أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مفيد عيسى أحمد - يلزمنا كوادر للإصلاح ....شرفاء و خبراء ....فمن يبيع؟















المزيد.....

يلزمنا كوادر للإصلاح ....شرفاء و خبراء ....فمن يبيع؟


مفيد عيسى أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1371 - 2005 / 11 / 7 - 04:34
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


لا إصلاح إقتصادي بدون الاصلاح الإداري و الاصلاح الإداري لا يعني فقط إصدار القوانين والمراسيم و الأنظمة الخاصة التي تهدف إلى التطوير و الارتقاء بالأداء و الجودة و القضاء على مظاهر الوهن والفساد في مختلف جوانب النشاط، بل يعني الحرص على تنفيذها بغية تغيير عقلية العمل البائسة السائدة الآن في سورية و التي ما زالت تتمسك بميراثها من العلاقات المحبطة والتي لا تقو م على أسس لها علاقة بالأداء والخبرة و أخلاقيات العمل، عقلية العمل هذه و العلاقات التي تحكمها، أوجدتها الممارسات التي سادت في البلد سابقاً و ما زالت , فالأسس التي تؤخذ حين اختيار المديرين لا يشكل معيار الكفاءة و لا أخلاقية العمل و لا القدرة على المبادرة الشخصية والسوية المهنية أساساً لذلك، هناك معايير أخرى منها، الانتماء لاتجاه سياسي معين، العلاقة مع السلطات الأخرى و التي لا علاقة لها بالمؤسسة لا إدارياً و لا رقابياً، و التي تبغي ( كأفراد ) منفعة معينة يحققها الشخص المختار.
أغرب و أخطر ما تواجهه في النقاشات التي تدور على كافة المستويات في سورية، هو السؤال التالي: ماذا نفعل ..؟ لا يوجد كوادر
ماذا ستفعل الحكومة ... ماذا بيدها .... لا تجد أشخاصاً مؤهلين ونظيفين ..... ليس هناك كوادر..؟
ليس هناك كوادر.....!
كانت سورية حتى الثمانينات مصدراً للكوادر لدول عدة من الخليج إلى اليمن إلى ليبيا و الآن لا يوجد كوادر، و الكوادر لا تقتصر على جانب عملي وعلمي معين بل تشمل كافة الفعاليات من العلوم الوضعية والتطبيقية إلى الإعلام و الثقافة و علوم الإدارة إلى كرة القدم و مذيعات التلفزيون و ملكات الجمال ... ماذا سنفعل .
أمر غريب أين ذهبت الكوادر السورية و لما ذهبت ؟ هل طرحت الحكومة يوماً هذا السؤال ؟ ما الذي جعل أصحاب الكفاءات و الخبرات و النزاهة و احترام الذات يخلون الساحة لمن يناقضهم ؟ كما تفعل العملة الرديئة بالعملة الجيدة.
على مدى أكثر من عشرين عاماً نزحت من سورية الكثير من الخبرات و المؤهلين القادرين على العمل و النزوح إما خارجياً أو داخلياً أي ترك العمل خاصةً أصحاب الاختصاص و ذلك نتيجة عوامل لها علاقة بعقلية العمل السائدة و هي عقلية يحكمها إدارياً إما التعسف و ديكتاتورية القرار أو الحمق وعدم الاكتراث و قلما تخلو إدارة أو مؤسسة من ذلك.
حتى الآن مازالت معايير الإدارة تبتعد عن الأسس الحقيقية التي يجب أن يتم بموجبها إدارة أي مؤسسة أو شركة، من المعروف أن أي شركة أو مديرية يحكمها نصين، القانون الأساسي للعاملين في الدولة و هو الناظم لواجبات و حقوق العاملين و لعلاقتهم بإدارة الجهة العاملين فيها و بعض الجهات العامة الأخرى، و النص الآخر هو النظام الداخلي الخاص بالشركة أو المديرية و هو الناظم لتصنيف الوظائف وتوصيفها من ناحية الكفاءات و التوزيع والمحدد لطبيعة عمل الشركة واهدافها،إضافةً إلى القوانين الأخرى المتعلقة بتنظيم العمل و قوننته كقانون العقود .
تعاملت المؤسسات والشركات مع هذين النصين تعاملاً مذبذباً بحيث طغت عليهما العلاقات الشخصية والمحسوبية حتى بدا النظام الداخلي لا قيمة له أما قانون العاملين الموحد فهو يزين الأوامر الإدارية و القرارات التي تستند إليه شكلاً لا مضموناً.
لقد كان لممارسات الإدارات في سورية الدور الرئيسي في ( تطفيش ) الكوادر المؤهلة و ذلك للأسباب التالية:
1- تعميم العلاقات و المحسوبيات الشخصية على حساب علاقات العمل القائمة على تقييم العامل بموجب كفاءته و أخلاقيات العمل و قدرته على المبادرة الشخصية.
2- تدني العائدات المادية والمعنوية للعاملين و خاصة المميزين منهم و شعورهم بالظلم والاجحاف دون وجود نقابة حقيقة ولا رقابة فعالة يمكن أن تقوم ما ترتكبه الإدارة.
3- ديكتاتورية الإدارة وتعسفها إلى حد الاضطهاد غالباً و هذا ما عانى منه أغلب من عمل في مؤسسات وشركات القطاع العام إلى درجة يشعر العامل أنه يعمل في قطاع خاص أو إقطاعية يملكها المدير.
4- الركود و التراخي في التنفيذ و الأداء و الذي لا تحرك الإدارت ساكناً تجاهه إلا شكلياً، و هو ما يؤدي بالعاملين الجادين والجيدين إلى اليأس.
هذه العوامل أدت إلى حدوث انفصال بين العامل و المؤسسة التي يعمل فيها و هو الأمر الأخطر، إن عدم المبالاة السائدة من قبل العاملين في المؤسسات و الشركات السورية تجاه إنتاج و أداء شركتهم، مسؤول عنه بشكل أساسي نمط الإدارة السائد والذي يقوم على عدم التكافؤ و الاعتبارات المصلحية و الاستهتار بأداء العمال و مشاكلهم و التعامل معهم باستصغار و قمع.
إن الإدارة الديكتاتورية للشركات والمؤسسات من قبل المدراء العامين ، جعل هذا الأمر يسري على من هو دونهم وفق الهرمية الإدارية و أعطى نتائج خطيرة على مستوى العمل والعاملين، فمجالس الإدارة، صورية فقط و تخضع بشكل مطلق للمدير كذلك القانون والنظام الداخلي ينفذ بشكل صوري أيضاً، فأي قانون أو نظام ينص على أن يكون رئيس القسم أو الدائرة حائز على الشهادة الإعدادية و من هم تحت إمرته مهندسين و جامعيين، سوى المحسوبية و تبادل المنفعة.
و أي قانون ينص على النقل المزاجي للعاملين، نتيجة مواقف شخصية أو عدم ارتياح المدير لعامل معين، و أي قانون ينص على إهمال الخبرة و سنوات الخدمة.
حتى النقابات لا تعدو تمثيلاً بائساً و سلبياً للعاملين و تحكمها كما الإدارات الشللية و المحسوبية و تخضع بشكل سافر للإدارة، فالمدير بسلطته المطلقة و النقابة بتخاذلها و حرصها على مصالحها الشخصية الضيقة يتضافران لخلق جو من الضيق و اليأس و النفور و عدم الاكتراث بين العاملين. حتى لو أراد أحد أعضاء النقابة العمل بما يتوافق مع مهمته الحقيقة و تعارض ذلك مع رغبة الإدارة لن يجد من يقدر عمله و يحميه و أول من سيتخلى عن النقابة نفسها و هو ما حصل في أحد الشركات حقيقةً، حيث نقل أحد أعضاء النقابة من مكان عمله لأن الإدارة تضايقت منه ..لماذا ؟ بالتأكيد لدى هذه الإدارة أسباب كثيرة . كلها لا علاقة لها لا بمصلحة العمل بمصلحة العمال ، و النقل هنا أشبه بالنفي و لكن ما يسر أن أبعاد هذا النفي ما زالت ضمن دائرة جغرافية معينة و لو أنها تتخطى البر إلى داخل البحر بمئات الأمتار فقط.
كيف تتوخون أن يبقى كوادر مؤهلة و محترمة على رأس عملها في هذه الظروف، بالتأكيد من خلق هذه الظروف ليست هذه الكوادر التي ( هشلت ) و قنطت من إمكانية تغير عقلية الديكتاتورية الإدارية و التعسف.
و مع ذلك ما زال هناك كوادر خبيرة ونظيفة و قادرة على العمل و ذات قدرة خلاقة و مبادرة، لكن لمن يريد ليس وفق المعايير المعتادة البالية، بل لمن يهمه هذا الأمر حقاً. و إذا لم نجد لابد من إجراء مناقصة قانونية لاستجرار كوادر، و إذا استعصى تأمين ما يلزم لاضير من أن نتدرب و لو استلزم الأمر خمسين عاماً فنحن لسنا هلى عجلة من أمرناكنا قد فكرنا بالأوربيين لكنهم غير مناسبين فهم سيدربونا على أشياء أخرى، سمعنا أن اليابان تقدم متقاعدين خبراء للتدريب بلقمة بطنهم فقط، يا سلام و لا أرخص .....خاصة ً أنهم لا يأكلون كثيراً.



