أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود عباس - هل الإسلام دينٌ للعرب - الجزء الثالث















المزيد.....


هل الإسلام دينٌ للعرب - الجزء الثالث


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5034 - 2016 / 1 / 4 - 07:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قال الغزالي: سأدافع عن الكلمة في العربية مثلما أدافع عن الآية في القرآن. أمثاله كثيرون من دمجوا الإسلام بالعربية، علماً أن معظم الشعوب الإسلامية لا تزال لا تفهم القرآن لغة، والإسلام فكراً ومفاهيما، ومعظم الخلفيات التاريخية بلغتهم مشوهة، فيتناولون الدين بعبادات شكلية، ويتعلمون طقوسه مدموجة بطقوس قريش الجاهلية، وحسب فهم وتأويلات فقهاءهم الذاتية، ومعظم هؤلاء يحفظون الآيات القرآنية باللغة العربية دون معرفة معانيها، ونادرا ما يراجعون الترجمة والتي تغيب فيها الكثير من التأويلات المستندة على قواعد اللغة العربية والعوامل التاريخية والتفسيرات المتنوعة، والفروقات دقيقة مبنية على مجازيات اللغة العربية.
بعد التراكمات المعرفة العلمية والثقافية عند الشعوب، ظهرت، وحسب الترجمات، العديد من التناقضات في القرآن، وعكستها المذاهب، فتعمق فقهاء الإسلام بالتنقيب عن قواعد اللغة العربية وتصريفاتها ليخرجوا بتفسيرات تتلاءم والعصر، لأن الاختلافات أدت إلى تزايد الهوة بين المفاهيم، والتي على أثرها ظهرت الصراعات المذهبية، والذين كفروا بعضهم أكثر ما كفروا الأديان الأخرى، فظهر الإسلام وفي عقودها الأولى، على بعدين متناقضين، الإسلام الراديكالي الإرهابي المؤمن بالعنف والقتل والمستند على النهج المديني في نشر الإسلام، وعليه تسير معظم المذاهب التكفيرية النابعة من شبه الجزيرة العربية، وخلفهم نصف المسلمون في العالم بشكل أو آخر، وهم الذين يكفرون كل القوى الحضارية والثقافات غير الإسلامية، ولا زالوا يؤمنون بالغزو والغنائم والسبي والقتل وغيرها من مفاهيم العنف. والإسلام ذو النهج الليبرالي والداعي إلى السلام، والتعامل الإنساني ورفض العنف، ويتعاملون مع المفاهيم الحضارية ويتقبلون التغيير والتلاؤم مع ثقافات الشعوب الأخرى. فالإسلام في حقيقته، دينين أو أديان مختلفة، لكنها لا زالت تدرج تحت اسم الإسلام. وعليه يفرض السؤال التالي ذاته: ما هي العلاقة بين المذهب الوهابي، والشيعية، والمذاهب الإسلامية الأخرى، كالعلوية أو عليّ إلهي، أو الدروز، أو الإسماعيلية، وغيرهم؟
السلطات الإسلامية العربية، منذ سقيفة بني ساعدة وحتى اللحظة، كانت تهمها السيطرة أكثر من مفاهيم الدين، وأغلب الذين برأوا الإسلام عنهم كانوا من الشعوب غير العربية، وكانوا على قناعة أن شرورهم ومجازرهم لم تكن لنشر الإسلام بقدر ما كانت للسيادة والسيطرة، دون أن تنتبه هذه الشعوب أن إسلامهم لا يتشابه والإسلام الذي آمن به معظم القبائل العربية، مما أدى إلى أن يبلغ بهم مجالات اطلاق الأحكام الإلهية والدفاع عنه بالجهاد وتوسيع مفاهيم القتل وطرق العنف، وأعادوا منطق القبائل العربية الجاهلية، وغزوا تحت عباءة حماة الله على الأرض، مع غياب المفاهيم الروحية في ثقافتهم، وقناعاتهم مبنية على أن سيادة الله يحتاج إلى حماية الإنسان، وظل الله في معتقدهم كملك يحتاج إلى من يدافع عنه وينشر أفكاره، ويحرس أملاكه، دون أن تدرك الأغلبية، أن منطق الدفاع عن الله كفر، فهو انتقاص لقدراته. وما يجري اليوم على الأرض من العنف، والشرور هو هذا الكفر بكل مسافاته، وعودة للإسلام الذي خرج من شبه الجزيرة العربية، أو الذي على أسسه اجتاحت القبائل العربية الشعوب المجاورة، ويطبقون ما طبقته تلك القبائل بين بعضها وفي غزواتها.
خارج هذا البعد الجغرافي السياسي، وصراعات علم الكلام، معظم الشعوب الإسلامية غير العربية اقتنعوا بمفاهيم الإسلام على المنحى الروحي، ورجحوا جوانب السلام، ولم يؤمنوا أو لم يتقبلوا الآيات المحرضة على القتل والعنف أو تغاضوا عنه، ولم تحجز بينهم وبين هذه المفاهيم مجازيات اللغة العربية وتأويلاتها، وعليه ظهر إسلامهم مخالفا ومختلفا عن إسلام العرب، ومن فهم القرآن على أيدي أئمة العرب انحازوا إلى العنف مثلهم، وتشربوا ثقافة الغزو وقبلوا بالقتل والعنف كأحد أهم ركائز الإسلام، وما يرى في بعض الدول الإسلامية من العنف انعكاس لتلك الثقافة الدينية القادمة من ثقافة القبائل العربية الجاهلية، المركزة على الآيات التي تشد على العنف، والسبي والغزوات، والقتل، ونشر الإسلام بالسيف، سهلوا لهم الإسلام بدون التعمق في مجازيات لسانهم وتأويلاتهم وتبريراتهم لقتل الآخر، وطمسوا العلاقات الروحية بين الإنسان وربه، والتي هي في حقيقتها مفاهيم كانت غريبة عليهم.
وعلى بنية تناقض الإسلام العربي مع الواقع الحضاري ومعارف الشعوب الحضارية الذين اصطدموا بهم منذ البدايات، ظهرت التبريرات والتأويلات العديدة والمتناقضة لآيات ومفاهيم عديدة، وتغيرت باستمرار على مدى المراحل التاريخية الإسلامية وحسب السلطات السياسية، ويعتبر هذا البعد الأخير أقوى سند لفقهائهم، على أنها تعكس تلائم الدين مع كل الظروف والأزمان والشعوب، رغم تضارب هذا التبرير مع عادات وتقاليد ومعيشة العرب القدامى، وتستند في كليته على مجازيات اللغة العربية، والتي كثيرا ما تخرج متناقضة بين فقيه لغوي وآخر أو مذهب وآخر.
الإسلام في مجمله، أو في جزئه العنفي، التجسيدي دين نبع من ثقافة القبائل العربية وبني عليها، ورسخت تلك الثقافة ونشرتها بين الشعوب تحت غطائه، واللغة جسر ينقل عبرها وعلى متنها ثقافة وعادات وتقاليد شعب ما إلى الأخرين، وكما ورد سابقاً، فالمسلم الذي لا يتقن لسان العرب، ومن لا يلم بلغة القرآن، ومجازياته يعتبر فهمه للإسلام ناقصاً، بل ويدحض كل مفسر أو محاور في الدين، ولا تؤخذ برؤيته، ولا يحق له النقاش في الإسلام، وهو ما أدى إلى ظهور ونشر الجامعات والفروع المتنوعة في اللغة العربية، ودراسة القرآن من جوانب لغوية عديدة، أكثر من الجوانب الفكرية، بل وفي معظمه، كل تعمق في المفاهيم لا بد وأن تسند باللغة العربية، وعلاقتها بالماضي، والبيئة الثقافية التي صدرت منها، وكانت تؤثر على معاني الآيات، أي عمليا لا يمكن فهم الإسلام دون التمكن من لسان العرب، لهذا فالإسلام هو إسلام العرب، تحتضن ثقافتهم ومفاهيمهم، وتستسقي أبعادها من بيئتهم دون بيئة الشعوب أو الحضارات المجاورة، فلم تظهر الفلسفة الروحية-الفكرية الميتافيزيقية في شرح الإسلام أو تحليل القرآن، والتي كانت غريبة عن القبائل العربية ولم يكن لهم معرفة بها، وكفرو كل من انزاح إلى ذلك المنحى، وللتغطية على هذه الإشكالية خرجت على عتبات اللغة محاورات ونقاشات فكرية في بدايات الخلافة الأموية سميت بعلم الكلام، وهو نابع ومدعوم باللغة العربية دون سواها من لغات الشعوب التي آمنت بالإسلام...
يتبع...

