أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار حمود - في فقه المعصية















المزيد.....



في فقه المعصية


نزار حمود
أستاذ جامعي وكاتب

(Nezar Hammoud)


الحوار المتمدن-العدد: 5030 - 2015 / 12 / 31 - 22:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في فقه المعصية (1)

لقد قالها القرآن الكريم في عشرات السور والآيات المبثوثة بين دفتي الكتاب المقدس. قالها بشكل واضح لا يقبل الجدل والنقاش. شرحها واستفاض وتكلم عن الأسباب الموجبة الملزمة التي تمنع أي اجتهاد فيها أو تفسير أو أي تأويل لها. لقد قال الله في كتابه أن لا مكان للمعجزة(2) في الإسلام. فالمعجزة، وإن كانت تؤدي دوراً إيديولوجيا ً فكريا ً إيمانيا ً في الديانات التوحيدية السماوية وغير السماوية السابقة للإسلام، إلا أنها تظل بعيدة كل البعد عن الإسلام روحا ً وممارسة. ولقد أتت كلمات الله نافية تكليف الرسول محمد بأن يأتي بمعجزة فاتخذت هذه الكلمات شكل محاورة طرفاها الرئيسان هما الله والمشككون في أمر رسول الله، الذي ما هو بجوهره إلا وسيطاً ناقلاً لكلمة الله.
من ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، ما تقوله الآية السابعة والثلاثون من سورة الأنعام: {وقالوا لولا نـُزل عليه آية من ربه، قل إن الله قادر على أن ينزل آية، ولكن أكثرهم لا يعلمون}. وكذلك الآية العشرون من سورة يونس: {ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه، فقل إنما الغيب لله، فانتظروا إني معكم من المنتظرين} والآية الخمسون من سورة العنكبوت: {وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه، قل إنما الآيات عند الله، وإنما أنا نذير مبين}. والآية الرابعة والخمسون بعد المائة من سورة الشعراء: {ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين}. وحتى عندما كانت الظنون تنتاب الرسول نفسه كانت تنزل الآيات القرآنية منبهةً له ومتوعدة إياه بأنه سيكون من الخاسرين إذا امترى وانتابته الشكوك في ما أنزل عليه، كما هو واضح في الآيتين الرابعة والتسعين والخامسة والتسعين من سورة يونس إذ تقولان: {فإن كنتَ في شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين}.
أما الجواب الذي كان الرسول العربي يعطيه لكل سائلٍ طالبٍ للمعجزة كوسيلة للتيقن من الحقيقة الإلهية فهو أنه ليس إلا وسيطاً ناقلاً للحق، وأنه مجرد بشر ككل البشر لا يعرف الغيب ولا يدعي ذلك. من ذلك على سبيل المثال لا الحصر: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون} (الأنعام/109)، و{وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين} (العنكبوت/50)، و{ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجا ً وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجلٍ كتاب} (الرعد/38)، و{قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي} (الكهف/110).
وقد كان الله يعلل ويوضح دائما ً لرسوله ولسامع القرآن القرآن أو قارئه أسبابَ امتناعه عن منح الرسولَ العربي المقدرة على اجتراح المعجزات حيث تأتي أسباب هذا المنع في خمس طبقات أو أبواب رئيسة هي التعليل بالتكذيب والتعليل بالتأويل السحري والتعليل بالتعذيب والتعليل بعدم النجاعة والتعليل بالآيات الكونية.
- التعليل بالتكذيب حيث الأقوام والشعوب السالفة التي نزل فيها الرسل والأنبياء لم تتوان عن تكذيبهم رغم كل الآيات والمعجزات التي أتوا بها، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر: {ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجلَ من بعده وأنتم ظالمون} (البقرة/92) و {قالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين} (الأعراف/132) و {ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض} (العنكبوت/39) و{كلما جاء أمة رسولها كذبوه} (المؤمنون/44).
