|
لا شيئ واضح عندهم
رائد حسين
الحوار المتمدن-العدد: 5029 - 2015 / 12 / 30 - 20:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تُعد محطة رابعة العدوية ،أهم محطة فى حياتى الفائتة ،حيثُ تراكمت فيها الأسئلة كلها فجأة إنقطع التيارُ الكهربائى عن الوطن ،ووجدتُ نفسى عالقاً فى الظلام ، أواجهُ أشباح السؤال : الى اين ؟ ولماذا ؟ وكيف ؟
1- الى اين ؟
الى السلطة المُتمثلة فى شرعية الرئيس المُنتخب ،الذى جاء عبر إنتخابات ديموقراطية. هذهِ هى الإجابة المحفوظه ،ترددها الألسنُ كلها ،كأنه داءٌ تفشَّى فى الجموع الخفيرة ،لكن الصدمة كانت قاسية على رأسى المسكين ،لدرجة لا تسمحُ لى بتجاهل ما يقال بعيداً عن الشاشات والكاميرات، "من أجل المشروع الاسلامى ، الشريعة الإسلامية ،والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا ." لكنى لم أقرأ حتى آلآن مسوّدة للمشروع الاسلامى ،وأعرف أن لا أحد من هؤلاء المعتصمين قرأ مسوَّدة للمشروع الاسلامى ، الحناجر تصرخُ بجملٍ محفوظة لا تعرفُ عقولهم لها معنى أو تفسير ، لكنهم يظنون أنهم الحق والحقيقة ،فقد تكالبت عليهم الأمم ،رغم بذلهم الجُهد الجَهيد لإقناع الأمم بأن ما حدث إنقلابٌ عسكرى!
2- لماذا ؟
"لأنه إنقلاب على الديموقراطية ،لابد أن يعود الرئيس أولا قبل كل شيئ.". هذهِ هى الاجابة المحفوظة ،لكن الرئيس كان موجوداً بالفعل ،وقد أمَّنتهُ على نفسى سنةً كاملة ليصون الثورة ،فإذ بالرئيس الذى إنتخبتهُ ليصوننى وثورتى يطلب منى أن أصونه وشرعيتهُ ! تحت أمر معاليك ياريس ولكن ..
3-كيف ؟
"بالثورة المُستمرة ، حتى إستعادة الشرعية وحق الشهداء " هذهِ هى الاجابة المحفوظة ، ولكن ... أليس هذا ما رُفُض بالأمس القريب ! لقد كانت الثورة فى الميدان تنزف عيوناً وأرواحاً فإخترتم البرلمان والسياسة والتفاوض ، وقلتم أن هذا هو الطريق الوحيد الذى لن يُدخل البلاد فى معترك الفوضى والحرب الأهلية ، خاصة مع وجود مندسين وفوضويين فى صفوف الثوار، وتجاهلتم الشهداء والدماء، هل صارت الفوضى ثورة مستمرة آلآن ،لا تُفضى الى حروب أهلية ولا يوجد مندسين يريدون هدم الدولة ؟ كل ما أريد ،أن أفهم إستراتيجية الجماعة ؟ أسئلة كثيرة روادتنى ، حافظتُ عليها فى عقلى حبيسة ، أقرأها من حين الى حين. فُضَّ الإعتصام بأبشع الطرُق ليعطى للإخوان فرصة للصراخ ولفت إنتباه العالم الذى يلقِّنونَ شبابهم مُعاداته ، وليُعطينى فرصة لقراءة الثورة من يومها الأول فى 25 يناير 2011 الى 14 اغسطس 2013 ،لأتأكد أن الإخوان فعلا تحايلوا على الثورة حتى إبتلعوها ، وتآمروا مع العسكر وحزب النور على الدولة المدنية التى تعرف طريقها نحو المستقبل ،حتى إبتلعهم السيسى . الى متى أيها الاخوان تلعبون دور الضحية ؟ الى متى تستمتعون بالفشل فتحولونهُ الى بطولة وفداء ؟ الى متى تتآمرون على مستقبل البلاد وعلى عقولكم ؟ أنتم لستم أبطالاً ،أنتم ضحايا عقولكم المُغلقة،وحبكم للتفرد ، النظام الإسلامى لا علاقة له بالديموقراطية فلماذا تقولون غير ذالك ؟
لا شيئ واضح عندهم ، هذا ما قُلته لنفسى ، هناك من يعيشون ويموتون دون أن يفهموا لماذا لا شيئ واضح ،لأنهم لم يسألوا هذا السؤال ، فالظهير الشعبى الكبير الذى تستند عليه الجماعة مُعظمهُ من البسطاء محدودى الوعى لا يعرفون عن المشروع الاسلامى الإ اسمه ، لا يعرفون عن الشريعة الاسلامية الإ هذا العنوان الرنَّان ، لكنهم يعرفون جيدا أنهم على الحق المُبين الذى تحالف العالم كلهُ ضده وكل ما عليهم هو التضحية حتى الإنتصار الذى وعد الله ،إن الله لا يُخلف الميعاد .. وكل ما يتلقاه شباب الاخوان قشور ،قشور سياسية تساعدهم على التعامل مع الأوضاع بسطحية والإنصياع الكامل لقرارات الكبار وتبريرها، وقشور دينية كالتى يقدمها "عمرو خالد " وأمثاله لتصبغ المشروع السياسى بالقداسة، حتى لو قرأوا أو تعرضوا لفرع من فروع المعرفة يحكمون عليه قبل الاطلاع ، فلا يعطون العقل فرصة للدهشة والعمل ،أما المُثير للعّجب فهى طبقة القيادات والمتحدثين باسم التنظيم التى تحمل شهادات الماجيستير والدكتوراة ، هؤلاء هم من طمست الإزدواجية كل سبل التفكير المنطقى فى عقولهم فلم يأخذوا من التعليم الا شهادات وألقاب تزين المكاتب والأسماء.
إن خيانة الاخوان للثورة لا تُبرر خيانة القوى المدنية والرموز الدينية التى ظهرت فى مشهد الانقلاب ، لا تُبرر قتل المدنيين بالمئات فى الاعتصامات ، لكنها تبررُ لشباب الاخوان أن يفكروا ، ويعيدوا التفكير فى كل شيئ ،قبل النزول للشارع لأن لا شيئ واضح عند قياداتهم ،التى أحبت الجلاَّد والجَلد ،وعشقت الجَمر الذى قبضت عليه بإرادتها، شاركوا الشباب حلمهم بدولة مدنية واضحة المعالم ،تحفظ لكل إنسان قناعاته وأمنه وحياته أو إبتعدوا عن الثورة يرحمنا الله وإياكم .
#رائد_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خالد
-
الإمام السيسى عجَّل الله فرجه
-
سطرٌ جميلُ المعنى
-
صنم المَثل الأعلى
-
على بن ابى طالب والآخر
-
السعادة بعيون الإكتئاب
-
عندما كان الإنسانُ خروفاً
-
أنا والموت .. وهوايا .
-
الهوية ايه ؟!!
-
ستقوم القيامة فى اغسطس
-
الخمايسى و الأقزام
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|