محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1372 - 2005 / 11 / 8 - 11:46
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
1) في أحد المؤتمرات النقابية في الدار البيضاء ، رفع منظمو المؤتمر الذي كنت عضوا فيه في نهاية السبعينيات من القرن العشرين شعار "الارتباط العضوي بالطبقة العاملة المغربية" . و الشعار الذي تصدر المؤتمر، و احتل مكانا بارزا على صفحة جريدة المحرر، الممنوعة من الصدور ن منذ سنة 1981 ، و التي كان يرأس تحريرها شهيد الطبقة العاملة : الشهيد عمر بنجلون ، مكانا بارزا . و قد أثار هذا الشعار إعجاب أعضاء المؤتمر، و إعجاب الشعب المغربي ، و في نفس الوقت أثار حقد و غضب الطبقة الحاكمة ، التي مارست الكثير من الضغط على أعضاء النقابة المذكورة . و شردت ، و حاكمت العديد من أعضائها ، و من قيادييها المحليين ، و الإقليميين ، و الوطنيين.. فكأن ما تكلفه المناضلون النقابيون لا يتجاوز كونه ضريبة النضال النقابي الصحيح . مما جعلنا نعتقد حينها أننا نسير على الخط الصحيح في بناء التنظيمات النقابية : القطاعية ، و المركزية . و كنا نتنبأ بأن العمل النقابي الصحيح ، لابد أن ينعكس إيجابا على الطبقة العاملة ، التي تحتضن فكرها الاشتراكي العلمي ، و تمتلك وعيها الطبقي الحقيقي الذي يعدها لأن تنتقل من مستوى النضال النقابي ، الذي يهدف إلى تحسين أوضاعها المادية و المعنوية ، إلى مستوى النضال السياسي الذي يمكنها من الالتحاق بالتنظيم الحزبي العمالي الذي يحمل اسم حزب الطبقة العاملة ، أو الحزب الثوري ، أو الحزب الشيوعي الذي يقود النضال العمالي ، في أفق العمل على القضاء على الاستغلال بقيام الدولة الاشتراكية بتحويل ملكية وسائل الإنتاج ، من ملكية فردية إلى ملكية جماعية ، حتى تتحقق الحرية ، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية .
2) غير أن أمراض البورجوازية الصغرى و المتوسطة التي تحكمت ، و لازالت ، في مسار العمل النقابي تحول دون تحقيق ذلك الارتباط العضوي بالطبقة العاملة ، الذي لا يعني ، في نظرنا ، إلا التخلص من الأمراض البورجوازية الصغرى ، و العمل على اعتناق فكر الطبقة العاملة ، و إيديولوجيتها الاشتراكية العلمية ، و الالتحاق بحزبها الثوري الذي يقود النضالات العمالية في أفق الوصول إلى السلطة السياسية التي تعتبر وسيلة لتحقيق الحرية ، و الديمقراطية ، و العدالة الاجتماعية . فأمراض البورجوازية الصغرى فرضت قلب الشعار الذي تحول من الارتباط العضوي بالطبقة العاملة إلى الارتباط العضوي بالمصالح التي لها علاقة بتحقيق التطلعات الطبقية للبورجوازية الصغرى ، التي يتم تصديرها إلى الطبقة العاملة التي تنسلخ عن فكرها الاشتراكي العلمي ، لتعتنق هي بدورها فكر البورجوازية الصغرى ، الذي يجعل العمال بدورهم مرضى بالتطلعات البورجوازية الصغرى ، ليتحول شعار الارتباط العضوي بالطبقة العاملة المغربية ، إلى شعار : "تبعية الطبقة العاملة للبورجوازية الصغرى" ، لتغيب الطبقة العاملة ، و تصير وسيلة لتحقيق تطلعات البورجوازية الصغرى المتمثلة في الوصول إلى المؤسسات المنتخبة ، و إلى الحكومة ، باعتبارهما مساعدين على تحقيق التطلعات الطبقية المؤدية إلى التموقع الطبقي ، إلى جانب الطبقات المستفيدة من الاستغلال المادي ، و المعنوي للطبقة العاملة و لسائر الكادحين .
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