- التعليل بالتأويل السحري إذ نجد في القرآن الكريم جملة من الآيات التي تفسر الامتناع الإلهي عن الإتيان بالمعجزات على يد الرسول العربي إلى ميل الأقوام السابقة لزمنه إلى تفسير هذه المعجزات على أنها مجرد أعمال سحر وشعوذة. ومن الآيات التي توضح ذلك، ودائما ً على سبيل المثال لا الحصر: {إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين} (المائدة/110)، و{ثم بعثنا من بعدهم موسى وهرون إلى فرعون وملئه بآياتنا فا ستكبروا} و {قالواإن هذا لسحر مبين} (يونس 75-76). فما دام قوم محمد {وإذا رأوا آية يستسخرون} و{وقالوا إن هذا إلا سحر مبين} (الصافات/14-15) و ما داموا {وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر} (القمر/2)، أفليس حجب المعجزات عنهم بأفضل السبل لسد الذرائع عليهم؟
- التعليل بالتعذيب ورحمة للناس من أهواله كي لا يطال البشرَ عقابُ الله الشديد إن عرضت عليهم آياته فاستكبروا وكذبوا واستهزأوا كما يرد في الآيات {سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب} (البقرة/211) و {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات، وأولئك لهم عذاب عظيم} (آل عمران/105) و {قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا ً لا أعذبه أحداً في العالمين} (المائدة/115).
- التعليل بعدم النجاعة لأن من المستحيل إدخال الإيمان في قلب من يرفضه إلا بأمر من الله. إن قضية الإيمان من عدمه قضية إلهية بامتياز وهامش الحرية فيها محدود للغاية. لقد أكد القرآن على هذا الأمر في العديد من المواقع التي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون} (آل عمران/128)، و {إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل} (النحل/37)، و {ما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن من الله} (يونس/100)، و {فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء} (فاطر/8)، و {من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون} (الأعراف/178). فالمشيئة الإلهية هي التي تتحكم بإيمان الناس وليس المعجزة أو إظهار الإعجاز على يد رسول الله {ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قـُبلاً ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله} (الأنعام/111).
- التعليل بالآيات الكونية إذ ما الحاجة إلى إتيان المعجزات وإظهارها لقريش أو سواها إذا كان الكون من حول الناس جميعا ً مليئا ً مكتظا ً بالمعجزات؟ فكل ما في الكون معجزة. من الكائنات وحيدة الخلية إلى الجبال الراسخات وصولا ً إلى الشمس والمجموعات الشمسية المنتشرة في الفضاء الأعظم. {ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون، ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا ً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون، ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين، ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون، ومن آياته يريكم البرق خوفا ً وطمعا ً وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون، ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون} (الروم/19-25).
ولا بد هنا أن نذكر أن القرآن، بحد ذاته، مثل إعجازا ً تحدى به الله البشرَ أن يأتوا بمثله.علما ً بأن كلمة إعجاز أوكلمة معجزة لم ترد في القرآن مرة واحدة لكن صيغة الإعجاز وتحدي القرآن للبشر جاء في خمس آيات متفرقة، اثنتان منها مكررتان بصورة شبه حرفية: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً} (الإسراء/88) و {أم يقولون تقوَّله بل لا يؤمنون، فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين} (الطور/33-34).
إذا ً، ومن خلال هذا الشرح المفصل المعلل والمدعم بالآيات القرآنية، يتبين، وبوضوح لمن يريد أن يعرف، أن لا معجزة في الإسلام وأن الرسول العربي كان مكلفاً فقط بإيصال الرسالة وأنه لم يكن مخولا ً بأي حال من الأحوال أن يجترح المعجزات أو يقوم بما لا يستطيع البشري العادي القيام به اللهم إلا من حيث تلقي الوحي ولقاء جبريل(3). وهنا نصل إلى بيت القصيد. من أين أتت إذا ً كل المعجزات التي تزخر بها كتب الفقه الإسلامي بشقيه الأساسيين المعترف بهما والمتعارف عليهما: أي السني والشيعي؟
يقول ابن هشام في سيرته الشهيرة إن معجزات النبي بلغت عشراً هي سلام الحجر والشجر عليه(4) ومعجزة تحريك الشجرة ومعجزة إعماء القريشيين(5) ومعجزة سيف عكاشة بن محصن ومعجزة عين قتادة بن النعمان(6) ومعجزة الكدية ومعجزة تكثير التمر ومعجزة تكثير الطعام(7) ومعجزة تحطيم الأصنام ومعجزة نبع الماء.