#مفيد_عيسى_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركيز وميليس رداً على عباس بيضون
- حركة راقصة أخيرة
- حاسر الرأس 4×4
- أكتوبر المصري .. و تشرين السوري .... العراقيون يبنون بلدهم و ...
- عبقرية الجمع بين محمود درويش و......نانسي عجرم
- فيلم أمريكي طويل ...العرض مستمر ...لبنان جديد ..كنتاكي ....م ...
- ثلاثة نداءات و ثصبح نجمة
- اخلعوا رؤوسكم تنامون بهدوء
- انقسامات الحزب الشيوعي السوري ، من زاوية ليست فكرية
- زبيدة و نسيم البحر
- دعونا نجرب
- عندما يحب عادل إمام الجميع ...!


المزيد.....




- -خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس ...
- أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
- أسعار النفط عند أعلى مستوى في نحو 10 أيام
- قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار
- السودان يعقد أول مؤتمر اقتصادي لزيادة الإيرادات في زمن الحرب ...
- نائبة رئيس وزراء بلجيكا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات ...
- اقتصادي: التعداد سيؤدي لزيادة حصة بعض المحافظات من تنمية الأ ...
- تركيا تضخ ملايين إضافية في الاقتصاد المصري
- للمرة الثانية في يوم واحد.. -البيتكوين- تواصل صعودها وتسجل م ...
- مصر تخسر 70% من إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مفيد عيسى أحمد - يلزمنا كوادر للإصلاح ....شرفاء و خبراء ....فمن يبيع؟