أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجي عقراوي - مؤتمر لندن و تعقيدات الواقع















المزيد.....


مؤتمر لندن و تعقيدات الواقع


ناجي عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 373 - 2003 / 1 / 20 - 04:39
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                                                 
                                                                     
      
قبل الخوض في موضوع النقد الموجه إلى بعض أطراف المعارضة العراقية ، و الذي وصل إلى حد التشهير و الطعن والإسقاط و التخوين ، دون مراعاة البعض لأصول و قواعد النقد الذي يراد به البناء لا الهدم ، لا بد من القول بأن التاريخ لا يصنع من فراغ  لكنه يكتب ويسجل بأيدي الفاعلين و العاملين ، ولا بد أن تعترف أطراف المعارضة العراقية من أن النظام العراقي الحالي قد جعل من الأزمة العراقية مسالة دولية تدخلت فيها عناصر أجنبية ، فأن أي غياب للمعارضة   العراقية يؤدي إلى فراغ سياسي ، ويعتبر هذا الغياب العراقي بمثابة الكارثة لمستقبل العراق ، و تبين من خلال السجال الذي حصل على هامش المؤتمر في لندن وما بعده ، عدم استيعاب البعض تأثير العامل الدولي في القضية العراقية المتشنجة منذ عقود ، و آخرين بالغوا في مدى تأثيرهم وحجمهم ، ومن هذين التصورين ظهر بعض المنتقدين لمؤتمر المعارضة العراقية كأنهم متخصصون في المزايدة ، و حاولوا زراعة الخيبة من العمل المعارض في نفوس الذين يعانون الإحباط ، بحيث لا يستطيع أحد التكلم عن النواحي الإيجابية للقرارات المؤتمر ، و المغالطات كانت واضحة في بعض الكتابات إلى حد التشويه ، في حين كانت المناقشات التي جرت في أروقة المؤتمر لم تكن صراعات اثنيه أو دينية وان بدت  كذلك ، بل كانت ترجع لعوامل معقدة و لأحداث مرت على العراقيين خلال عمر الدولة العراقية ، و هي دلالة أيضا بان المعارضة العراقية ليست كتلة صماء ، لذا يعتبر اجتماع لندن و نتائجها في نظر الكثيرين بأنه كان مؤتمر للمكاشفة و المصارحة ، وفي نظر اكثر المحللين اعتبر المؤتمر حدث تاريخي لأنه انعقد في ظروف معقدة و وسط متغيرات و تحولات واسعة و عميقة تنتظر العراق و المنطقة ، والعالم حولنا يتعين التعامل معه تأثيرا فيه و تأثرا به بأساليب إيجابية متناسبة ، و بالتالي  المؤتمر يعتبر إضافة متجددة إلى رصيد الحركة الوطنية العراقية .
من الطبيعي أن يعتقد البعض بان مؤتمر لندن لم يكن شاملا و كاملا وهذا هو نصف الكأس الفارغ ، و لكن لا نستطيع أن نقول  بأن مؤتمر لندن كان فاشلا بل كان موفقا إلى حد ما ، ونتائجها مقبولة في نظر البعض الآخر و إن كانت متواضعة  ، و هي  بالتالي من إفرازات  تعقيدات القضية العراقية ، ويجب أن نعترف بان في مؤتمر واحد لا يمكن وضع حلول نهائية للازمة العراقية ، إلا أن هذه القرارات  كانت رؤية واضحة و مهمة جدا لتحسين شروط الحلول .
نعم توجد اختلافات في وجهات النظر بين أطراف المعارضة العراقية ، و كذلك توجد اجتهادات لبعض فصائل المعارضة قد تصل إلى درجة الخلاف ، من المؤكد بان هذه الاختلافات و الخلافات رغم كل الظروف تحتاج إلى التفاهم و إلى اتفاق جدي  بين فصائل المعارضة العراقية ، فعلى جميع الأطراف التحرك بطريقة إيجابية و محكمة و حقيقية ، للوصول إلى قرارات عملية بعيدة عن الصياغة الإنشائية ، لأنه ليس من المصلحة أن يقال هذا الطرف أو ذاك ، لكون الخسارة سوف تطال الجميع بلا استثناء و ليس الطرف المقيل أو المبعد فقط .
كتبت في جريدة الزمان الغراء عدد 1396 في 3/1/2003 مقالة بعنوان ( العراق في قلب العاصفة ) ذكرت فيها تشرذم المعارضة وضرورة توحيد صفوفها و تمنيت أن تحصل اجتماعات المعارضة العراقية على الإجماع المطلوب ، انتقاد  البناء للمعارضة أو لبعض أطرافها أو لقراراتها هو حق طبيعي لكل عراقي لإبداء رأيه و وجهة نظره .
الوطنيون العراقيون الذين انتقدوا بعض قرارات مؤتمر لندن بأسلوب عملي و علمي ، بعيدا عن التشنج و الإسقاط  و التخوين ، كان بسبب مخاوفهم و لا سيما مرت عليهم ممارسات ظالمة من قبل سلطة القتل و الجهل ، ومنهم من اجتهد اكثر و اعتبروا نتائج المؤتمر  و طريقة انعقاده لم تكن بالمستوى المطلوب حسب نظرهم ، و استفسر البعض على أي أساس بنيت قرارات المؤتمر ، ومنهم من قال بان لديه مآخذ على أعضاء اللجنة لان بعضهم كان يتصرف بما يشبه التعالي و تجاهل الآخرين .
