أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد الله جبران - لماذا كل الاصلاحات تجري على حساب الطبقات العمالية والشعوب الفقيرة ؟















المزيد.....


لماذا كل الاصلاحات تجري على حساب الطبقات العمالية والشعوب الفقيرة ؟


عبد الله جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1371 - 2005 / 11 / 7 - 08:11
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


حمى "الاصلاح" ترجمة لتوازن عالمي جديد
لماذا كل الاصلاحات تجري على حساب الطبقات العمالية والشعوب الفقيرة ؟ *

في السنوات الأخيرة دبت حمى "الاصلاح" في كل بقاع الأرض تقريباً. "اصلاح" في الأمم المتحدة ، بما في ذلك الميثاق الأساسي ، "اصلاح" في الدول الرأسمالية حتى لجوء رئيس وزراء اليابان الى الانتخابات لتمرير "اصلاحاته" ، و"اصلاحات" لا حصر لها في الدول الرأسمالية الأخرى. وضغط "للاصلاح" في العالم الثالث (حتى الرقم في اسمه اصبح فعلياً بحاجة الى اصلاح) وخاصة في الدول العربية.
وفي بلادنا، المصلحة سلفاً، تتوالى "الاصلاحات"، وهذه "الاصلاحات" في مضمونها تتناغم مع "الاصلاحات" الجارية في البلاد الرأسمالية الأخرى.
"اصلاح" اقتصادي في مركزه تخفيض المصاريف الحكومية على الخدمات وعلى المساعدات الاجتماعية، و"اصلاح" ضرائبي هدفه زيادة دخل الأغنياء ، و"اصلاح" في سوق العمل بعد ادخال مئات آلاف العمال الأجانب ، وتغيير قوانين التقاعد في المؤسسات العامة وتخفيض الأجور والتوجه أكثر الى سن القوانين والى المحاكم في علاقات العمل بديلاً عن طريقة التفاوض، والعمل على انهاء او تقليص دور النقابات حتى الحد الأدنى .والخصخصة وبيع الشركات والأسهم الحكومية لكبار رؤوس الأموال وبالتالي نقل جزء من الأملاك التي كانت موجودة بملكية جماعية الى ملكية الرأسمال الكبير . وبالتالي ارتفاع فعلي في مدخولات الأغنياء وتقليص فعلي في مدخولات الفقراء .

ماذا جرى حتى تعم حمى "الاصلاح"؟!ان حمى "الاصلاح" تسيطر حالياً على العالم بأكمله في المجالين السياسي (مثل الامم المتحدة، والديمقراطية، والارهاب وما شابه) والاقتصادي . وللأسف الشديد فانها تمر بدون مقاومة تقريباً، او بمقاومة هامشية لا تغير النتائج ، وهذا ليس صدفة. فالاصلاح" الذي يجري هو ببساطة ترجمة انتصار الرأسمالية على الاشتراكية في العقد الماضي ومحاولة سريعة ، وأحياناً متسرعة، من اصحاب رأس المال والقوى السياسية التي تمثلهم الى ترجمة هذا الانتصار سياسياً واقتصادياً لصالح هذه الطبقة، والغاء او تقليص ما حصلت عليه الطبقات العاملة خلال عقود طويلة.
لقد سيطر حتى سنوات الثمانين الصراع العالمي بين الاشتراكية والرأسمالية على ما يجري في العالم . وهذا الصراع أعطى الصراع الطبقي الداخلي في كل دولة بعداً اضافياً. فالطبقة العاملة ناضلت من اجل قضاياها المطلبية وفي ذهنها حلماً لمجتمع اكثر عدالة ومساواة وانسانية، وفي الحالات الثورية نظاماً آخر تتحقق فيه أحلامها . والاحزاب "الاشتراكية الديمقراطية"، وهي التي قامت اساساً لتحسين الظروف داخل المجتمع الرأسمالي نفسه عن طريق تحقيق انجازات مطلبية عينية فيه بدل وضع بديل للنظام ، عندما نجحت في مطالبها، كان ذلك بفضل الصراع الأساسي الطبقي والعالمي، ونتيجة معرفة الطبقات الحاكمة ان رضوخها لبعض المطالب العمالية ضرورة في تلك الظروف للحفاظ على حكمها.
والسؤال اليوم هل يوجد ما يهدد سيطرة رأس المال في المدى المنظور؟ وبما ان الجواب واضح لفترة غير معلومة، لا يرى رأس المال سبباً لاستمرار التنازل عما اضطر ان يتنازل عنه في الماضي من أرباح لصالح الطبقات الأفقر وبالتالي يقوم "باصلاح" القائم أي الغاء المكاسب التي حصلت عليها الطبقات العمالية والفقيرة وتحويل ما وفره من صرف على الاعانات والخدمات الحكومية الموجهة للجمهور العريض الى جيوب اصحاب رأس المال.
ان الكثيرين وللأسف يبدأون التحليل من مكان أقرب ومغلوط مثل قرارات للدول الغنية او قرارات للاسواق الاوروبية بتحديد نسبة العجز المسموح به في الميزانية لاعضائها، وبالتالي اضطرار هؤلاء الأعضاء الى تقليص الصرف على الخدمات العامة والاعانات الحكومية مما يهدد ما كان يسمى "بدولة الرفاه"(مثل ما يحدث حالياً في هولندا والدنمرك) ولكن هذه الدول وهذه المؤسسات تسمح لنفسها الآن باتخاذ مثل هذه القرارات بينما لم تكن تجرأ على ذلك قبل عشرين عاماً، وحتى عندما واجهت في الماضي مشكلة حقيقية كانت تحلها بشكل اكثر توازناً واكثر عدلاً في توزيع الأعباء آخذة في الاعتبار توازن القوى المحلية والعالمية.