أما أبو الحسن الماوردي فيقول، بعد مرور قرنين من الزمن على كتابة سيرة ابن هشام، في كتابه أعلام النبوة إن عدد هذه المعجزات النبوية قد بلغ نحوا ً من أربعين معجزة(8) أي أن هذه المعجزات قد تضاعفت أربع مرات منذ كتابة سيرة ابن هشام. معظم هذه المعجزات يتعلق بأفعال الرسول دون معجزات أقواله وتنبؤاته بالمستقبل. من هذه المعجزات مثلا ً تحويل الماء المالح إلى ماء زلال(9) ومعجزة شفاء المجذومين وإحياء الموتى إلخ ...
بعد مرور ثلاثة قرون على السيرة الهشامية وتحديدا ً في النصف الأول من القرن السادس الهجري نجد القاضي عياض(10) يرفع عدد المعجزات إلى مائة وعشرين معجزة شملت إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وذوي العاهات وكلام الشجر وتسبيحه وإصدار الكلام من أفواه الحيوانات كالذئب والحمار والبعير والغنم والسحالي (11). وقد أحصى القاضي عياض ما لا يقل عن عشرين معجزة تتصل بإفرازات الرسول وأشياءه منها معجزة ريح المسك ولصق اليد(12) وفضل الوضوء وسوى ذلك من المعجزات التي كان الفاعل فيها ليس الرسول بكليته بل إفرازاته الجسدية من بصاق وتفال ونفاث.
أما في القرن الثامن للهجرة فقد حافظ ابن كثير على عدد المعجزات كما هو دون زيادة تذكر لكنه قام بتعدادها وذكر القصص والروايات المختلفة التي ذكرتها المراجع لكل منها، قاصدا ً من وراء ذلك إلى تأكيد حصول هذه المعجزات حتى ولو كانت قد ذكرت في أمهات الكتب على شكل أخبار آحاد. ومن ذلك مثلا ً ما فعله عند ذكره لمعجزة حنين الجذع عندما تحول عنه الرسول إلى المنبر. ففي مطلع الباب الذي يفرده عن "حنين الجذع شوقا ً إلى رسول الله وشغفا ً من فراقه"، يقول "وقد ورد من حديث جماعة من الصحابة بطرق متعددة تفيد القطع عند أئمة هذا الشأن وفرسان هذا الميدان"(13). ثم، بعد أن يورد تسعة أحاديث في هذا الشأن، ومن عشرين طريقا ً، أي إسنادا ً، مختلفا ً ينتهي إلى الاستنتاج بحزم : "هذه الطريق من هذه الوجوه تفيد القطع بوقوع ذلك عند أئمة هذا الفن، وكذا من تأملها وأنعم فيها النظر والتأمل مع معرفته بأحوال الرجال".
تعد كل المراجع التي ذكرت أعلاه، من المناهل الرئيسية(14) التي شرب منها فقهاء السنة على مر العصور وبنوا عليها فتاواهم وإرشاداتهم وإجتهاداتهم ‘العلمية’ و‘الإرشادية’ الكهنوتية(15). لكن معصية الله وقرآنه هذه لا تقتصر بأي حال على المذهب السني الذي يعتبره أصحابه، المنتمون إليه بحكم الولادة والوراثة، الممثل الوحيد الأوحد "للأمة" الإسلامية. إذ تغص مراجع الشيعة أيضا ً بكل ما يؤكد وقوع مئات المعجزات على يد رسول الله. إلا أن المعجزات لدى المنتمين للمذهب الشيعي، بحكم الولادة والوراثة، أغنى وأوفر وذلك لوجود منظومة الأئمة المعصومين لديهم. فالقدرة على اجتراح المعجزة التي كان يتمتع بها الرسول محمد والنزر اليسير من الصحابة(16) المعروفين أو المجهولين من حوله، في المراجع السنية، باتت في مقدور واستطاعة كل الأئمة الإثني عشر إضافة طبعا ً لآل الرسول الذين يمتون إليه صلة القربى المباشرة. وإذا كان الغائب الأكبر عن المعجزات النبوية في الأدبيات السنية هو علي ابن أبي طالب(17) فلنا أن نتوقع أن يكون هو الحاضر الكبير في الأدبيات الشيعية.
