أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خلف علي الخلف - في إنقاذ المسلمين من الإسلام













المزيد.....

في إنقاذ المسلمين من الإسلام


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 5031 - 2016 / 1 / 1 - 20:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يسارع زعماء الدول التي يحصد الإرهاب الإسلامي أبناءها، قبل أن تجف دماء الضحايا، إلى نفي التهمة عن الإسلام، وإلصاقها بمجموعة من المتطرفين الذين لا يمثلون الإسلام، ويقدمون صورة زائفة عنه.

هكذا قال الرئيس الأمريكي بعد أسبوع من "غزوة مانهاتن" التي حصدت حوالي ثلاثة آلاف أمريكي، الذي تحول إلى فقيه إسلامي يشرح للعالم مضمون الاسلام، الذي يمثل برأيه السلام والطمأنينة، ويشكو من الإرهابيين المتطرفين الأشرار، الذين يحاولون تشويه صورته بهجماتهم الإرهابية.

أما فرنسوا هولاند الرئيس الفرنسي الذي تعرضت بلاده لهجوم إرهابي استهدف الصحيفة الساخرة "شارلي إيبدو" و أسفر عن قتل رسامين صحفيين وآخرين، فقد أكد منذ البداية على أن "هؤلاء المتعصبين لا علاقة لهم بالدين الإسلامي"، ويجب "التفرقة بينهم وبين الإسلام". ليكتشف لاحقاً أن الإسلام يتلاءم مع الديمقراطية، بعد أن تفقه في الدين الإسلامي بعمق في خمسة أيام دون معلم.

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل غردت بحياء خارج السرب، إذ طالبت بضرورة الإجابة على التساؤل بشأن استخدام القتلة الدين الإسلامي في تبرير جرائمهم. ورمت الكرة في ملعب علماء الإسلام. وعلى الأرجح لن تسمع ميركل إجابة خلال فترة حياتها القصيرة.

سؤال السيدة ميركل جوهري، فهو يذهب إلى جوهر المشكلة وهو الإسلام الذي يزعم معتنقوه أنه الحل، لكل مشاكل "الأمة" وتخلفها وانحطاطها.

ولكن ما هو الإسلام الذي هو الحل، حسب فقه شيوخه الذين يسمون أنفسهم "علماء" وتنتظرهم السيدة ميركل ليجيبوا على تساؤلها؟

هل هو إسلام الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان الذي روى عن الرسول محمد أن شارب الخمر يقتل في المرة الرابعة!

أم إسلام العالم العلامة الشيخ الألباني الذي يُخرج من الإسلام كل من "أنكر (أو) جحد شيئاً يتبناه في إسلامه وفي دينه وهو يعرف ذلك فأنكره بقلبه وليس بلسانه فهو مرتد عن دينه ولو كان في حكم إسلامي، يقتل لأنه ارتد عن دينه". ربما تنتظر السيدة ميركل إجابة على تساؤلها من عالم كهذا!

إذاً فالمسلمون الطيبون المتسامحون المعتدلون المسالمون هم المرتدون عن الإسلام، والذين تعتبر أحكامهم في القتال أشد من الكفار، ولهؤلاء يَنسِبُ قادة دولٍ، وفقهاء مودرن، وزعماء رأي، وكتبة وصحفيون، الإسلام.

بل إن المسلمين عندما يفاخرون بإنجازاتهم العلمية في عصور ازدهارهم، لا يجدون غير إنجازات أشخاص تم تكفيرهم وقتل بعضهم، ليستولوا عليها وينسبونها للحضارة الإسلامية.