"الاصلاحات السياسية"ان المنطق السابق هو المفتاح لفهم ما يجري من "اصلاحات سياسية" . فمثلاً في ميثاق الأمم المتحدة يجري حذف لحق الشعوب المحتلة في تحرير أراضيها. وتجري سيطرة كاملة للولايات المتحدة على قرارات المنظمة مع تغييب كامل لعشرات كثيرة من الدول وللمنظمة العامة وتحويلها الى اصفار لا غير ، تغرق في فقرها ومجاعتها وأمراضها بدون اكتراث من أحد.
ويجري الآن "اصلاح" الوضع في منطقتنا، في العراق وسوريا ولبنان وباقي الدول العربية. فالأمم المتحدة تتخذ قرارات بشأن لبنان وسوريا مثلاً وترفع هذه القرارات لدرجة التقديس فهي "تمثل رغبة المجتمع الدولي" ولكنها في نفس الوقت تلغي في الممارسة قرارات اتخذتها سابقاً، الأمم المتحدة نفسها، في قضايا الاحتلال والاستيطان . وحتى لو افترضنا سلفاً انه يوجد نظام عفن في هذه الدولة او تلك فهذا لا يعطي احداً الحق باحتلال ارضها او جعل هذا الاحتلال قضية هامشية لا تشغل احداً ، ولكن هذه هي مصالح "مصلحي" هذا العصر.
ان ما جرى في العراق هو نموذج لما يسمح النظام العالمي الجدد لنفسه من ممارسة . وهذا النظام لم يصل بعد الى أوج ممارساته لا في المجالات الداخلية في داخل الدول الرأسمالية نفسها او في داخل الدول الأخرى او في العلاقات الدولية. وعلينا ان نعي اننا سنرى انتكاسات جديدة في مجال الحقوق العمالية وفي مجال حقوق الشعوب ما دام لا يوجد جواب عند هذه القوى في كيفية التصدي للوضع الجديد.

وماذا بعد ؟ان فهمنا لتوازنات القوى (او عدم التوازن) الحالي في عالمنا هو اساسي لوضع برنامج لكل قوة سياسية ترى نفسها في المعسكر المتضرر . وعليه فعلى هذه القوى تعميق فهمها للظواهر وعدم الاكتفاء بالتحليل العام، مع ربطها بابعاد نظرية ممكن ان توفر لرؤية مستقبلية . والجهد النظري هو اساس يجب ان يستمر ويتطور لايجاد صيغ عمل في السنوات القريبة المقبلة.
ان المتضررين مما يجري هم فئات شعبية واسعة وعريضة ولكنها بدون تنظيم او قيادة، فالاحزاب الاشتراكية الديمقراطية (مثل حزب العمل عندنا) لم يعد لوجودها مبرر بعد الانهيار الحالي للبديل الاشتراكي واصبحت بغالبيتها تعمل في ظل الرأسمالية الكبيرة ولصالحها المباشر.
اننا في وضع جديد يجب ان نعي أبعاده ونعي انه ليس تكراراً لأي وضع سابق . فالرأسمال مسيطر قوي، ومتناغم وينسق عالمياً مقابل فئات لا حول لها ولا قوة ولا سند ولذا فهي غير قادرة في الظروف الحالية على المواجهة. ولذا لا يوجد جواب جاهز لا في الكتب ولا في الممارسة ، والاجتهاد والانفتاح على الأفكار والقوى المستعدة للمساهمة في المواجهة ووضع تصور للقضايا التي ممكن خلق تحالفات حولها هو اساس لوضع أي برنامج مستقبلي.
لا بد ان قوى اخرى في العالم عندها نفس الهواجس وعندها اجتهاداتها وتحليلاتها وتقديراتها، وعلينا ان نستفيد مما توصلت اليه ونناقش ما تطرحه ولا شك اننا نستطيع الاستفادة في ممارستنا من عالمية المعلومات، وشعارات الديمقراطية التي ما يزال يرفعها النظام الرأسمالي . وربما على صحيفة مثل الاتحاد دور وواجب اساسي في هذا المجال.



#عبد_الله_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وثائق سرية تكشف: الملكة إليزابيث لم تكن على علم بتورط مستشار ...
- تجديد حبس شباب «بانر فـلسطين» 45 يومًا
- «المفوضية»: للمرة الثانية المحبوسين بـ«العاشر 6» يديرون أجسا ...
- إضرابها دخل يومه السابع بعد المئة.. نظام الاستبداد يقتل ليلى ...
- صوفيا ملك// حتى لا تبتلعنا أمريكا..
- مذكرة من «البلشي» للنائب العام بعد إحالة «صحفيين» محبوسين إح ...
- “المبادرة” تطالب بالتحقيق في شكاوى معتقلي العاشر 6
- جنايات “المنصورة” تقضي بحبس معتقلي حادث المطرية 45 يومًا
- افتتاح معرض مكرس لحصار لينينغراد في الأمم المتحدة
- سقوط العقيدة العسكرية “الإسرائيلية”


المزيد.....

- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد الله جبران - لماذا كل الاصلاحات تجري على حساب الطبقات العمالية والشعوب الفقيرة ؟