يورد أبو عبد الله بن حمدان الخصيبي نحوا ً من ثلاثين معجزة بعضها مطابق تماما ً لما ورد في الأدبيات السنية ولكن بإسناد مختلف تتألف كل سلسلته من الرواة الشيعة الذين يأتي في مقدمتهم محمد الباقر وابنه جعفر الصادق. فقصة قصعة التمر التي أطعم منها الرسول المئات من أهل المدينة وبقي فيها التمر كاملا ً لم ينقص، يُنقـَل مسرحها في رواية الخصيبي إلى بيت أم سلمة زوجته، حيث عقد زواج فاطمة ابنته على علي بن ابي طالب. وكذلك في معجزة إنباع الماء، ولكن مع تجيير هذه المعجزة لصالح علي مرة أخرى(18). ومعجزة تسبيح الحصى وتحريك الجمادات. وبدهي أن معجزة رد الشمس التي طعن فيها ابن كثير بالكثير من الحماس والحمية، ومن قبله عديد كبير من أهل السنة كالطنافسي والجوزجاني والدار قطني وابن عساكر وابن الجوزي وابن تيمية، تجد تبنيا ً لا مشروطا ً من قبل الخصيبي وإن كان يرويها على لسان الإمام الخامس محمد بن علي لا على لسان أسماء بنت عميس. بل إنه، بموجب هذه الرواية نفسها، يؤكد أن الشمس ردت لعلي ثلاث مرات: مرة في المدينة ومرتين في العراق. وتقدم لنا معجزة شق القمر مثالا ً آخر للتوظيف الشيعي الذي يجعل من علي ابن أبي طالب فاعلا ً مركزيا ً فيها. وكذلك معجزة إحياء الميت ومنها قصة إحياء أهل الكهف جميعا ً ليشهدوا أن الله هو من فـَضَل عليا ً على الثلاثي أبي بكر وعمر وعثمان وأعطاه العهد والولاية إلى يوم الدين!
أما وتحت باب المعجزات الإمامية فحدث ولا حرج. ذلك أنها تأتي مكملة ومتممة لمعجزات الرسول وعلي ابن أبي طالب. يقول محمد بن جرير الطبري الموصوف بالشيعي تمييزاً له عن سـميه محمد بن جرير الطبري السني والذي يعد من أعاظم علماء الإمامة في المائة الرابعة، وإن يكن هناك اختلاف حول عصره كما حول هويته، إذاً، يقول محمد بن جرير الطبري في باب معجزات الإمام علي وعلى لسان الراوية(19) ماخلاصته أن حلق الإمام علي في الهواء وسط حفيف أجنحة الملائكة حتى وصل إلى بحر عجاج مضطرب الأمواج فأمره أن يسكن فسكن ثم مشى هو وباقي الفرسان من حوله فوق الماء فلم تبتل أقدامهم ولا حوافر الخيل. فعبروا ذلك البحر وإذا بشجرة عظيمة غير ذات ثمار. فهزها الإمام حتى خرجت منها ناقة طولها ثمانون ذراعا ً وعرضها أربعون وخلفها قلوص(20). فشرب منها سلمان حتى ارتوى من لبنها. ثم قال الإمام: أتريد أفضل منها، أي أفضل من هذه المعجزة؟ فقال نعم. فما كان من الإمام إلا أن أخرج ناقة أخرى طولها مائة وعشرون ذراعا ً وعرضها ستون ذراعا ً، رأسها من الياقوت وصدرها من العنب الأشهب وقوائمها من الزبرجد الأخضر... إلخ ...