ما من شك أن دعاوى المسلمين المعاصرين بأن هناك قتلة يدينون بالمسيحية أو معتقدات أخرى، صحيحة. لكن القتلة المسيحيين لا يستخدمون ديانتهم لتبرير هذا القتل وشرعنته، بل يرجعون القتل لأسبابٍ دنيوية. لكن المسلمين حتى وهم يقتلون ويجزون الرؤوس لأسبابٍ دنيوية يفتشون في جراب الحاوي "الفقه الإسلامي" عن تبريرٍ لهذا القتل وإجازة له. ويقبل تبريرهم هذا علناً أو ضمناً قطاع واسع من المسلمين المتمسكين بإسلامهم، أي المسلمين الجيدين. صحيح أن كل قتل يحتاج مبررات، وفي العموم لا يعدم المجرم أو القاتل إيجادها كأن ينتصر للطبقة العاملة ضد البرجوازيين الذين يمتصون دماء الشعوب. إلا أن القتلة المسلمين لديهم "فورمة" جاهزة لكل مجزرة يرتكبونها ضد المرتدين والكفار، وما عليهم سوى تعبئة النموذج الفقهي المبَرِر للجريمة باسم الغزوة ووقائعها.

كتبت على صفحتي في الفيس بوك "أن المسلمين أكثر من عانى ويعاني من الإسلام" وكنت أعني هؤلاء المسلمين الطيبين "المرتدين" وفقاً لنصوص الإسلام، والذين ينسب لهم زعماء العالم في الملمات، الإسلام، فقام السيد هولاند بسرقتها وتحويرها بالاتجاه الفقهي الذي يعتقده فأصبحت على لسانه "المسلمون هم أول ضحايا التعصب والتطرف وعدم التسامح"، إذ أبعد التعصب والتطرف وعدم التسامح عن الإسلام.

يستحق تساؤل السيدة ميركل التوقف عنده، لكن بالتأكيد علينا أن لا ننتظر الجواب من "علماء" الإسلام، بل من مجتمع دولي، يجب أن يتكاتف لإنقاذ المسلمين من إسلامهم، إنقاذ المسلمين قبل "الكفار" وبقية العالم، كأن يقرر مجلس الأمن وفقاً للفصل السابع تنقية نصوص الإسلام من السحل والشوي والتقطيع، وحذف الوعود غير المؤكدة لمن يقوم بهذه الأفعال بالحوريات والخمر الذي يقتل شاربه في الدنيا.



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن صانع الأفلام الذي أعاد حلم الحرية للواجهة
- التفاوض مع بشار الأسد رؤية أمريكية أم سعودية؟
- المغرد الغامض -مجتهد- الذي يشغل وسائل إعلام كبرى
- في أن الإرهاب ابن شرعي للإسلام
- فرانكشتاين في بغداد: العدالة جسداً من أشلاء الضحايا
- التقمص في الديانة الدرزية حامل الحكاية في رواية «سرمدة»
- يوميات الثورة السورية: عن حزب الله وابن خلدون والمسلحين وسلم ...
- يوميات الثورة السورية: في الطريق إلى الرقة في ظل الحرية
- يوميات الثورة السورية: عن الجرذان وجبهة النصرة والكارثة الوط ...
- عن الفبركات وإنتاج الأساطير الكاذبة في الثورة السورية
- عن المحاصصات الإثنية والطائفية في تشكيلات المعارضة
- يوميات الثورة السورية: عن مرسي وإخوانه وشخصيات وطنية لا يعرف ...
- إخوان المرشد وإخوان المراقب
- عن إعلان -إمارة حلب الإسلامية- والظاهرة الجهادية في سوريا
- يوميات الثورة السورية: عن الشاعر الذي أصبح رئيسا لإتلاف سياس ...
- لماذا المقاومة المدنية تنجح وتحقق الإنتقال إلى دولة ديموقراط ...
- غزوة الإخوان المسلمين للثورة السورية
- يوميات الثورة السورية: مجلس البعبصة ومرتزقة حلب في هذا السيا ...
- حزب الهتيفة الجدد
- يوميات الثورة السورية: عن الذين يقاتلون بدماء الآخرين ويحرضو ...


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خلف علي الخلف - في إنقاذ المسلمين من الإسلام