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
12-7-2015



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الإسلام دينٌ للعرب - الجزء الثاني
- الإسلام دين العرب - 1/2
- سوريا والأربعين حرامي - 2/2
- الحركة الكردستانية والإرادة المغتصبة - 3/3
- سوريا والأربعين حرامي - 1/2
- الحركة الكردستانية والإرادة المغتصبة - 2/3
- الحركة الكردستانية والإرادة المغتصبة - الجزء الأول
- ظاهرة السطو الثقافي بين الكرد
- الكرد بين السندان والمطرقة
- من يحاصر من
- يقظة شنكال هدمت لإيران أحلاماً
- كيف يعدم الكردي ذاته - الجزء الأخير
- كيف يعدم الكردي ذاته - الجزء الثالث
- كيف يعدم الكردي ذاته - الجزء الثاني
- كيف يعدم الكردي ذاته - الجزء الأول
- من سينقذ غربي كردستان - الجزء الثاني
- من سينقذ غربي كردستان - الجزء الأول
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء الخامس عشر
- آفة الصحراء والبداوة
- دم السوريين أرخص من البنزين


المزيد.....




- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
- تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
- بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
- الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي ...
- القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي ...
- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...
- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود عباس - هل الإسلام دينٌ للعرب - الجزء الثالث