في وطن الحكايات

فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1371 - 2005 / 11 / 7 - 07:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

في وطن الحكايات
ينحسر الكلام من جعبة الكلمات
في وطن الحكايات
يبيت الليل في علبته
وتنام الخرائط في الحانات
يموت الحب مكبوتاً
وتزغرد الوطاويط في الشرفات
في وطن الحكايات
تتزاحم المضائق
ويغتال الوقت
تظل الأحلام معلبةً
يظل السؤال عالقاً
تُحشر الطيور في جزرها
تتنامى خوذات العسكر
ويعلو غبار الفتنة
كل الطرقات
تدفن جثث الأرواح
في بحار الظلمات
في وطن الحكايات
تسافر المراكب دون عودة
ينام الشباب دون يقظة
يتصادق الحمل مع الذئب
يروم الشك وجوه القوم
ويسقط حوار الكلمات
في وطن الحكايات
تنتشر صوامع الجلادين
وبيارق العرافين
يغمر الرمادي كل الشرفات
في وطن الحكايات
يبكي الزعفران على البنفسج
وتنحني في الياسمين القامات
في وطن الحكايات
يسود الكذب
ينعدم الصدق
وتسكن السيوف دروعها
يكثر الذباب في المرابع
وتنتشر الحشرات
في وطن الحكايات
تنتصب خيام العائدين*
وتضيق الأرض على ساكنيها
ترتدي العواصم جلود الصفيح
وتنام الشمس في الغابات
في وطن الحكايات
تحتفل السبايا بعارهن
وتنسى الصبايا أسماءهن
تلعق الأمهات جراحهن
لتدفع البلاء، والعاهات
في وطن الحكايات
يقف المجد الغابر نائحاً
تموت الأنوثة في اللغة
وتصحو بيارق الذكورة
تتوحش الألفاظ في الأنساب
وتشتعل الحروف بالنفايات
في وطن الحكايات
سأموت صريعة.. ليأس الموج
أن يقذفكم لبر الأمان
أو تنكس ..فيكم الرايات
في وطن الحكايات
سأكسر الضلع الأصلي**
أطعمه للكواسر الناطرات
ألملم العيون المنتظرة
والنخيل المنكسرة
في احتراق أشلائي
ورماد ...القلوب
المنسية في السماوات
في وطن الحكايات
لن أؤجل حديثي ليوم لايأتي
لن أؤجل ميقات ميلادي
لن أؤجل مقتلي
لن أموت في قبيلة النسيان
لن أبكي قلوبكم المنتحرة
لن أقف فيكم منتظرة
خذوا ماء العيون
واعبروها ...جسوركم النخرة
الى دفة .. الخلاص
الى وطن ...دون نعاس
الى جبالكم الشامخة
وخيلكم الجامحة
وماءكم ...المرصود
لليوم ...الموعود
في وطن الحكايات
فلورنس غزلان ــ باريس 4/11/2005

ــ خيام العائدين:ــ يقصد بها اللاجئين*
ــ الضلع الأصلي:ـ حيث يقال أن المرأة خلقت من ضلع آدم!**

#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات