونية ودستورية إشغال السيد مدحت المعصوم لمنصبي رئيس مجلس ا ...
- كانوا أشد قوة
- هل الإسلام يكره الجمال ويحتقر الحياة ؟.
- الإرهاب الاليكتروني نمط جديد من الإرهاب العابر.
- محاولات في تجاوز العقل والمنطق
- قصتي أنا ...كما ....... أرويها بنفسي
- حضور الرمز والرمزية في صوريات التعبد
- الليبرالية المعاصرة ونظرتها للدين والمعرفة الروحية ح2
- عودة خليف وتطويع النص الشعري
- الليبرالية المعاصرة ونظرتها للدين والمعرفة الروحية ح1
- السيد القمني ومفهوم اليقين الغرائزي واليقين النقدي
- هل يسمع رجال الدين صوت العقل
- هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟ ح2
- هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟. ح1
- التحالف السعودي الجديد ومحاربة الإرهاب
- العراق وطن العراقيين
- كل الحكاية ..... أولا . 6
- كل الحكاية ..... أولا . 4


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - هل يمكنا أن نكون أمة كاملة وحضارية .