أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أوري فلطمن - تأملات وخواطر عشية الذكرى الثامنة والثمانين لثورة اكتوبر الاشتراكية















المزيد.....


تأملات وخواطر عشية الذكرى الثامنة والثمانين لثورة اكتوبر الاشتراكية


أوري فلطمن

الحوار المتمدن-العدد: 1371 - 2005 / 11 / 7 - 09:58
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بديل يضع الانسان في المركز
تأملات وخواطر عشية الذكرى الثامنة والثمانين لثورة اكتوبر الاشتراكية *

لقد ضمنت ثورة اكتوبر الاشتراكية في عام 1917 الخبز للجائعين، والارض للفلاحين الفقراء، والسلام للذين ذاقوا ويلات الحروب، وبشرت الثورة الملايين الكثيرين في روسيا وفي العالم كله، ان الحلم بمجتمع متضامن وانساني، مجتمع يضع حدا للواقع الرأسمالي المتجسد في ان الانسان للانسان ذئب، يمكن البدء بتحقيقه، وتحول الحلم الى حقيقة، فالحقوق الاجتماعية كحق الانسان في العمل وفي السكن والحق في التعليم وفي الصحة، تلك الحقوق التي تداس اليوم. وفي فترة تفكيك شبكات الدفاع الاجتماعية وخصخصة الخدمات الشعبية، تلك الحقوق التي تحولت لأول مرة في التاريخ الى حقيقة ملموسة في الاتحاد السوفييتي ولشعوبه، على الرغم من أنها بدأت في دولة زراعية بغالبيتها، تحول الاتحاد السوفييتي خلال جيل واحد الى دولة اقتصادية وصناعية عظمى، الذي استطاع بشجاعة وتضحيات جنوده وفقدان 27 مليون انسان من مواطنيه هزم النازية في اوروبا، ومن انجازات الثورة الاشتراكية يمكن الاشارة بالبنان وبافتخار الى تحقيق المساواة التامة للمرأة والمساواة التامة لأبناء الأقليات. وقدم الاتحاد السوفييتي المساعدات الكثيرة لحركات التحرر القومي في افريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية في صراعها للتحرر والاستقلال.
والى جانب الانجازات كانت في الاتحاد السوفييتي تراجعات، فالدمقراطية الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي والتي بدايتها هي التأكيد والتعهد: "كل الحكم للمجالس" لم تستنفد الطاقة الكامنة فيها، فالحكم في الاتحاد السوفييتي يمكن ان يكون دمقراطيا اكثر بألف مرة عما هو في الولايات المتحدة الامريكية، ومن الدمقراطية البرجوازية بشكل عام. واكتشف لينين ان الشعب السوفييتي وخاصة من فترة ستالين وحتى في ايام الذين جاؤوا بعده، ان الحكم تنكر له. وأخطاء القيادة السوفييتية التي نجمت بغالبيتها من الظروف الموضوعية الصعبة. والتي غرق فيها النظام الاشتراكي واضيفت الى ذلك الجرائم التي اقترفها ستالين في زمن تقديس الشخصية، دمغت الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي بوصمات بشعة. خاصة عند الذين يتطلعون من الخارج والمعرضين اصلا للدعاية المعادية للاشتراكية والأنكى ان ذلك ايضا كان في نظر المواطنين السوفييت انفسهم.
اليوم وبعد 88 عاما من ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى وبعد 14 سنة على انهيار النظام الاشتراكي الذي جاء بفضل تلك الثورة، يسألوننا نحن الشيوعيين، من اصدقاء ومن أعداء: بعد ان انهار الاتحاد السوفييتي ما الذي بقي لكم اصلا لاقتراحه؟ وهناك من يستنتج انه لا يوجد لدينا ما نقترحه اكثر ولذلك علينا التنازل عن البديل والانضمام الى الجمهور النيولبرالي. وهناك من يسأل بالذات من منطلق شأن حقيقي وقناعة حقيقية للتغيير الاجتماعي من خلال فهم ان المجتمع القائم بكل اذرعه وامراضه وفظائعه يجب استبداله بنظام اجتماعي دمقراطي وعادل اكثر وبما ان الشيوعيين هم العنوان لتلك المسائل، فلهؤلاء ولأولئك نقول: للشيوعيين يوجد بالطبع ما يقترحونه وهو استبدال جذري وقيمي لعالم يفتقد القيم ويفتقد البدائل.