مع كل ما تردد عن أعضاء اللجنة التحضيرية ، هناك حقيقة يجب أن لا نتجاهلها من أن أعضاء اللجنة هم بشر ، و الإنسان حينما يجتهد قد يصيب أو يخطئ و خاصة في مثل هذه  الظروف الصعبة  التي تمر بها الفسيفساء العراقية ، و لم يقل أحد بان  هؤلاء الاخوة هم من صنف الملائكة ، و لا يجوز أن ننسى وطنية هؤلاء  و تاريخهم في مقارعة الديكتاتورية ، عملوا بهمة و نشاط  و اجتهدوا و وصلوا إلى هذه الاستنتاجات ، و لتسارع الأحداث و لضيق الوقت لم يكن أمام  أعضاء اللجنة التحضيرية الوقت الكافي لأجراء حسابات طويلة و معقدة ، و لم ينظر البعض منهم إلى الوراء بتركيز أعم متصورين من أن ذلك يدخلهم في متاهات معقدة قد يؤدي إلى ربط المستقبل بأغلال الماضي ، فيكون من الطبيعي أن تصدر بعض ردود الفعل المتباينة هنا و هناك ، و كما ذكرنا من حق العراقيين تقليب الأمور على جنبيه ، وهو شئ مطلوب و مرغوب للوصول بالحوار البناء إلى شاطئ الأمان ، و ليس من حق أحد أن يرفض النقد و وجهات النظر المخالفة لرأي الآخرين .
كان درجة حدة المنتقدين متباينة و مختلفة ، فمنهم من صور الأمر كأن التواجد في محل انعقاد المؤتمر بأنه تواجد في مكان غير لائق ، يعاقب على التواجد فيه و حتى إن كان مجرد تواجد ، و البعض الآخر شارك في المؤتمر و لكنهم حينما  شعروا  بان فرصتهم اقل من فرصة كسب اليانصيب انسحبوا ، ومن ذهب خرج البعض دون ضجيج ،  ومنهم من احدث ضجيجا و صخبا و هاجموا المؤتمر ، ومن ثم ارتفعت أصوات أخرى كانت خامدة عندما كان إعلام النظام يمرمط  سمعة المعارضة العراقية في الرغام ، أعربوا عن جزعهم كأن المعارضة العراقية ( اللجنة السداسية ) تنوي ذبح معارضيها ، هنا يمكن تقبل بعض هذه الآراء ومناقشتها ، و لكن ليس من المنطق تقبل المحاولات المستميتة من قبل البعض و العمل على تلويث سمعة هذا الطرف أو ذاك ، الذي يراد منه إضعاف الروح المعنوية لبعض أطراف المعارضة  وإحداث خلل لا يستفيد منه سوى النظام العراقي و المحسوبين عليه و خاصة حينما يجري تغييب الصالح العام  ، و مع الأسف قام البعض الآخر بنحر أشخاص في المعارضة العراقية و جرى التركيز عليهم محاولين تلويثهم و اغتيالهم سياسيا و بثوا إشعاعات و تلفيقات يهدفون منها تصفية حسابات أو التنفيس عن أحقاد مكبوتة ، و الدليل هذا الطوفان من الافتراءات و الطعن و التشهير  و التخوين  و الإسقاط ، هؤلاء الذين يتصاعد بين ثناياهم دخان خانق يكتم الأنفاس ، و هذا التربص في الظلام أسلوب لصيق الصلة بأسلوب النظام  .
هناك أيضا البعض ممن ينتقد كأنه قوة مسيطرة و أن من حقه فرض وجوده و ذلك عن طريق تزييف الحقائق و الوقائع و المعايشة  جاعلا من عملية المعارضة  كأنها  مهنة أو حرفة في حين المعروف عن  العمل المعارض بأنه مواقف  جدية  و سليمة ضمن الواقع ، و نجد من كتابات هؤلاء صلة وثيقة تجمع بين المعلومات التي يطرحونها ، كأن الهدم و التشهير و الطعن و الإسقاط و التخوين اصبح بالنسبة لهم موديلا ، مع الأسف اصبح البعض من المنتقدين مثل المريض الذي حار فيه الأطباء و لا تجدي معه محاولات العلاج .
الفعل و العمل المعارض و كذلك أطراف المعارضة العراقية مسؤولة أمام الوطنيين الحقيقيين و أمام الشعب العراقي ، وليس أمام كل طاعن و قاذف حيث تهيأ له لمجرد أنه كتب أو كذب ، و إلا سوف يصبح الحكم في وطنية الناس  في يد القاذفين و المفترين و أصحاب الأهواء من الطاعنين.
أما العرب و العجم من الذين يهاجمون المعارضة العراقية ، و الذين كانوا و لازالوا يسكتون عن ممارسات النظام العراقي حينما يذبح و يقتل و يدمر المباني على من فيها من الساكنين دون تمييز ، هؤلاء التجار المرتزقة  باسم الحرص على العراق  و شعبه يصطفون مع النظام العراقي ، من هنا يبرز الشك في بواعث حملتهم التي لم و لن تكن لمصلحة العراقيين أرضا و شعبا لأن الواقع يكذبهم .
نقول لكل المنتقدين من الذين يرفعون راية التشهير و الطعن ضد المعارضة العراقية ، بأن محاولاتهم لا تجدي نفعا و لا يستطيعون إقناع أحد بطروحاتهم الخبيثة و اللئيمة ، و لا يستطيعون تشويه صورة الوطنيين العراقيين .
ليتوقف خفافيش الظلام عن امتصاص دماء الشرفاء ، و نقول لهم جميعا لن يبقى في النهاية إلا ما ينفع الناس في الأرض .