أما ثانية المعجزات التي يوردها الطبري الشيعي فيقترن فيها الطابع الإعجازي بالطابع السياسي المباشر. فعن جعفر الصادق عن أبيه مرفوعاً إلى أمير المؤمنين علي أن جبريل نزل على النبي (ص) بجام من الفضة فيه فاكهة الجنة فرفعه إلى النبي (ص) فسبح الجام وكبر وهلل في يده، ثم دفعه إلى أبي بكر فسكت الجام، ثم دفعه إلى عمر فسكت الجام، ثم دفعه إلى أمير المؤمنين فسبح الجام وكبر وهلل في يده. ثم قال الجام : ‘إني أمرت ألا أتكلم إلا في يد نبي أو وصي نبي’(21).
ومن معجزات الأئمة الأحد عشر التي تمتد على مدى ثلاثة قرون كاملة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر معجزة الخيط المنسوبة إلى زين العابدين، علي بن الحسين رابع الأئمة حيث يقوم بالانتقام ممن قتل وأهان شيعة علي بن أبي طالب ومحبيه من خلال هز الخيط الذي نزل به جبريل على رسول الله (هكذا!) ما أحدث في المدينة زلزالا ً عظيما ً هلك جراءه أكثر من ثلاثين ألفا ً رجالا ً ونساء(22). ومعجزة نطق الإمام التاسع وهو في السنتين من العمر، بأسماء سلسلة الأئمة - إلى عهده - كاملة، حيث كانت هذه السلسلة موضع خلاف ونزاع داخلي بين الفرق التي توزع بينها أتباع المذهب الإمامي.
في نهاية المطاف ... تطاولت لائحة المعجزات في الأدبيات الكهنوتية السنية لتصل إلى نحو الثلاثة آلاف معجزة لدى مصنف السيرة الحلبية في القرن الحادي عشر. كما تضخمت هذه اللائحة على المقلب الآخر أي المقلب الشيعي لتصل إلى ما يزيد عن الألفين مع البحراني في مدينة المعاجز.
لقد قال القرآن وأوضح بفصيح اللغة العربية القرشية أن لا مكان للمعجزة في الإسلام كما حرم على الرسول العربي الإتيان بأي منها. فما كان من المسلمين بعد موت الرسول محمد إلا أن تجرأوا على كلام الله عز وجل وعـَصَوه وجعلوا نبيه وصحابته وأهله وآل بيته وذريته يجترحون المعجزة تلو الأخرى ويستعملونها لتحقيق أغراضهم السياسية السلطوية الدنيوية المباشرة. هذا هو ما عناه وشرحه جورج طرابيشي بسبات العقل في الإسلام في كتابه الذي يحمل نفس الإسم والذي ينطوي على آلاف الأدلة الموثقة بصبر وأناة، على حالة الغياب التام للنقد العلمي بأدنى مستوياته لدى المسلمين وقبولهم الأعمى بتسليم أمور دينهم ودنياهم لمن يدعي زورا ً وبهتانا ً، العلمَ والمعرفة َ ويتقن الجرأة على معصية الله وقرآنه.
