رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 5034 - 2016 / 1 / 4 - 19:37
المحور:
المجتمع المدني
داحس والغبراء
الجمل وصفين
عندما يريد رجال الدين الحديث عن المجتمع الجاهلي وتأكيد حالة التخلف/والجهل في ذلك المجتمع، نجدهم يستحضرونه من خلال الحرب التي دامت أربعون عاما بسبب السطو على قافلة، والتي عرفت بحرب داحس والغبراء، وفي ذات الوقت يرفضون بشدة واصرار الخوض في تفاصيل الحرب التي نشبت بين علي ومعاوية، علما بأن الحرب الأولى انتهت وأمست من متخلفات الماضي، بينما الحرب الثانية بين علي ومعاوية ما زلنا ندفع ثمنها حتى اليوم، وتأثيرها ما زال مهيمنا علينا.
فنحن عندما ندعو إلى نبش ذلك الماضي المظلم، نريد أن نحدد سبب المشكلة، لكي نضع الحل وننهي تلك الحرب، فليس من المنطق أن تقع حرب أهلية منذ ما يزيد عن ألف وخمسمائة عام، وتبقى مشتعلة إلى الآن ولا يتم إنهاء أمرها.
أوروبا بعد حربين مدمرتين أكلت ما يقارب السبعين مليون إنسان، جلسوا معا وأنهوا حروبهم، في أقل من عشرين عاما، رغم تعدد اللغات والقوميات، ونحن من يدعي أصحاب الدين الواحد، واللغة الواحدة، والتاريخ المشترك، والمصالح الجامعة ما زلنا بين سلطان يستخدم تاريخ معاوية ليثبت حكمه، وبين معارضة تثير الفتن لتثبيت مصالح الغير أو أفراد فيها. وفي النهاية المواطن والوطن يدفع الثمن مضاعفا ومكررا، بهذا يتم قتل الوطن والمواطن، "هذا سني وذاك شيعي"، "هذا شيخ الإسلام وذلك آية الله"، فلننتهي من هذه الخلافات الطائفية ونتقدم بشكل صحيح إلى الأمام، العالم يتقدم ونحن نتقهقر منغمسين في حروبنا وخلافاتنا، فإلى متى نبقى مرتبطين بشيخ الإسلام وآية الله؟.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