يبدو لأول وهلة اننا ظللنا لوحدنا في المعركة، أحزاب وحركات تباهت وتفاخرت في السابق مثلنا، في رغبتها الصادقة لنظام عدالة اجتماعية وللاشتراكية اختفت وغير موجودة ومنها من تبرجز واستوعب اسس وقواعد اللعبة وغير مستعد لهزّ وتحريك القارب اكثر من اللازم ويكتفي بالكلام فقط في شجب الرأسمالية الخنزيرية وفي تمجيد الرأسمالية الاخرى المتنورة، ومنها من كان في اوروبا، وهناك من انضم علانية الى الجهة المناقضة كليا لنا. ولكي يكفّروا عن أخطائهم في ايام الشباب الحمراء تحولوا الى كبار مقلصي وداعمي مقلصي ودائسي الحقوق والاستغلاليين.
ولكن هذه ليست كل الصورة ان سحق دولة الرفاه واندماج اسرائيل في العولمة الرأسمالية ولدا الخنوع في اوساط معينة للتفكير الواحد النيولبرالي، ولكن كذلك معارضة قوية ترتدي وتتخذ عدة اشكال ومنها نضالات عديدة حول طابع وشخصية الدول، نضالات اجتماعية وبيئية ودمقراطية يبدأ المشاركون فيها في تثبيت الحقيقة الاساسية التي تطالعنا بها الصحف والمدارس والجامعات ونشيطون في جمعيات اجتماعية يديرون معركة يومية ضد برامج الخصخصة المختلفة. ويبدأون بالاندهاش والاستغراب من مجرد شكل النظام الاجتماعي الذي ينمي السياسة التي تغني الاغنياء وأبناء الشبيبة الذين يشعرون بالاستغراب ازاء ثقافة الاستهلاك الرأسمالي وفي ظل النظام الرأسمالي يستغربون ويتساءلون: هل يمكن العيش بشكل مغاير؟ وهنالك تعطش لتحليل علمي انتقادي ايديولوجي، للمجتمع الذي نعيش فيه، وتبرز الماركسية مجددا كأداة لفهم الواقع وليس أقل اهمية من ذلك لتغييره.
ان مهمة الشيوعيين في اسرائيل في عام 2005 هي ان يكونوا المساعدين في التفتيش عن أجوبة للأسئلة الصعبة. ولقد حافظنا على مدى خمس عشرة سنة على غرس الامل بمجتمع آخر، عندما احتفلوا حولنا بموت الاشتراكية ونهاية التاريخ. ان وظيفتنا اليوم هي الاندماج في النضالات العديدة ضد الاحتلال والخصخصة والعنصرية ومن اجل الدمقراطية ومن اجل مساواة المرأة وجودة البيئة ولتمكين الحركة الواسعة من اجل عالم جيد وافضل اكثر ولامتلاك الادوات التي تمكن من التغيير الاجتماعي للافضل، علينا تحويل الاشتراكية المرشد لأعمالنا. الى هدف لكل أولئك الذين يطالبون ويناضلون وينتظمون للنضال من اجل الاحسن. وهذا ليس امرا سهلا. وهذا يتطلب نقاشات عميقة وشاملة مع العديد من الآراء المغلوطة والمضللة وبضمن ذلك آراء مسبقة ضد الشيوعية. ولكن الظروف اليوم أسهل من السابق بكثير، والبديل الاشتراكي يبدو اليوم آنيا وشرعيا في اوساط فرق ومجموعات تزداد من نشيطين اجتماعيين وخاصة في اوساط الشبيبة والجامعيين والشباب.
لا نعرف كيف سيبدو النظام الاشتراكي في اسرائيل، اننا نفترض ان يكون العديد من الخطوط المتشابهة بينه وبين الانظمة الاشتراكية التي كانت قائمة ولا تزال قائمة ولكن سيكون هناك العديد من النقاط المغايرة وستنبع الفوارق بغالبيتها من الظروف والشروط المختلفة ومن الرغبة بعمل الأشياء بشكل مغاير وافضل كثيرا. وبديلنا الاشتراكي هو بديل قيمي دمقراطي والذي يضع الانسان في مركز الاحداث وليس موديلا عدديا نحن مقيدون له وكأنه أي شيء تاريخي هامشي، علينا التذكر دائما الى اين نريد ان نصل ولكن يجب عدم النسيان ايضا انه علينا تمهيد السبيل مع الآخرين للوصول الى الهدف الاشتراكي.



#أوري_فلطمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وثائق سرية تكشف: الملكة إليزابيث لم تكن على علم بتورط مستشار ...
- تجديد حبس شباب «بانر فـلسطين» 45 يومًا
- «المفوضية»: للمرة الثانية المحبوسين بـ«العاشر 6» يديرون أجسا ...
- إضرابها دخل يومه السابع بعد المئة.. نظام الاستبداد يقتل ليلى ...
- صوفيا ملك// حتى لا تبتلعنا أمريكا..
- مذكرة من «البلشي» للنائب العام بعد إحالة «صحفيين» محبوسين إح ...
- “المبادرة” تطالب بالتحقيق في شكاوى معتقلي العاشر 6
- جنايات “المنصورة” تقضي بحبس معتقلي حادث المطرية 45 يومًا
- افتتاح معرض مكرس لحصار لينينغراد في الأمم المتحدة
- سقوط العقيدة العسكرية “الإسرائيلية”


المزيد.....

- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أوري فلطمن - تأملات وخواطر عشية الذكرى الثامنة والثمانين لثورة اكتوبر الاشتراكية