يأتي هذا المقال بمثابة تذكير متواضع بأهمية أبحاث وكتابات المفكر السوري الكبير جورج طرابيشي كونها تشكل مشروعا ً شبه متكامل وفرصة جديدة للمسلمين جميعا ً وبكافة أشكالهم ومشاربهم لاستدراك الأخطاء القاتلة التي أدت بالفقه الإسلامي إلى الحال المزرية التي نراها اليوم. لقد فوت العرب العديدَ من الفرص التاريخية في هذا المجال كالفرصة الذهبية التي أتاحها لهم ابن رشد وأبو العلاء المعري وسواهما الكثير. ولم يكتفوا بذلك بل عملوا على قتل وتشريد وكم أفواه كل من حاول أن يرفع الصوت مطالبا ً بضرورة البحث العلمي الموضوعي وإعادة تقييم التاريخ للدخول بالفقه الإسلامي إلى عصر أنوار طال انتظار المسلمين على أبوابه في حين سبقهم العالم بأسره إلى ذلك . ليس صحيحا ً أبدا ً أن الديناصورات اللاحمة التي تقتل وتذبح وتفجر وتقطع الرؤوس والأطراف باسم الإسلام، هي مجرد وليد لقيط للمؤامرة العالمية على العرب والمسلمين بل هي ثمرة شرعية للغاية للخطأ والكذب والتضليل والمعصية التي غرق فيها ‘علماء’ الفقه الإسلامي... سنة وشيعة. إن هذه النظرة أو هذه الطريقة في فهم الأحداث مدمرةٌ وعلى كل الأصعدة. أعتقد أن الوقت قد حان كي يواجه العرب، والمسلمون العرب على وجه التحديد، الحقائق كما هي. ومن هنا أهمية تأتي وتتأكد أهمية مشروع جورج طرابيشي الداعي إلى مواجهة سبات العقل القاتل بكافة أسلحة العلم والنور والتوثيق والبحث.
ترى متى يستفيق المسلمون العرب من سباتهم الثقيل هذا ويقروا بالضرورة الملحة الآنية والفورية للدفاع عن الإسلام من خلال تعريض التاريخ والتراث الإسلامي للنقد المثمر البناء وفتح نوافذ النور والهواء عليه عله يتخلص مرة واحدة من درن وعفن الظلام الذي طال حتى خلنا أنه لن ينقضي.
==============
(1)- هذا المقال، من ألفه إلى يائه، هو مجرد ملخص بسيط وشبه حرفي للجهد الهام الذي بذله الكاتب والمفكر الكبير جورج طرابيشي من خلال عمله الفكري الدؤوب الذي ما زال مستمرا ً حتى ساعة كتابة هذه الكلمات. إنه تلخيص بسيط لكتابه "المعجزة أو سبات العقل في الإسلام" أضعه بين يدي القارئ للتأكيد على أهمية إعمال العقل في التراث الفقهي الإسلامي علـَّنا نخرج من بوتقة الموت التي تحرقنا جميعا ً اليوم. حواشي هذا المقال في معظمها هي للأستاذ جورج طرابيشي إلا ما سوف تتم الإشارة إليه.
(2)- المعجزة أو الآية أي القدرة عل الإتيان بخوارق الأمور التي لا يستطيع القيام بها عامة الناس وسائر الكائنات كالسير فوق الماء أو معرفة الغيب أو القدرة على إحياء الموتى. ن.ح
(3)- لا ينقص هذا الطرح ولا بشكل من الأشكال من القيمة اللاهوتية أو الأدبية أو التاريخية لرسول الله محمد بل يزيد من احترامه ويرفع من شأنه كونه يدل أنه كان يطلب من أتباعه الإيمان الواعي العميق المطلق المجرد بالذات الإلهية. ن.ح
(4)- ابن هشام: السيرة النبوية، تحقيق سعيد محمد اللحام، دار الفكر، بيروت 2001، ج1، ص.178. يقول ابن هشام عن ابن اسحق عن "بعض أهل العلم" أن (رسول الله حين أراده الله بكرامته وابتدأه بالنبوة، كان إذا خرج لحاجته أبعدَ حتى تحسر عنه البيوت. فلا يمر رسول الله بحجر ولا شجر إلا قال: السلام عليك يا رسول الله)
(5)- سيرة ابن هشام الجزء الثاني، ص210 : فقد رماهم بحفنة من التراب فلم يروه وهو ينسل تحت أبصارهم ليلة هجر مكة واستخلف مكانه في فراشه علي ابن أبي طالب.
