أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بيتر ابيلارد - أقباط مصر ومحمد عبد المطلب














المزيد.....

أقباط مصر ومحمد عبد المطلب


بيتر ابيلارد

الحوار المتمدن-العدد: 1372 - 2005 / 11 / 8 - 03:03
المحور: حقوق الانسان
    


باديء ذي بدء أنا لا أقصد محمد بن عبد المطلب نبي المسلمين بل أقصد محمد عبد الملطب المطرب الشعبي المصري.كثيرا ما أسمع أغنية لا تروق لي؛ ولكن نادرا ما أسمع أغنية ولا استطيع أن أنسها بسبب عدم إعجابي بها، واحدة من هذه الأغاني هي أغنية عبد الملطب (هاتوا لي حبيبي). ولكن ما هي علاقة كل هذا بأقباط مصر؟
في العقود الأخيرة إتضح لي أن أقباط مصر يتعاملون مع جميع المواقف الإجتماعية بمنطق هاتوا لي حبيبي حتى أني تخيلت أن هناك إتفاق غير معلن لجعل عبد المطلب منظرا للحركة الإجتماعية القبطية. لا يستطيع أحد أن ينكر ما يتعرض له أقباط مصر في الفترة الأخيرة من غُبن وظلم سواء على يد النظام الحاكم أو على يد الإجماعات الإسلامية وأخيرا حتى من الأفراد العاديين، طبعا عندما أقول لايستطيع أحد أن ينكر هذا فأنا أقصد العقلاء والغير مشاركين في هذا الظلم. فالحكومة ستنكر، والجماعات ستنكر؛ وكما قالوا في المثل المصري "قالوا للحرامي أحلف". المهم أن مايعنيني في الأمر هو كيفية تعامل الأقباط مع كل هذه القضايا.
أولا: يتم إخبار صحافة العالم إما سراً أو من خلال أقباط المهجر سواء كان هذا كعمل تطوعي منهم أو من خلال تسريب المعلومات من بعض رجال الأكليروس في مصر.
ثانيا: تُعقد المؤتمرات في الخارج ويدعى لها كل من له علاقة بالقضية من بعيد أو من بعيد جدا ويستبعد عن قصد أو دون قصد من له علاقة مباشرة بالقضية القبطية.
ثالثا: تقام المظاهرات في دول المهجر عادة عندما يكون الموقف متعلقا بأي شيء يخص الشعب القبطي، وتقام بعض ردود الفعل ونادرا مظاهرات في الداخل عندما يتعلق الأمر برجال الأكليروس – باستثناء أحداث الفيوم – فكل ما حدث من مظاهرات في مصر كان مرتبطا بشكل وثيق بالكهنة، سواء كان الإعتداء على أحدهم، أو أسلمة أو إسلام زوجة أحدهم، أو فضح أعمال أحد المطرودين،... إلخ إلخ
وبعد ذلك تهدأ الأمور وتعود إلى مجراها الغير طبيعي، وطبعا لن ننسى العرائض والشكاوى التي تقدم للجميع سواء في الداخل أو الخارج.
ولكن ماعلاة كل هذا بعبد المطلب؟
إني أرى تشابها غريبا في الأيدلوجية فعبد المطلب كأقباط مصر لا يكف عن الشكوى من هجر حبيبه وتركه له، ولكنه في نفس الوقت لا يوجد لديه أدنى استعداد أن يفعل شيء سوى التذمر والطلب من الأخرين أن يأتوا له بحبيبه. وأقباط مصر سواء في الداخل أو الخارج يفعلون نفس الشيء، لا يكفون عن التذمر من الإضطهاد – وهو حقيقة واقعة – وغياب حبيبهم المجتمع المدني أو حبيبتهم الحرية، ولكنهم في نفس الوقت غير مستعدين لفعل شيء سوى التذمر، ويريدون من الأخرين أن يأتوا لهم بحبيبهم. ولا يوجد فارق كبير سواء كان الأخر هنا هو النظام المصري أو النظام الأمريكي أو أي نظام في الكون بال سيكام لا يهم المهم أن يأتي لهم أحد بحبيبهم. وربما يتسائل البعض وهل يوجد شيء آخر يمكن فعله؟
يكفي أن نفكر ما استطاع فعله بضعة مئات من الألاف من الطلبة في بيروت وتمكنهم من إقالة حكومة كاملة، ويكفي أن نتذكر ما حدث في الثورة البرتقالية،... وغيرها وغيرها
هل يتصور أحدكم ما يمكن أن يفعله أقباط الداخل في حال قرروا الحصول على حريتهم غصبا؟ هل يتصور أحدكم ما يمكن أن يقوم به عدة ملايين من البشر؟ وأنا لا أعني بهذا الحرب الأهلية ولكن مجرد العصيان المدني، مجرد الإعتصام الصامت أما الكنائس، مجرد رفض استخدام التليفونات أو المواصلات العامة لفترة أسبوع واحد، مجرد رفض قراءة الصحف الحكومية،...
هناك مئات الطرق التي يمكن بها تغيير نظام هش كالنظام المصري الراقد على أنفاس الجميع من زمن بعيد.
وهنا تأتي نقطة في غاية الأهمية وقد قالها لي صديق بالأمس وهي أنه لو حاول الأقباط الحصول على حقوقهم بأي طريقة فسيتم تطهير مصر منهم للأبد، وبالرغم من أن هذا الصديق ليس قبطيا، وبالرغم من أنه كان يقولها بأسلوب "طيب ياريت يعملوها وإحنا نفرجهم" إلا أن هذه النقطة تحديدا تمثل أكبر مخاوف أقباط الداخل والخارج؛ ألا وهي الخوف من الإبادة الجماعية. ولكن لنفكر في الأمر قليلا.. هل تعتقدون أن هناك أي نظام في العالم حاليا لديه القدرة على أن يتخلص من عدة ملايين من مواطنيه هكذا دون عناء؟ هل تعتقدون أن النظام المصري قادر وبالتعاون مع الجماعات على فعلها؟
لنفترض أن هذا الطرح سليم وأن هناك قدرة على التخلص من جميع أقباط مصر في نصف ساعة كما قال صديقي.
وماهي المشكلة؟ إننا نسمع الأقباط ليل نهار وهم يقتبسون الإنجيل قائلين "مع المسيح ذلك أفضل جدا" "إن عشنا فاللرب نعيش وإن متنا فاللرب نموت" فلماذا إذن نردد كلمات لا نريد ولا نستطيع أن نعيشها؟
ولو أراد أقباط مصر الإكتفاء بكلام الإنجيل "الرب يدافع عنكم وأنتم صامتون" إذن فعليهم الإلتزام بالصمت وأنا أثق أنه سيدافع عنهم. لكن أن نحاول الصراخ والعويل دائما ثم نقول الرب سيدافع عنا فهذا قلب للأمور كلها رأساً على عقب.
فإما أن يبدأ أقباط مصر بالتحرك الجاد في داخل مصر للحصول على كل حقوقهم كمواطنين كاملي المواطنة أو ليكفوا عن الشكوى والصراخ. أما عن الموت فإذا كان منه بدٌ فعار عليك أن تموت جبان.



#بيتر_ابيلارد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجاء تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر
- الاسلاميون والعمى الفكرى الاختيارى
- نعم أنا أُسيء للدين الإسلامي
- الإسلامويون والعمى الفكري الإختياري


المزيد.....




- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
- بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
- بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بيتر ابيلارد - أقباط مصر ومحمد عبد المطلب