نشرت في جريدة المؤتمر الغراء عدد  334 في 17 – 23 / 1 / 2003
 



#ناجي_عقراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق في قلب العاصفة
- تحية تقدير و اعتزاز إلى حمورابي العراق الحديث
- تحية عطرة إلى موقع الحوار المتمدن
- الخلاص من الدكتاتورية في العراق هل يكون من خلال الحرب أم بال ...
- هل تستطيع الحكومة التركية تجاوز مواريث عنصرية متراكمة ؟
- إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة بأني كامل
- لنحافظ جميعا و معا على أمن الوطن والمواطن وعلى وحدتنا الوطني ...
- تفعيل اتفاق الحزبين الكرديين تعزيز لوحدة العراقيين
- عراق الغد و علاقاته الإقليمية
- سياسة الدولة الطورانية العنصرية هي من عقلية الطربوش
- تركيا وسياستها الغبية
- تركيا الطورانية و طابورها الخامس
- كيف يشعر الإنسان بالراحة وذراعه في قبضة الآخرين
- الطورانية شكل من أشكال العنصرية
- هناك فرق شاسع بين قوة الحضارة وحضارة القوة
- ماركة مسجلة .... أحذروا التقليد
- شئ من التأريخ
- السياسة التركية تتعارض مع تطورات ومستجدات العصر
- رسالة وشكر ومحبة من كردي لشقيقه العربي من سني لأخيه الشيعي
- الديمقراطية بين الواقع والتطبيق.... كلنا في الهم شرق


المزيد.....




- شاهد.. ركاب يقفون على جناح طائرة بعد اشتعال النيران بمحركها ...
- سوريا.. القلم الأخضر بيد أحمد الشرع عند توقيع الإعلان الدستو ...
- كالاس: وشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إلا ...
- الاتفاق بين دمشق والأكراد.. ماذا عن التفاصل والآثار المحتملة ...
- سوريا.. محافظ اللاذقية يعزي سيدة من الساحل في مقتل نجليها وح ...
- شيخ الموحدين الدروز الحناوي: لم نطلب الحماية من أحد ويجب إعط ...
- طهران: العقوبات الأمريكية الجديدة دليل على الخداع وخرق القا ...
- حريق ضخم في أحد مباني المعامل المركزية لوزارة الصحة المصرية ...
- محامو الطالب الفلسطيني محمود خليل يطالبون بالإفراج الفوري عن ...
- اكتشاف قد يحدث ثورة في علاج داء الثعلبة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجي عقراوي - مؤتمر لندن و تعقيدات الواقع