(6)- سيرة ابن هشام الجزء الثالث،ص 36: ففي غزوة أحد أصيبت عين قتادة بن النعمان ووقعت على وجنته، فأخذها الرسول و"ردها بيده فكانت أحسن عينيه وأحدَّهما "
(7)- سيرة ابن هشام. الجزء الثالث. ص 147: فقد روى جابر بن عبد الله أن امرأته شوت للرسول، في وقعة الخندق، شاة صغيرة نحيفة وصنعت له أيضا ً شيئا ً من خبز الشعير، ولكن الرسول أبى أن يأتي العشاء عندهما وحده وأصر على أن يصحبه كل من كان يعمل في حفر الخندق – وكانوا يعملون فيه من الصبح إلى المساء. وعلى دهش من جابر الذي كان يحسب أن ما عنده من الطعام لا يكفي لأكثر من أربعة أو خمسة أشخاص "أقبل الرسول وأقبل الناس معه وبرك وسمى ثم أكل، وتوارد الناس كلما فرغ قوم قاموا وجاء ناس، حتى صدر أهل الخندق عنها".
(8)- يستحيل في مثل هذه العجالة أن نذكر تفاصيل كل المعجزات التي وردت في كتب السيرة، الأمر الذي فعله جورج طرابيشي بتفصيل كاف في كتابه "سبات العقل في الإسلام" لكن هذا لا يمنع من ذكر بعض منها من حين لآخر. ن.ح
(9)- فقد شكا قوم إلى الرسول "ملوحة مائهم فقام بأصحابه حتى أشرف على بئرهم فتفل فيها ثم انصرف، فانفجرت بالماء الزلال، وكانت غائرة، وإنها على حالها اليوم ويتوارثها أهلها ويعدونها من أعظم مفاخرهم.
(10)- القاضي عياض. توفي عام 544 للهجرة. من أبرز مجتهدي المدرسة المالكية وممن ساهم في كتابه ترتيب المدارك وتقريب المسالك في تأسيس ما يشبه العبادة لإمام المذهب مالك بن أنس. والحال أن مالكا ً نفسه لم ينسب إلى الرسول في كتابه الموطأ سوى ثلاث معجزات!
(11)- فقد روي عن ابن عمر أن الرسول "كان في محفل من أصحابه إذ جاء أعرابي قد صاد ضبا ، فقال: من هذا؟ فقالوا نبي الله. فقال واللات والعزى، لا آمنت بك أو يؤمن هذا الضب، وطرحه بين يدي الني (ص)، فقال النبي (ص): يا ضب، فأجابه بلسان مبين يسمعه القوم جميعا ً : لبيك وسعديك يا زين من وافى القيامة. قال فمن أنا؟ قال : رسول الله رب العالمين وخاتم النبيين، وقد أفلح من صدقك وخاب من كذبك. فأسلم الأعرابي" ص 110 من فصل "الآيات في ضروب الحيوانات"
(12)- قطع أبو جهل يوم بدر يد معاذ بن عفراء. فجاء يحمل يده، فبصق عليها رسول الله (ص) وألصقها فلصقت. ص 115
(13)- ابن كثير : البداية والنهاية. طبعة دار المعارف المصورة. بيروت 1977. ج 6. ص 125
(14)- هي طبعا ً نزر يسير من مجمل المراجع التي كتبت تؤكد وقوع هذه المعجزات وتؤرخ لها. ن.ح
(15)- علما ً أن لا كهنوت في الإسلام كما هو مصرح به في كل كتب التراث الإسلامي !! ن.ح
(16)- قال البخاري: حدثنا... عن... أنس بن مالك قال: كان عباد بن بشر وأسيد بن حضير عند رسول الله فتحدثا عنده حتى إذا خرجا أضاءت لهما عصا أحدهما فمشيا في ضوئها، فلما تفرق بهما الطريق أضاءت لكل واحد منهما عصاه فمشي في ضوئها" (ج 8 ص 78)
(17)- جند ابن كثير كل طاقاته النقدية لينفي حدوث المعجزة النبوية الوحيدة التي كان محورها علي ابن أبي طالب وهي معجزة رد الشمس بعد مغيبها
