مددت المحكمة الدنماركية في مدينة سورو قبل ايام الاقامة الجبرية المفروضة على نزار الخزرجي رئيس اركان الحرب السابق في جيش النظام الدكتاتوري المقيم في الدنمارك والمتهم بارتكاب جرائم الابادة الجماعية في مذابح الانفال الوحشية، لمدة اربعة اسابيع اخرى حسب ما نقلته صحيفة الشرق الاوسط عن وكالة الانباء الدنماركية (ريتزو ). وقد اسفرت المرافعة عن كشف النقاب عن حقائق جديدة عن تورط بعض الجهات السياسية في الدفاع المستميت عن براءة ساحة الخزرجي التي تشير الدلائل المتوفرة امام المحكمة الى دوره المباشر في تنفيذ جرائم النظام. فقد اوضحت المعلومات الموثوقة من داخل قاعة المحكمة التي حضرتها لجنة تنشيط المحاولات الرامية الى محاكمة الخزرجي، ابداء زعيم احد الاحزاب الكردية الرئيسية استعداده للمثول امام المحكمة وادلاء بشهادته على براءة الخزرجي من التهم المنسوبة اليه، الى ان رد المحكمة كان سلبيا باعتبار تلك المحاولات امور سياسية لاتهم المحكمة بشئ. ولكن المثير في الامر هو الرسالة الموجهة من قبل منظمة مجاهدي خلق الايرانية التي ترتبط بعلاقات مصيرية مع نظام صدام، الى المحكمة والتي تحاول هي الاخرى انقاذه من الحكم الذي ينتظره فيما اذا ادانته المحكمة بالتهم المنسوبة اليه.
رغم ان مواقف الاحزاب الكردية في دفاعهم عن الخزرجي ليست بجديدة فقد وقفنا على حقيقة تلك المواقف منذ ان بدأت المحكمة المذكورة باستجوابه بسيل الرسائل المرسلة الى وزارة العدل النماركية والتصريحات العلنية الصادرة من قادة ومسؤولي تلك الاحزاب، ولكننا نستغرب كثيرا عن هذا الاندفاع والاستعداد المتفاني من قبل زعيم حزب يدعي طليعة نضال شعبه ضد الدكتاتورية التي كان الخزرجي احد ابطال انفالاتها الهمجية ضد الشعب الكردي المقهور، فيما يلتقي مع منظمة مجاهدي خلق الايرانية المتهمة بارتكاب جرائم ضد اعضاء حزبه والمعروفة بدورها الاجرامي في قمع انتفاضة اذار الجماهير عام 1991 والتي استردت كركوك قبل دخول القوات العراقية اليها.
هنا لابد ان نتسائل ، اذا كان الخزرجي معارضا للنظام كما يدعي ويدعي المدافعين عنه، فما الذي يدفع منظمة مجاهدي خلق التي تربطها علاقات مصيرية وثيقة مع النظام الى تبني هذا الموقف؟ وهل من المعقول ان يتصرف تلك المنظمة بدون استشارة النظام ان لم يكن هذه المبادرة بايعاز من النظام مباشرة؟ ان هذه الوقائع يقودنا الى الاعتقاد بكون الخزرجي ورفيقي دربه وفيق السامرائي ومشعان الجبوري واخرون غيرهم ليسوا الى جزء من عملية احترازية مخططة من قبل النظام لتبوأ مواقع في عراق المستقبل لكي يقوموا بادوارهم لصالح رؤوس النظام فيما اذا سارت الامور باتجاه اخر.
ماذا بقي للسادة مناضلي الامس والمدافعين عن جنرالات الابادة اليوم من قول ازاء هذه الحقائق وما هو تفسيرهم للعمالة للنظام التي يتهمون بها الناشطين الذين يلاحقون اركان النظام المتورطين في اقامة المذابح وعمليات الابادة ضد جماهير الشعب ؟
مركز حلبجة لمناهضة انفلة وابادة الشعب الكردي
C.H.A.K
[email protected]
20/12/2003