(18)- يقول جعفر الصادق في روايته لهذه المعجزة ما يلي : "خرج رسول الله (ص) إلى غزوة تبوك وخلفه أمير المؤمنين عليه السلام وسائر من بها، فتكلم الناس فيه وقالوا : ما بال علي مقدم في كل غزوات رسول الله وقد أخره عن هذه الغزوة في المدينة؟ فخرج إليه أمير المؤمنين حتى وافى معسكر رسول الله فقال له : فداك أبي وأمي يا علي مالذي جاء بك؟ قال : إن الناس يقولون أنك ما خلفتني بالمدينة إلا من بغضك لي. قال رسول الله : ليس الأمر كما يقولون يا علي، كيف وقد أمرني الله – حيث أسرى بي إليه – أن أؤاخيك وأزوجك بابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين في الأرض بعد أن زوجك الله في السماء، وأمرني أن أعلمك جميع علمي ولا أتركك ... وأنت أخي وأنا أخوك في الدنيا وفي الآخرة... فلما قال النبي ذلك رجع علي إلى المدينة مستبشرا ً مسرورا ً، وسار رسول الله والناس معه، فشكوا العطش ... ومات بعضهم وبعض دوابهم. فلما رأوا ما نزل بهم قالوا : يا رسول الله ادع لنا ربك يسقينا ريا ً من الماء، فنزل جبريل فقال: " يارسول الله ابحث بيدك هذا الصعيد وضع قدميك وإصبعيك المسبحتين فينفجر اثنتا عشر عينا ً كما انفجرت لموسى. فوضع النبي عشر أصابع رجليه وسبابتيه وسمى باسم الله ودعا فتفجرت من بين أصابعه اثنتا عشر عينا ً" ص 64
(19)- الراوية هو سلمان الفارسي وهو يؤدي في الأدبيات المؤسطرة الشيعية نفس الدور الذي يؤديه أبو مسلم الخراساني في الأدبيات المؤسطرة السنية وربما نفس الدور الذي يؤديه الخضر في الأدبيات المؤسطرة المسيحية وفقا ً لجورج طرابيشي. وأنا أؤيده تماماً في ذلك. ن.ح
(20)- ناقة فتية
(21)- وفي إضافة في الهداية الكبرى أن عمر لما تملكته الغيرة وطلب من الرسول أن تكون له حصة في الجام أجابه قائلا ً : ‘ما أجرأك على الله يا عمر ! أما سمعت الجام حتى تسألني أن أعطيك ما ليس لك؟ (ص165)
(22)- حسين بن عبد الوهاب: عيون المعجزات، منشورات المطبعة الحيدرية، النجف 1369 هـ. نقلاً عن مكتبة يعسوب الإكترونية. ص 69 - 73



#نزار_حمود (هاشتاغ)       Nezar_Hammoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أن نعترف ...
- إيلان لن يستيقظ ...
- أن تكون طائفيا ً !
- أنا أتهم
- هكذا تكلم فيكتور هيجو ... (في الشأن السوري)
- إنهم يقتلون الشارلي !
- رسالة مفتوحة إلى العالم الإسلامي
- لماذا يخافون منا ؟ البتروإسلاموفوبيا !
- محاكمة السلاح !
- في رثاء أنسي الحاج ...
- رسالة إلى أخي الثائر السوري ... 5
- رسالة إلى أخي الثائر السوري ... 4
- رسالة إلى أخي الثائر السوري ... 3 - الجزء الثاني
- رسالة إلى أخي الثائر السوري ... 3 - الجزء الأول
- رسالة إلى أخي الثائر السوري ... 2
- رسالة إلى أخي الثائر السوري ...
- أن جنيف أو أن لا جنيف. هل هذا هو السؤال ؟
- الأقلية والأكثريات
- أما زال النصر ممكنا ً ؟
- سوريا بين مطرقة الظلم وسندان الظلام


المزيد.....




- هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية ...
- المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله ...
- الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي- ...
- أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ ...
- -حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي ...
- شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل ...
- -المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف حيفا ومحيطها برشقة صاروخي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار حمود - في فقه المعصية